ما علاقة لوحة "الزارع عند الغروب" لفان جوخ برسالة البابا ليو؟

في أول لقاء عام له في روما، أشار البابا ليو الرابع عشر إلى لوحة "الزارع عند الغروب" لفينسنت فان جوخ ووصفها بأنها رمز للأمل. تُنير شمسٌ ساطعةٌ حقلاً بينما يمشي مزارعٌ نحو اليمين يبذر البذور.

أشار ليو إلى مثل الزارع للمسيح، وهي قصةٌ في الإنجيل تُشير إلى ضرورة القيام بالأعمال الصالحة حيث قال وفقا لموقع convrsation: "كل كلمةٍ في الإنجيل تُشبه بذرةً زُرعت في تربة حياتنا"، مُشدداً على أن التربة ليست قلوبنا فحسب، بل هي أيضاً العالم، والمجتمع، والكنيسة.

وأشار إلى أن "فان جوخ رسم خلف الزارع الحبوبَ الناضجة"، ووصفها ليو بأنها صورةٌ للأمل تُظهر أن البذرة قد أثمرت بطريقةٍ ما.

رسم فان جوخ لوحة "الزارع عند الغروب" عام 1888، عندما كان يُقيم في آرل جنوب فرنسا. في ذلك الوقت، كان يُبدع الفن مع صديقه بول جوجان، وكان يشعر بسعادةٍ غامرةٍ بالمستقبل حيث تعكس اللوحة تفاؤله.

مصدر إلهام فان جوخ

في نوفمبر 1888، كتب فان جوخ إلى أخيه ثيو، الذي كان يُسرّ له كثيرًا، عن لوحة "الزارع عند الغروب". ووصف ألوانها الجميلة قائلًا: "قرصٌ أصفر ليموني ضخم للشمس. سماءٌ خضراء صفراء مع غيوم وردية. الحقل بنفسجي، والزارع والشجرة زرقاء بروسية".

استلهم فان جوخ لوحة "الزارع" للفنان الفرنسي جان فرانسوا ميليه التي رسمها عام 1860. لكنه غيّر تركيب ميليه، حيث تهيمن شخصية داكنة معزولة، ووضع الزارع عمدًا في وسط منظر طبيعي غيّرته الشمس.

ماذا يعني هذا عن ليو؟

تتوافق لوحة فان جوخ مع العديد من الأفكار التي عبّر عنها البابا الجديد في الأيام الأولى من بابويته. لاحظ ليو: "في وسط اللوحة، الشمس، وليس الزارع، مما يُذكرنا بأن الله هو من يُحرك التاريخ، حتى وإن بدا غائبًا أو بعيدًا أحيانًا فالشمس هي التي تُدفئ ترب الأرض وتُنضِج البذرة".

يكمن موضوع كرامة العمل أيضًا في صورة الزارع المنغمس بشدة في العمل البدني، وهو ما يرتبط باختيار البابا لاسمه  وقد صرّح البابا بأنه اختار اسم ليو الرابع عشر "بشكل رئيسي لأن البابا ليو الثالث عشر في رسالته البابوية التاريخية "الأمور الجديدة".

لوحة فان جوخ