دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها التسعين منذ استئناف العمليات العسكرية، واليوم الـ617 منذ اندلاعها في 7 أكتوبر 2023، وسط تصعيد متواصل يفاقم من الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان في ظل الحصار والدمار والمجاعة.
في الساعات الأخيرة، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها نفذت كمينًا مركبًا لقوة إسرائيلية من النقطة صفر في منطقة الزنة شرق خان يونس جنوبي القطاع، وأكدت وقوع قتلى وجرحى في صفوف جنود الاحتلال.
من جهتها، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر عسكرية إصابة ضابطين برتبة رفيعة في شعبة الاستخبارات خلال اشتباكات عنيفة جنوب القطاع.
وأفاد مصدر في مستشفى الشفاء بمدينة غزة باستشهاد سبعة فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منطقتي التوام وبيت لاهيا شمالي القطاع، لترتفع بذلك حصيلة الشهداء خلال الساعات الأخيرة مع استمرار القصف العشوائي على الأحياء السكنية والمناطق المفتوحة، في ظل انهيار كامل للخدمات الأساسية، لا سيما الصحية والغذائية.
في المقابل، تتواصل معاناة المدنيين الذين يحاولون الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات، حيث استشهد ثلاثة فلسطينيين وأُصيب آخرون برصاص قوات الاحتلال أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات غذائية في محيط محور نتساريم وسط القطاع ومدينة خان يونس جنوبًا. وتشير الإحصاءات الميدانية إلى أن عدد الشهداء في صفوف طالبي المساعدات تجاوز منذ مايو الماضي المئة، فضلًا عن عشرات الجرحى، في مشهد يعكس استخدام الحصار والجوع كأدوات قتل ممنهجة.
في الضفة الغربية، صعّدت سلطات الاحتلال من إجراءاتها الأمنية، إذ أخلت المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف، وفرضت إغلاقًا شاملًا على كافة مناطق الضفة، في خطوة تنذر بتوسيع رقعة التصعيد إلى جبهات أخرى.
وفي ظل الانهيار الصحي المتسارع، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من التداعيات الكارثية لأوامر الإخلاء الصادرة بحق مجمع ناصر الطبي، أحد أكبر المرافق الصحية في جنوب القطاع. وقال أدريان زيمرمان، رئيس البعثة الفرعية للجنة في غزة، إن أوامر الإخلاء المتكررة تعزل ما تبقى من نظام الرعاية الصحية وتعرض حياة المرضى للخطر، مؤكدًا أن المجمع لا يمكن تعويضه في الظروف الحالية. وذكرت اللجنة أن القانون الدولي الإنساني يفرض حماية المنشآت الطبية، وضمان استمراريتها في تقديم الرعاية، مشددة على أن أي تعطيل لها يمثل تهديدًا مباشرًا لأرواح آلاف المدنيين.
دوليًا، شهدت 138 مدينة في إسبانيا، من بينها مدريد وبرشلونة وفالنسيا وتاراجونا، مظاهرات حاشدة تطالب بوقف الحرب على غزة وإنهاء الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون، وذلك تحت شعارات أبرزها "من أجل سلام عادل" و"فلسطين حرة.. لا للإبادة الجماعية". ووفق صحيفة إلموندو الإسبانية، شارك في هذه المظاهرات أكثر من 100 شخصية بارزة في المجتمع الإسباني، من بينهم المخرج بيدرو ألمودوبار، والممثلة مالينا ألتيريو، والموسيقي ميغيل ريوس وآخرون، دعمًا لفلسطين ورفضًا للحرب.
وتم تنظيم سبع مظاهرات في منطقة مدريد وحدها، توزعت على عدد من الميادين الكبرى مثل ساحة إسبانيا وساحة الشعب وساحة المدينة وساحة خوان جويتيسولو أمام متحف الملكة صوفيا، بدعم من أكثر من 100 منظمة وهيئة حقوقية وثقافية. وجاء في بيان المنظمين أن القوات الإسرائيلية ترتكب يوميًا "جرائم حرب لا تُحصى"، وأن "العنف الشديد للقنابل يتفاقم بفعل قسوة الحصار الذي يُحكم على الشعب الفلسطيني بالموت جوعًا".