هل يحمل الأهلي اسم مصر في كأس العالم للأندية، أم يخوض المنافسة كنادٍ يطمح لمجده الخاص؟ يعود هذا السؤال المثير للجدل إلى صدارة النقاشات الحامية في الشارع الرياضي المصري.. تتعدد الإجابات باختلاف الانتماءات، مكشفة الصراع الدائم بين نداء الوطنية وولاء الجماهير لأنديتها، وكالعادة، يظهر هذا التوتر في التنافس الأزلي الشهير بين اللونين الأحمر والأبيض.
أرى أن النقاش حول هذا السؤال ليس مجرد جدل رياضي، بل هو انعكاس لعشقنا الكبير لكرة القدم، يضعنا على مفترق طرق بين الوطنية والانتماء إلى نادٍ بعينه، فما الذي يوحدنا، وما الذي يفرقنا؟!
نجد أنفسنا اليوم أمام رؤيتين: الأولى ترى أن الأهلي يحمل على كتفيه آمال مصر في مونديال الأندية 2025، رافعًا شعار الوطنية، مؤمنة أن أبناء "التتش" يرفعون علم مصر في هذا المحفل العالمي، أما الرؤية الأخرى فتعتبر أن الأهلي يمثل نفسه فقط كنادٍ، دون ارتباط مباشر بالوطنية وأن مصر لها منتخبها الوطني لتمثيلها دوليًا.
دعونا نتحدث بصراحة: قد نتفق أو نختلف مع إحدى الرؤيتين، لكن الأمر المؤسف في هذا النقاش المتكرر بين جماهير قطبي الكرة المصرية هو تحول القضية إلى تعصب أعمى، يصل أحيانًا إلى الكراهية، متجاهلاً المصلحة العامة للبلاد، بل إن البعض يذهب إلى تزييف الحقائق لتحقيق مكاسب شخصية، حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين.
الحقيقة أن هؤلاء غالبًا لا يهتمون إلا بـ"الشو الإعلامي" أو استغلال التريندات، سواء كانوا من منتمين إلى الأهلي أو الزمالك، أسماؤهم معروفة للجميع، ومع ذلك تلهث القنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي وراءهم، والسبب واضح ومعروف للجميع.
أدرك جيدًا أن كرة القدم في مصر ليست مجرد رياضة، بل هوية وانتماء يتخطيان حدود الملعب، لكن هذا الشغف قد يتحول أحيانًا إلى تعصب مدمر، كما أشرت سابقًا، خصوصًا أننا في عصر "السوشيال ميديا"، تحولت منصات مثل فيسبوك وإكس إلى ساحات لتصفية الحسابات بين جماهير الأهلي والزمالك، حيث تتحول المنافسة الرياضية إلى حرب كلامية مشحونة بالسباب.
هنا أرى أننا بحاجة إلى وقفة جادة: علينا إعادة النظر في طريقة تفاعلنا مع الرياضة، واحترام الآراء المختلفة دون تجريم أو تخوين، من حقك كأهلاوي أو زملكاوي أن تختار من تشجع، لكن عندما يتعلق الأمر بتمثيل دولي، فقل خيرًا أو اصمت، فذلك أفضل بكثير.
إذا سألتني عن رأيي الشخصي في هذا الملف الشائك، فأرى أن تشجيع الأهلي في مونديال الأندية 2025 لا ينبغي أن يكون سببًا للانقسام، بل فرصة لتعزيز الروح الرياضية.. لا عيب إذا دعم زملكاوي الأهلي بدافع الوطنية، ولا حرج إذا اختار التمسك بولائه لناديه دون أن يتمنى الخسارة لمنافسه، ما نحتاجه هو احترام الاختلاف، بعيدًا عن فرض الولاءات أو محاكمة النوايا.
إذا سألتني أيضًا، وسط هذا الجدل، هل أشجع مانشستر سيتي من أجل نجمنا المصري عمر مرموش، الذي يلعب ضمن صفوفه، أو رامي ربيعة مع العين الإماراتي؟ ستكون إجابتي الفورية وبلا تردد: نعم.. يجب أن نفخر بكل مصري يحقق إنجازات في المناسبات الكبرى، كما يشرفنا النجم العالمي محمد صلاح مع ليفربول.
خلاصة القول: تشجيع الأهلي في كأس العالم للأندية 2025 فرصة ذهبية لرفع اسم مصر عاليًا، ليس فقط كأهلاوية، بل كمصريين يؤمنون بقوة وطنهم. فلنحتفل معًا بالأهلي كبطل إفريقيا، ولندعم عمر مرموش كنجم مصري عالمي ورامي ربيعة كابن مصر، ولنكتب سويًا صفحة جديدة من الإنجازات تجمعنا تحت راية الوطن.. فلنثبت أن اختلافنا في التشجيع لا ينقص من حبنا لمصر، وأن ما يجمعنا "عشق الوطن" أقوى مما يفرقنا.