علا رضوان

فرحة مؤقتة أم عدالة غائبة؟

السبت، 28 يونيو 2025 03:27 م


شهدنا وشاهد العالم مؤخراً حالة من الفرحة الغامرة التي انتابت الكثيرين عقب الحرب القصيرة الإيرانية الإسرائيلية. هذه الفرحة لم تكن نابعة من حب للحروب أو إراقة الدماء، بل كانت تعبيراً عن شعور دفين بالانتصار للعدالة، بعد سنة ونصف تقريبا من الظلم والقتل والمعاناة التي عاشها الشعب الفلسطيني. لقد وصل الأمر إلى حد أن نفرح ونشمت ونطرب لمشاهد الرعب والقتل والهدم التي حدثت في إسرائيل.

إسرائيل، التي لطالما مارست القتل والتشريد والأبادة بحق الفلسطينيين، لم يقف اثار هذا العدوان علي هذا الشعب المقهور فقط ،ان  دماء الفلسطنين  الي سالت في كل مكان انبتت كره وحقد وغضب من كل العالم تجاه اسرائيل ، وحصدت اجماع العالم في الرغبة علي ازالتها من علي وجه الخريطة، اسرائيل  بحربها علي غزة  قتلتنا جميعا  ليست كعرب فقط بل واجانب مسلمين وغير مسلمين ،وان كان قتل معنوي، قتلت إنسانيتنا وشوهت اروحنا فلم يعد في قلوبنا رحمة ولا تعاطف باي حدث ولا مشهد يخصها  . غياب العدالة وصمت العالم المطبق جعلنا غاضبين مثقلين بعبء ثقيل. فماذا تنتظر إسرائيل منا ؟؟ كيف  تتوقع من العالم  غير هذا الشعور.

إسرائيل وجدت نفسها أخيراً في موقف الضعف، تتلقى الضربات وتذوق مرارة ما أذاقته لغيرها.والغريب انها متعجبة ومستنكرة شماتة العالم اجمع فيها ، وإن كان مؤلماً، إلا أنه أشبع رغبة الكثيرين في رؤية العدالة تتحقق، ولو بشكل جزئي.

لكن سرعان ما تبددت هذه الفرحة، وحل محلها شعور بالإحباط والأسى. الحرب انتهت سريعاً، ولم تحقق العدالة المنشودة بشكل كامل. إسرائيل، رغم ما لحق بها من أضرار، لم تتجرع الكأس كاملة، ولم تدفع ثمن جرائمها بالقدر الذي يستحقه الفلسطينيون الذين عذبوا على مدار سنة ونصف لم يمر يوم دون شهداء معظمهم اطفال ، وهي لم تتحمل  حرباً استمرت لأيام. كنا نتمنى أن يسود العدل على الأرض وأن تمتد الحرب عليها لشهور وسنوات.

هذا تفسير الشعور المتناقض، بين الفرحة العارمة وحالة من الإحباط الذي نعيشه الان بعد توقف ضرب اسرئيل، حالة تعكس حالة الصراع النفسي التي يعيشه الكثيرون. نحن نتوق إلى العدالة، ونفرح لرؤيتها تتحقق، لكننا نصاب بخيبة الأمل عندما ندرك أن الواقع لا يزال بعيداً عن تحقيقها بشكل كامل.

في النهاية، يبقى السؤال: هل كانت فرحتنا مجرد شعور مؤقت بالانتقام، أم أنها تعبير عن رغبة عميقة في تحقيق العدالة؟ وهل يمكن للحروب أن تحقق العدالة المنشودة، أم أنها تخلف وراءها المزيد من الضحايا والمعاناة ؟




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب