تحل اليوم ذكرى رحيل من شعراء العربية الكبار وهو شاعر النيل حافظ إبراهيم الذى رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 21 يونيو من عام 1932 بعدما ترك المآثر الشعرية والقصائد التى تحولت قبلة للدارسين.
يقول الكاتب الكبير الراحل ثروت أباظة في كتاب القصة في الشعر العربي: إذا اقتربْنا إلى الشِّعر الحديث، وجدْنا القصة قد أخذتْ فيها سِمات، فنَجِد عند حافظ مثلًا كثيرًا من الشِّعر يتلوَّن بلَون القصة، وإن كانت القصة حتى ذلك الحين قد ظلَّتْ غريبة على الأدب العربي، يتلمَّسُها فيما كتَبَ الغرب، ولا يُنشئها المُنشئون في الأدب العربي، ولكن الرياح الغربية كانت قد داعبَتِ الذَّوقَ العربي، حتى لقد حمَلَتْ حافظًا على أن يُترجِمَ البُؤساء لفيكتور هوجو، وحملتْ حافظًا نفسه أن يكتُب ليالي سطيح قريبة كل القُرب من القصة. ولعلَّ هذا الاتجاه هو الذي جعل حافظًا يُداعِب القصة في شعره دُون أن يقصد إلى ذلك قصدًا عامدًا.
ولعلَّ مِن طريفِ ما يُروى عنه أنه كان ضَيفًا على أبي في البلدة، وطلبَ طعامًا، فتأخَّرتْ عليه الخادِمة، وكان اسمُها فاطمة، فلجأ إلى رئيس الخدَم، وكان اسمُهُ أحمد، فسارَع إلى تلبيةِ أمره، فكتب هذه القصة في بَيتَين:
إذا جئتَهُم طالبًا لُقمةً وجدتَ مُظاهرة قادِمَةْ
ألَا بارك اللهُ في أحمدٍ ولعنةُ رَبِّي على فاطِمَةْ
وهي قصة يُبين فيها المُزاح، وقد شاع كثير مثلها لحافِظ، من ذلك أنه كان يشرَب مع أحد المشايخ الأجلَّاء وبعض الأصدقاء، وفجأةً جاء للشيخ مَن يُخبِره أن بعض مُريديه قدِموا ليؤمهم في الصلاة، فقام الشيخ إلى مُريديه وكتب حافظ:
الشيخ قام يُصلي ونحن نَسْكَر عنه
تقبَّل الله مِنَّا ولا تقبَّلَ منهُ