مصر درع فلسطين السياسى والإنسانى على مدار عقود.. 60 عامًا من القمم والوساطات والمواقف الصلبة ضد التهجير والتصفية.. القاهرة تُجهض الحلول المفروضة وتتمسك بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية

الأربعاء، 11 يونيو 2025 11:04 م
مصر درع فلسطين السياسى والإنسانى على مدار عقود.. 60 عامًا من القمم والوساطات والمواقف الصلبة ضد التهجير والتصفية.. القاهرة تُجهض الحلول المفروضة وتتمسك بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية قمة القاهرة للسلام

أحمد حمدى محمود

لم تدخر القاهرة جهدا لحل القضية الفلسطينية وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني جراء سياسات التجويع والحصارالتى تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى، حيث حرصت القاهرة على بذل الكثير من الجهود الدبلوماسية والإنسانية على مدار العقود الماضية لحل القضية الفلسطينية.

وتدفع مصر بقوة نحو دعم مبادرة السلام العربية، التى تسعى لتوفير مسارًا دبلوماسيًا دائما وحيويًا للملف الفلسطينى، حيث أبدت مصر مرونة كبيرة فى التحركات الاستثنائية التى تقوم بها القاهرة لحل الدولتين، وشكّلت القاهرة، فى أكثر من مرحلة فى تاريخ القضية الفلسطينية، حائط صدّ دبلوماسى أمام محاولات فرض حل من جانب واحد أو تجزئة القضية الفلسطينية، حيث عقدت القاهرة العديد من المؤتمرات على مدار عقود لصالح القضية الفلسطينية وكان أهمها: 

قمة القاهرة العربية الأولى (13–16 يناير 1964)

عُقدت القمة بمبادرة مصرية، وأسفرت عن إطلاق أول مبادرة عربية جماعية تجاه فلسطين، تضمنت تأسيس قيادة عربية موحدة وسلطة لتنظيم مياه نهر الأردن لمواجهة توجيه إسرائيل لمجرى النهر، وتكليف أحمد الشقيرى بتمثيل فلسطين على الساحة العربية للدفاع عن حقوقها.

القمة العربية غير العادية في القاهرة (27 سبتمبر 1970)
 

عُقِدت لبحث أزمتَي الأردن وفلسطين؛ حيث نجحت القاهرة بقيادة جمال عبدالناصر في فض الصراع الدموي بين منظمة التحرير والحكومة الأردنية.

إجلاء ياسر عرفات، وتمكينه من مواصلة نشاطه السياسي

قمة القاهرة غير العادية (21–23 يونيو 1996)
 

ترأستها مصر لمواجهة سياسة الليكود بقيادة نتنياهو، وركزت على دعوة عربية واضحة لانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967، بما في ذلك القدس، وأكدت على دعم عملية السلام والمبادرة العربية، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية

قمة القاهرة غير العادية (21–22 أكتوبر 2000)
 

دُعيت عقب فشل مفاوضات كامب ديفيد واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية؛ وتخللتها "إعادة التأكيد على "لا تفاوض… لا اعتراف… لا صلح" مع إسرائيل"، بالإضافة إلى تأسيس صناديق دعم مالى مثل "انتفاضة القدس" بقيمة 200 مليون دولار، وصندوق "الأقصى" بـ800 مليون دولار.

 قمة شرم الشيخ 1999 

شهدت توقيع "مذكرة شرم الشيخ – Wye 2"، وناقش المشاركون قضايا الحل النهائي وفق قرارات 242 و338.

 مفاوضات طابا (21–27 يناير 2001)

احتضنتها مصر في طابا جنوب سيناء بعد فشل كامب ديفيد 2000، وحققت تقدمًا كبيرًا في القضايا السياسية النهائية كالحدود واللاجئين، وتُعد من أقرب الجلسات لتحقيق اتفاق شامل رغم عدم التوقيع .

وبعد أحداث 7 أكتوبر 2023، لم تتخلى مصر عن دورها التاريخى لحل القضية الفلسطينية، حيث عقدت مصر قمة القاهرة للسلام فى 21 أكتوبر 2023.

قمة القاهرة للسلام (21 أكتوبر 2023)

عُقدت بدعوة مصرية طارئة، حيث شارك فيها أكثر من 30 دولة وكبار المسؤولين الدوليين، لبحث وقف إطلاق النار العاجل، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإعادة تفعيل مفاوضات "حل الدولتين".

قمة عربية طارئة في القاهرة (27 فبراير 2025)

دعت مصر خلال هذه القمة لمواجهة مخطط تهجير الفلسطينيين إثر مقترح إعادة توطينهم، والتأكيد المصري على رفض أى توطين يعرض الأمن القومي للخطر.

وفى هذا السياق، سلطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الضوء على قرار القادة العرب على خطة إعادة أعمار غزة ما بعد الحرب، والتى تسمح لنحو مليونى فلسطينى بالبقاء فى أراضيهم، وذلك كبديل لمقترح تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة .
 
وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته، مارس الماضى أن خطة مصر، التي تبلغ قيمتها 53 مليار دولار، حظيت بموافقة القادة العرب في قمة القاهرة، مما شكل رفضًا لمقترح ترامب. وقد لاقت نتائج القمة ترحيبًا من جانب حركة حماس، فيما رفضتها إسرائيل، في حين جاء رد فعل إدارة ترامب فاترا.
 
ونوهت الصحيفة الأمريكية بانتقاد وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، رفض إسرائيل للخطة ووصفه بأنه "غير مقبول"، مؤكدًا أن الموقف الإسرائيلي "متعنت ومتطرف". وقال: "لن يكون هناك سلام لإسرائيل أو للمنطقة دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق قرارات الأمم المتحدة".
 
وأفادت "واشنطن بوست" بأن حماس رحبت بنتائج القمة، معتبرة إياها "بداية لمرحلة جديدة من التوافق العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية"، وأكدت رفضها لأى محاولات لنقل الفلسطينيين من أراضيهم في غزة والضفة الغربية المحتلة .
 
وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن البيان الختامي للقمة يدعو مجلس الأمن الدولي إلى نشر قوة حفظ سلام دولية في غزة والضفة الغربية المحتلة. وقال: "السلام هو الخيار الاستراتيجي للعرب"، مشيرًا إلى أن البيان رفض تهجير الفلسطينيين وأيد خطة إعادة الإعمار المصرية .
 
كما نص البيان على أن مصر ستستضيف مؤتمرًا دوليًا بالتعاون مع الأمم المتحدة لإعادة إعمار غزة، وسيتم إنشاء صندوق ائتماني تحت إشراف البنك الدولي لتلقي التعهدات المالية لتنفيذ خطة الإعمار المبكر. وتقضي الخطة بتخلي حماس عن السلطة لصالح إدارة مؤقتة من شخصيات غير فصائلية، حتى تتمكن السلطة الفلسطينية المُصلحة من تولي الحكم. وقد حضر القمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يعارض حماس.
 
إلا أن إسرائيل رفضت أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة، وطالبت، إلى جانب الولايات المتحدة، بنزع سلاح حماس. وفي المقابل، قالت حماس إنها مستعدة للتنازل عن السلطة لصالح جهات فلسطينية أخرى، لكنها لن تتخلى عن سلاحها إلا في إطار قيام دولة فلسطينية مستقلة.
 
وأعادت الصحيفة الأمريكية إلى الأذهان أن ترامب أثار صدمة في المنطقة الشهر الماضي عندما اقترح إعادة توطين الفلسطينيين من غزة في دول أخرى، قائلاً إن الولايات المتحدة ستتولى ملكية القطاع وتعيد تطويره ليصبح "ريفييرا الشرق الأوسط، ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالخطة، إلا أنها قوبلت برفض واسع من الفلسطينيين والدول العربية وخبراء حقوق الإنسان، الذين اعتبروا أنها قد تشكل انتهاكًا للقانون الدولي.
 


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب





الرجوع الى أعلى الصفحة