المنطقتان الصناعيتان في سوهاج بوابتان جديدتان للاستثمار والتنمية بصعيد مصر.. 633 مليون جنيه لترفيق غرب جرجا و997 مليونا لغرب طهطا.. طفرة صناعية واستثمارية غير مسبوقة لجذب الاستثمارات للمحافظة.. صور

الثلاثاء، 24 يونيو 2025 06:00 ص

المجمع الصناعى

سوهاج أحمد عبدالعال

تُعد المنطقتان الصناعيتان بغرب جرجا وطهطا فى محافظة سوهاج من أبرز النماذج الحية على نجاح جهود الدولة فى تحقيق التنمية الصناعية المتوازنة فى صعيد مصر ضمن رؤية مصر 2030، حيث سعت الحكومة إلى تحويل هذه المناطق من مجرد مساحات جغرافية إلى بيئة استثمارية متكاملة قادرة على جذب رؤوس الأموال وخلق فرص عمل حقيقية، فى ظل اهتمام القيادة السياسية بربط التنمية بالعدالة المكانية والفرص المتكافئة.

المنطقة الصناعية بغرب جرجا، التى تمتد على مساحة 1089 فدانًا، تشهد حاليًا تحولًا لافتًا، حيث تضم 187 وحدة صناعية منها 64 مصنعًا دخلت فعليًا حيز التشغيل فى مجالات متنوعة، أبرزها التكييفات والأجهزة الكهربائية، وهو ما يعكس نجاح خطة الدولة فى تنويع القاعدة الصناعية وقد خضعت المنطقة لأعمال بنية تحتية متكاملة شملت شبكات المياه، الصرف الصحى، الكهرباء، الاتصالات، الغاز الطبيعى، وشبكات الحريق، بإجمالى استثمارات تجاوزت 633 مليون جنيه. هذا التطوير أوجد بيئة مناسبة وآمنة تساعد المستثمرين على بدء مشروعاتهم دون معوقات، وساهم فى تحسين بيئة العمل ورفع الإنتاجية.

أما المنطقة الصناعية بغرب طهطا، فهى لا تقل أهمية من حيث الإمكانيات والطموح. تمتد على مساحة 912 فدانًا، وتُنفذ على مراحل متتابعة، حيث استهدفت المرحلة الأولى ترفيق 230 فدانًا، والمرحلة الثانية إقامة مجمع أثاث على مساحة 170 فدانًا، والمرحلة الثالثة والرابعة تستهدف التوسعات بمساحة 512 فدانًا بإجمالى تكلفة بلغت نحو 997 مليون جنيه هذه المؤشرات توضح تقدمًا حقيقيًا فى أعمال التطوير، خاصة مع اقتراب تشغيل عدد من الوحدات الصناعية المنتظرة.

تتميز المناطق الصناعية بسوهاج، لا سيما فى غرب جرجا وطهطا، بتنوع الأنشطة الصناعية، حيث تشمل صناعات غذائية، هندسية، كيماوية، نسيجية، ملابس جاهزة، أعلاف، ومواد بناء. هذا التنوع يتيح للمستثمرين فرصة الدخول فى قطاعات مختلفة وفقًا لاحتياجات السوق المحلى والإقليمى، ويخلق شبكة من التكامل الصناعى بين المصانع داخل المنطقة نفسها، وهو ما يقلل من تكلفة النقل واللوجستيات ويرفع من كفاءة التشغيل.

وفى سياق دعم المستثمرين، تقدم الدولة عبر جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة حوافز كبيرة تشمل التمويل لشراء المعدات والآلات، بالإضافة إلى رأس المال العامل، مع منح المستثمرين مرونة فى نظام التمليك أو الإيجار، وفقًا لاحتياجاتهم كما تعمل المحافظة على تيسير الإجراءات الإدارية واختصار فترات استخراج التراخيص لضمان انطلاقة سريعة للمشروعات الجديدة.

هذه المناطق الصناعية تُسهم بشكل مباشر فى تقليل نسب البطالة بالمحافظة، من خلال توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، إلى جانب دورها فى تنشيط حركة التجارة والخدمات المرتبطة بها. ومع الاهتمام المستمر من الدولة برفع كفاءة هذه المناطق وتذليل التحديات أمام المستثمرين، من المتوقع أن تتحول سوهاج خلال السنوات المقبلة إلى مركز صناعى واعد فى صعيد مصر، يربط بين التنمية الاقتصادية ورفاهية المواطن.

تحمل التجربة الصناعية فى غرب جرجا وطهطا رسالة واضحة مفادها أن التنمية لا تحتاج فقط إلى خطط على الورق، بل إلى إرادة سياسية، وبنية تحتية قوية، وشراكة جادة بين الدولة والمستثمرين، وهو ما بدأت سوهاج فى تحقيقه فعليًا على أرض الواقع.