بوابة كأس العالم للأندية

قبل الافتتاح.. تعرف على أسماء المكرمين فى المعرض العام بدورته الجديدة

الثلاثاء، 10 يونيو 2025 06:00 م
قبل الافتتاح.. تعرف على أسماء المكرمين فى المعرض العام بدورته الجديدة قصر الفنون
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يستعد قطاع الفنون التشكيلية، برئاسة الدكتور وليد قانوش، لافتتاح المعرض العام فى دورته الجديدة التى من المقرر أن تنطلق يوم الأحد المقبل 15 يونيو الجارى، فى قصر الفنون بدار الأوبرا، بحضور الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، وعدد كبير من الفنانين والتشكيليين وبعض من الشخصيات العامة.

ومن بين الفنانين الذين سوف سيتم تكريمهم الفنان حسن عبد الفتاح ولد عام 1938، وتخرج فى كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1964، لكنه لم يكتف بالتكوين الأكاديمى التقليدى، بل سعى إلى تطوير فهم أعمق للصورة، فحصل على دكتوراه الفلسفة في الفنون الجميلة، وتخصص في التصوير، حيث أصبح لاحقًا أستاذًا بارزًا في جامعة حلوان، ثم أستاذًا زائرًا بجامعة واشنطن ستيت عام 1994، في تجربة فتحت له أفقًا أوسع للحوار بين الفنون المصرية والعالمية.

وكان إنجاز الفنان حسن عبد الفتاح الذى ترك أثره الأعمق كان تأسيسه لكلية الفنون الجميلة بالأقصر عام 1995، حيث لم يكن تأسيسه مجرد قرار إداري، بل رؤية تعيد ربط الفن بمصادره البصرية الأولى، في مدينة كانت يومًا مهدًا لتاريخ الصورة المصرية.

أعمال الفنان حسن عبد الفتاح تتجاور التعبيرية والوحشية والتجريد، لكنها ليست اقتباسات من مدارس قائمة، بل محاولات لخلق توازن بين الانفعال العاطفي والبناء الصارم، حيث تمتزج فلسفات التصويرالحديث مع أثر التصوير المصري القديم والإسلامي، الصورة لديه ليست مجرد توثيق، بل تفكيك وإعادة بناء، بحث مستمر عن جوهر الشكل لا عن سطحه.

منذ 1963 وهو حاضر في الحركة التشكيلية، مشاركا في معارض، ومؤسسا لمساحات جديدة من الفهم البصري، حيث ظل يرى أن التصوير ليس مجرد وسيط، بل لغة تعيد تعريف علاقتنا بالمكان والذاكرة.

تكريمه في المعرض العام ليس فقط تقديرًا لمسيرته، بل تثمينًا لرؤيته التي جعلت من التصوير ساحة مفتوحة للتأمل والتجريب، حيث لا توجد حدود نهائية للصورة، بل مساحات متجددة من الاحتمالات.

ومن بين المكرمين عبد الغفار شديد، الذى بدأت رحلته في القاهرة، حيث تخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1962، لكنه لم يتوقف عند الممارسة الفنية، بل انطلق إلى ألمانيا ليكمل دراسته، باحثًا في تاريخ الفن وعلم المصريات بجامعة لودفيج ماكسيميليان بميونخ، حيث حصل على ماجستير عام 1983، ثم دكتوراه عام 1985، متتبعًا أثر الفن المصري القديم في تطورات الفن الإغريقي والروماني. لم يكن بحثه نظريًا فقط، بل كان امتدادًا لوعيه بالتشكيل، حيث ظل حاضرًا في المشهد الفني عبر عشرة معارض فردية، وعشرات المشاركات الجماعية محليًا ودوليًا.

وعندما عاد إلى مصر لم يكن ذلك مجرد عودة إلى الوطن، بل عودة محملة برؤية جديدة، فأسس قسم تاريخ الفن بكلية الفنون الجميلة – جامعة حلوان عام 1995، واضعًا أسسًا لدراسة الفنون من منظور يتجاوز التصنيف التقليدي، ليعيد ربطها بجذورها الفكرية والتاريخية.

تكريم عبد الغفار شديد فى هذه الدورة هو احتفاء بفنان لم يتعامل مع العمل الفنى كنتاج منفصل، بل كجزء من حركة أوسع، تربط الماضي بالحاضر، والنظرية بالممارسة، حيث يصبح كل لون، كل خط، وكل ظل امتدادًا لسؤال قديم عن الصورة، المعنى والزمن.

كما سيتم تكريم محيى الدين إسماعيل، الذى بدأ رحلته من كلية الفنون التطبيقية، قسم الخزف عام 1962، لكنه لم يكتف بالدراسة الأكاديمية، بل اختبر الخامة في أبعادها الأعمق، مستفيدًا من تقنيات الفخار التقليدية، ومنفتحًا على الحداثة، حتى أصبح أحد الأسماء التي أعادت رسم موقع الخزف داخل الحركة التشكيلية، بعد حصوله على منحة التفرغ للإبداع الفني، انضم إلى مجموعة الفنانين المتفرغين بمؤسسة الأهرام عام 1968، حيث بدأ في طرح رؤيته الخاصة لهذا الفن، الذي ظل لسنوات خارج التيار العام للفنون التشكيلية.

لم يكن معنيًا فقط بالممارسة، بل بدور الخزف في المشهد الفني، فكان قومسيير بينالي القاهرة الدولي للخزف عام 1992، وأسّس ملتقى الفخار الشعبي بقنا عام 1999، حيث وضع مساحة للحوار بين التراث والتجريب، أقام 24 معرضًا فرديًا، وشارك في عشرات المعارض الجماعية، كما مثّل مصر في 20 معرضًا دوليًا، مقدمًا أعمالًا تستلهم من الفخار الشعبي المصري، لكنها تُعيد صياغته برؤية حديثة.

في تكريم مستحق، خصصت مكتبة الإسكندرية معرضًا دائمًا لأعماله، يضم 100 قطعة نادرة، من الأواني إلى الجداريات، ومن اللوحات إلى التماثيل، حيث تتجلى تقنيات الحريق الزلطي والبريق المعدني، التي جعل منها مسارًا بصريًا متجددًا.

تكريمه في هذه الدورة ليس فقط تقديرًا لمسيرة ممتدة، بل لرحلة جعلت من الطين كائنًا نابضًا بالتعبير، ومن النار وسيطًا لإعادة بناء الشكل، حيث يصبح الخزف سجلًا للتجربة، تتغير ملامحه مع كل انصهار، لكنه يظل شاهدًا على يد صنعت من المادة فنًا لا ينتمي لزمن واحد.

وسيتم تكريم نبيل وهبة، الذى ولد فى الشرقية عام 1937، وتخرج فى كلية التربية الفنية عام 1962، لكن رحلته لم تكن تقليدية، بدأ معلمًا، ثم دخل عالم الإدارة الثقافية، فأدار قصر الجزيرة للفنون وتولى إدارة الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة بين 1970 و1974. انتقل إلى الرياض ليعمل أستاذًا بكلية التربية حتى 1984، ثم عاد إلى مصر للإشراف على قسم التربية الفنية بكلية التربية النوعية بالدقي، قبل أن يتولى إدارة متحف الفن المصري الحديث من 1992 إلى 1995، حيث كان شاهدًا على واحدة من أهم مراحل توثيق الفن المصري.

لكن الوجه الآخر لمسيرته يتجلى في أعماله، التي لا تسجل الحدث، بل تفككه لتصل إلى جوهره الإنساني، لم يكن معنيًا بالتوثيق اللحظي، بل بالغوص في طبقات أعمق، حيث تصبح القضايا الوطنية جزءاً من النسيج البشري العام، وتتحول شخوصه الفنية إلى رموز للصمود والمقاومة، في أسلوبه التعبيري الملحمي، تتداخل الأجساد، تتصارع الخطوط، وتتشكل العوالم البصرية كأنها شواهد على نضال لا يتوقف.

شارك في أكثر من 25 معرضًا جماعيًا محليًا ودوليًا، وكانت أعماله امتدادًا لرؤيته، حيث الفن ليس انعكاسًا للواقع، بل إعادة تشكيله برؤية أكثر كثافة، وأكثر قدرة على عمق التجربة الإنسانية، تكريمه اليوم هو استعادة لفنان جعل من التشكيل لغة تحاور الزمن، ومن الصورة مساحة تشتبك مع التاريخ، لا لتعيد سرده، بل لتكشف طبقاته الخفية.

كما ستكرم زينب السجينى ولدت في القاهرة عام 1930، وتخرجت في كلية الفنون الجميلة، قسم الفنون الزخرفية عام 1956، ثم تابعت دراستها في المعهد العالي للتربية الفنية عام 1957، وحصلت على دكتوراه في فلسفة التربية الفنية عام 1978، وعملت في المجال الأكاديمي، حيث شغلت منصب رئيس قسم التصميمات بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، قبل أن تصبح أستاذًا متفرغًا بالقسم.

قدمت 15 معرضًا فرديًا وشاركت في 50 معرضًا جماعيًا، حيث كانت أعمالها امتدادًا لدراسة طويلة للفن المصري القديم، خاصة الجدارية، لكنها لم تتوقف عند النقل، بل أعادت توظيف المفردات البصرية داخل رؤية حديثة، تحافظ على التكرار الإيقاعي دون أن تفقد الإحساس بالحركة الحرة، الخطوط في أعمالها ليست مجرد حدود، بل إشارات توجه الإدراك، وتخلق حوارًا بين المساحات.

تكريم زينب السجيني في هذه الدورة هو تسليط للضوء على تجربة جعلت من التكوين أداة لاختبار العلاقة بين الشكل والفراغ، حيث لا ينفصل العنصر عن امتداده، ولا تتوقف اللوحة عند إطارها، بل تستمر خارج حدودها عبر إيقاع بصري متصل.

كما سيتم تكريم جورج بهجورى الذى وُلد في قنا عام 1932، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، قبل أن ينتقل إلى باريس لاستكمال دراسته الفنية. منذ بداياته، شغل موقعًا مميزًا في الصحافة، حيث كان الكاريكاتير لديه أداة تحليل بصري، تتجاوز التعليق السريع إلى رؤية نقدية تعيد تشكيل الحدث الاجتماعي والسياسي، وهو ما ظهر في أعماله لـروز اليوسف وصباح الخير بين عامي 1953 و1975.

بعد انتقاله إلى باريس، تغيرت مفاهيمه البصرية، ليبحث في لغة تشكيلية تتجاوز الخطوط الحادة، مستفيدًا من مناخ الحداثة الأوروبية، دون أن يفقد ارتباطه بجذوره البصرية المصرية. في عام 1990، دخلت لوحته وجه من مصر إلى جناح الكورسول باللوفر، حيث حصل على الميدالية الفضية، كما أدرج اسمه في قاعة كبار المشاهير إلى جانب جان كوكتو.

شارك في أكثر من 100 معرض جماعي محلي ودولي، وأقام 32 معرضًا فرديًا منذ 1973، كما حصل على عدة جوائز، منها الجائزة الأولى في الكاريكاتير بروما عامي 1985 و1987، وجائزة الملك عبدالله الثاني للإبداع. وإلى جانب التشكيل، وثّق تجربته الذاتية في كتب مثل من بهجورة إلى باريس والرسوم الممنوعة، حيث يلتقي النص بالرسم في استعادة للذاكرة والمكان، تكريمه و تسليط للضوء على مسيرة صنعت ملامحها بالخط والتكوين، حيث تتحول السخرية إلى وسيلة لاستكشاف المعنى، ويتحول الرسم إلى سجل لحياة كاملة بين مصر وفرنسا.

كما سيتم تكريم أحمد مرسى، الذى ولد في الإسكندرية عام 1930، وتخرج فى جامعتها عام 1954 دارسًا الأدب الإنجليزي، لكنه لم يقف عند اللغة، بل جعلها امتدادًا بصريًا لتجربة تشكيلية تستعصي على التصنيف.

في بغداد والإسكندرية، كان مرسي صوتًا فاعلًا في مشهد الحداثة، مؤسسًا لمجلة Galerie ’68، التي لم تكن مجرد مطبوعة، بل منصة لحوار ثقافي مفتوح على التجريب والأسئلة الجديدة، لكنه، كما لو أنه يستجيب لدعوة داخلية نحو المجهول، انتقل عام 1974 إلى مانهاتن، حيث بدأ في تفكيك وإعادة تركيب رموزه البصرية في ضوء تجربة العيش في مدينة لا تهدأ.

في أعماله، تظهر الدمى وكأنها شواهد صامتة، جماجم الخيول كأنها بقايا سفر طويل، والشخصيات الأندروجينية ككيانات تسبح في فضاءات غير محددة كأن مرسي يعيد رسم المشهد لا كما هو، بل كما يسكن الذاكرة، حيث يتلاشى الزمن، وتظل الإسكندرية ماثلة في الخلفية—البحر عنصر متكرر، لكنه ليس مجرد مشهد، بل حضور ملموس يشهد على التحولات.

تكريمه في المعرض العام هذا العام ليس احتفاءً بفنان فقط، بل برحلة كاملة من البحث عن المعنى داخل الصورة، عن الزمن الذي لا يمسك، عن المدينة التي تعيش في أعماله مهما ابتعد عنها.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة