بوابة كأس العالم للأندية

أسماء نصار

إسرائيل والعقوبات ومصير مفاوضات إيران النووية

الخميس، 12 يونيو 2025 02:00 م


تصعد واشنطن، من ضغوطها على طهران، قبل تقديم ردها على المقترح الأمريكى، فى المفاوضات النووية.. التصريحات والمواقف التى تسبق الرد الايرانى، ليست مبشرة حتى الآن.

طهران قالت إن المقترح الأمريكى، لم ينص على إلغاء العقوبات، فيما طالب رئيس البرلمان الإيرانى، ترامب بتغيير نهجه فى المفاوضات، والتوقف عما وصفه بتبادل الأدوار مع إسرائيل، إذا كان يسعى إلى عقد إتفاق مع طهران، فى المقابل المواقف الأمريكية والأوروبية، تزيد الضغط على طهران، فإلى جانب موقف ترامب المعروف، لكن موقف الترويكا الأوروبية يبدو أكثر تصلبًا إذ أن الثلاثى الأوروبى "بريطانيا وفرنسا وألمانيا"، يدفع فى كواليس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نحو تبنى قرار يعتبر إيران غير متقيدة بإلتزاماتها النووية، إضافة للتعهد الفرنسى الأمريكى بالإلتزام بمنع طهران من تطوير سلاح نووى.

لا تزال هناك الكثير من الأسئلة حول محتوى مقترح واشنطن، وأيضًا هناك أسئلة حول الموقف الايرانى فى نفس الوقت، لأنه على ما يبدو أن هناك خلافًا وتعثرًا من الجولة الأخيرة للمفاوضات، مع استمرار الانقسام على قضايا رئيسية تشمل تخصيب اليورانيوم، وتخفيف العقوبات، وهناك أسئلة أخرى تتعلق بالصواريخ الباليستية والسياسة الإيرانية فى المنطقة، ولكن هذه الأمور لا تعتبر الآن من الأولويات فى هذه المرحلة.

من ناحية إيران ترفض التخلى عن برنامجها النووى، وتؤكد أن التخصيب مسألة سيادة وطنية، وأن لديها الحق فى أن تقوم بالتخصيب على أرضها، بينما فى نفس الوقت ترامب يقول أنه لن يتم السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم، وطهران لا تزال تراجع الاتفاق الذى يتضمن تخفيف العقوبات، ولكنه لا يتضمن الغاء كل العقوبات، وأيضًا لديها مخاوف فيما يتعلق بعدم وجود ضمانات بشأن رفع العقوبات على المدى البعيد، لكن هل يمكن أن يكون هناك ثقة فى الموقف الأمريكى؟ خاصة بعد التوصل إلى اتفاق الخمسة + واحد مع إيران في 2015، الذى منع إيران من امتلاك القدرة التصنيعية اللازمة فى صنع أسلحة نووية وفرض قيوداً دولية صارمة على برامجها النووية، وأبقاها بعيدة عن عتبة التصنيع النووى.

الموقف الأمريكي حاليًا يلعب على إحداث نوع من الارتباك، لدى الجانب الإيرانى وجعله لا يعرف بالضبط ما الذى يمكن أن يقوم به ترامب في الأيام المقبلة لأنه من البداية كان يقول دائمًا أن الحل العسكرى على الطاولة، وهدد عدة مرات، فى الوقت الذى يزيد فيه من العقوبات على الجانب الإيراني، ويبعد فيه المقربين من إسرائيل فى ادارته، و فى نفس الوقت يداوم على اطلاع الإسرائيليين بالتفاصيل الدقيقة للاتفاق ويضغط عليهم حتى لا يقوموا بشن عملية عسكرية منفردة على ايران فهو بذلك يعطى رسالة أيضًا للإيرانيين بأنه هو الذى يمنع عنهم الهجمة الاسرائيلية المرتقبة، وبالتالى من مصلحتهم تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات .

لا شك أن ترامب يضغط على الإيرانيين من خلال التلويح دائماً بأن إسرائيل مستعدة للقيام بذلك، وقد تفعل ذلك من دون موافقة أمريكا مثلما فعل مناحيم بيجن فى عام 1981، حينما قصف المفعل النووى العراقى من دون علم الرئيس رونالد ريجن فى ذلك الوقت الذى كان شخصية مهمة وقوية وفى مستهل دورته الرئاسية فى ذلك الوقت، وهذا ما أغضب الأمريكيين، لكنه لم يمنع من الدعم الأمريكى، لذلك لا يمكن ضمان أن إسرائيل لن تفعل نفس الأمر، خاصة وأنها مشمولة برعاية أمريكية واسعة من كل الأطياف وهناك لوبى اسرائيلى قوى، و يتصور الإسرائيليون أنهم اذا قصفوا المنشآت النووية الإيرانية أو حتى غيرها فإنهم سوف يحظون في النهاية بمساندة أمريكية، لردع أى انتقام للدفاع عنهم، و من المؤكد أن أمريكا لن تخذل إسرائيل اذا ما تعرضت لأى رد انتقامى عنيف أو غير عنيف.

أتصور أن التكتيك الذى يتعامل به ترامب، ربما ينجح لأنه على الرغم من شكوى الرئيس الأمريكي من إيران، إلا أن الاستمرار في المفاوضات يعنى أن لديه أمل فى تحقيق اتفاق أفضل من اتفاق باراك أوباما ومجموعة الخمسة + واحد، الذى داوم على انتقاده ووصفه بأنه أسوأ اتفاق في التاريخ، لذا أعتقد أن هناك أمل لدى أمريكا في أن تكون هذه الجولة حاسمة، لكن هذا لا يمحى الخيار العسكرى.

 



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب





الرجوع الى أعلى الصفحة