مدافع آية الله كتاب للمفكر والكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل يتناول فيه قصة الثورة الإسلامية في إيران وتحليل أسبابها ولم يكن هذا الكتاب الأول لهيكل عن إيران فقد سبقه كتاب «إيران فوق بركان» عام 1951 وفي هذا الكتاب أتيح لهيكل ان يقوم بعمل العديد من المقابلات مع قيادات الثورة في إيران مما مكنه من إصدار كتابه.
يقول محمد حسنين هيكل: أخذت الثورة الإيرانية معظم الناس على حين غرة فقد كانت الحكومات والجماهير تكتفي بأن تنظر إلى هذا البلد على أنه "جزيرة من الاستقرار وسط منطقة يشوبها العنف وتتسم بالتفجر وذلك هو الوصف الذي استعمله الرئيس الأمريكي السابق "جيمي كارتر" وعلى ذلك فإن الإضطرابات التي أدت إلى إقصاء الشاه عن عرشه ، وقيام نظام إسلامي بعده بقيادة عدوه اللدود " آية الله الخميني " ، لم تكن ظاهرة منعزلة وإنما كانت وببساطة ، كما أرجو أن أبين خلال هذه الصفحات ، آخر فصل في عملية تاريخية طويلة تعود جذورها إلى الميراث القومي والديني للشعب الإيراني ، تفجرت ثم أخمدت ، أثناء الأزمة التي نجمت عن قيام الدكتور " محمد مصدق " بتأميم صناعة البترول بين 1950 -1953 ، وعند ذلك أخذت شكلا سريا إلى أن انفجرت بشكل نهائي بين 1978 و1979 .
ويضيف: من خلال هذا الشكل الأخير الذي عبر عن الثورة ، أصبحت شيئا يتخطى دلالاتها المحلية إذ أنها تضمنت العديد من العناصر التي تهيمن على العقد الذي بدأناه : وهي : البعث الإسلامي ، ومشكلة الطاقة ، والتوزيع الجديد لثروة العالم ، والتنافس بين القوتين الأعظم، كل هذه العناصر تضافرت لتحول منطقة الخليج إلى مركز الجاذبية في العالم . ولا شك أن ما حدث في إيران قد ترك أثرا علينا كلنا ، وقد لا يكون من قبيل المبالغة أن نطبق على إيران نفس كلمات نابليون التي أطلقها على مصر ذات مرة من أنها " أكثر البلاد أهمية".
عندما صدر الكتاب لأول مرة باللغة الإنجليزية في بريطانيا رأى الناشرون أن العنوان لن يكون ذو وقع جيد بالنسبة للقارئ الغربي فتم تغيير الاسم إلى «عودة ايه الله». ولكن عند صدور الكتاب باللغة العربية اعاد تسميته باسم «مدافع آية الله - قصة إيران والثورة» ويرى هيكل في هذا الاسم انه مطابق للحالة الإيرانية بعد الثورة مباشرة حيث ان قال للخميني «إذا استعملت تعبيرا عسكريا لتصوير الوضع اني اسمع دوي مدافعك ولكني لا ارى اثر لمشاتك ان المشاة في الثورة هم الكوادر السياسية وجماعات الفنيين والخبراء القادرين على تنفيذ مهام الثورة وبرامجها.