تخطي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ600 من الدمار والتخريب والعدوان علي الأبرياء وتجويع الأطفال واستمرار عمليات تدمير البنية التحتية ومراكز الرعاية الصحية والمستشفيات بالإضافة الي التهجير القسري يوما بعد يوم والحصار المستمر منذ مارس الماضي وحرمان المدنيين الفلسطينيين من كافة المساعدات الانسانية المنقذة للحياة.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قال إن العملية الإنسانية في غزة من أكثر العمليات التي تواجه العراقيل، ليس فقط في العالم اليوم، بل في التاريخ الحديث للاستجابة الإنسانية العالمية في أي مكان
وقال المتحدث باسم الأوتشا، يانس لاركيه، إن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، تفرض إغلاقا وتحكما مشددا على العملية الإنسانية، وأكد قطاع غزة شفا مجاعة كارثية".
وأكد متحدث الأمم المتحدة الإنسانى إن البديل الذى اقترحته إسرائيل، ممثلا فيما يسمى بـ "مؤسسة غزة الإنسانية"، ليس محايدا ولا مستقلا ولا عمليا وذكر أن الاحتياجات يجب أن تكون المعيار الوحيد لتلقي المساعدات، "لا أن يكون ذلك بناء على قدرة الناس على المشي لمسافة 20 كيلومترا وأضاف: "ما يفعلونه يائس ومأساوى ومحبط وغير إنساني على الإطلاق".
ومن جانبه أعرب مكتب لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الفلسطينيين عن قلقه البالغ إزاء تصاعد الخسائر البشرية، وتفاقم حالة الطوارئ الإنسانية، والدمار والخراب الكارثي، واستمرار عرقلة المساعدات المنقذة للحياة للشعب الفلسطيني.
أعلن مكتب لجنة الجمعية العامة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف معارضته الشديدة لمؤسسة غزة الإنسانية التابعة للاحتلال الإسرائيلي مؤكدا أن مثل هذه المبادرة محاولةً للالتفاف على الأمم المتحدة ووكالاتها العاملة، وفي مقدمتها الأونروا، التي لطالما قدمت المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية للشعب الفلسطيني وفقًا للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والمبادئ الإنسانية المتمثلة في الاستقلال والحياد والنزاهة.
وقالت اللجنة الأممية في بيانها أنه تفشل مؤسسة غزة الإنسانية في اختبار المبادئ الإنسانية، إذ تستخدم، من بين أمور أخرى، نظامًا لتوزيع المواد الغذائية والأساسية وصفه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأنه "ندرة مُصممة" و"سياسة حرمان مُصممة" يجب رفضها رفضًا قاطعًا.
وأكدت اللجنة الأممية إن تدمير البنية التحتية الأساسية في غزة، بما في ذلك المستشفيات والمخابز وشبكات المياه، إلى جانب تدمير أكثر من 90% من المساكن والنزوح الجماعي للمدنيين وإجبارهم على النزوح، لا يمثل أزمة إنسانية فحسب، بل يمثل أيضًا تآكلًا عميقًا للكرامة الإنسانية للشعب الفلسطيني. ولا تزال التدابير المؤقتة التي اتخذتها محكمة العدل الدولية في قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية غير مكترثة، مما يفاقم انتهاكات إسرائيل، القوة المحتلة، للقانون الدولي.
من جانبه، قال المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر توماسو ديلا لونجا، إن هذا الوضع مقلق ومحبط بشكل خاص نظرا لوجود أطنان من المساعدات الإنسانية الجاهزة لدخول القطاع، مضيفا أن الوضع يزداد سوءا دقيقة تلو الأخرى
وأكد المتحدث باسم الاتحاد الدولي: "إنه جحيم على الأرض و كابوس متواصل. لا أجد كلمات أخرى لوصفه. ما أعرفه هو أن المعاناة هائلة. إنها مستمرة لحظة بلحظة، وتتواصل على الهواء مباشرة على مدار الساعة. يعلم الجميع في العالم بذلك، لكننا ما زلنا نفتقر إلى الفعل. وهذا أمر محبط ومزعج وغير مقبول".