سلّط الإعلامي جمال عنايت، في حلقة جديدة من برنامجه "ثم ماذا حدث" على شاشة القاهرة الإخبارية، الضوء على زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط، متناولًا الأبعاد المختلفة لهذه الزيارة ومدى تأثيرها على قضايا الإقليم، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
استضافت الحلقة الدكتور محمد فايز فرحات، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، الذي أشار إلى أن ترامب لا يحمل استراتيجية شاملة للمنطقة، بل يركز على أهداف محددة، وهو ما يثير التساؤلات حول مدى جدية الولايات المتحدة في دعم الاستقرار بالشرق الأوسط، خاصة إذا تم تجاهل الجذور الحقيقية للأزمات وفي مقدمتها العدوان الإسرائيلي المستمر.
وتطرق فرحات إلى ضرورة أن يتم التعاطي مع القضية الفلسطينية كملف متكامل وليس من خلال معالجات جزئية، معتبرًا أن التركيز على غزة فقط دون التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي والحقوق الفلسطينية يُعد خللًا في الرؤية السياسية الأميركية، مؤكدًا أن الحلول الأمنية أو المالية وحدها لن تنجح في غياب المعالجة السياسية الشاملة.
شهدت الحلقة أيضًا مداخلات من شخصيات سياسية بارزة، من بينها الدكتور محمد آل زلفة، عضو مجلس الشورى السعودي سابقًا، والمحلل السياسي الأميركي ماري دوناديو، بالإضافة إلى خبير العلاقات الدولية من رام الله أشرف عكة، الذين أكدوا على أهمية وجود موقف أميركي واضح تجاه إسرائيل، وضرورة أن تفي واشنطن بالتزاماتها كقوة كبرى داخل النظام الدولي.
وأشار الضيوف إلى أهمية المبادرة المصرية التي تم طرحها للتعامل مع الوضع في غزة، والتي تم اعتمادها عربيًا وتحظى بدعم دولي متزايد، معتبرين أن القاهرة لا تزال تلعب دورًا محوريًا في إدارة التوازنات الإقليمية، خاصة في ظل انخراطها الفعّال في جهود وقف إطلاق النار، وإعادة الإعمار، والحوار مع مختلف الأطراف.
واختتم الإعلامي جمال عنايت الحلقة بالتأكيد على أن حل الأزمات في الشرق الأوسط لن يتم إلا عبر رؤية استراتيجية شاملة، تتكامل فيها الجهود السياسية والاقتصادية والأمنية، وبمشاركة القوى الفاعلة في المنطقة وعلى رأسها مصر، السعودية، الإمارات، وقطر، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها جوهر الاستقرار في المنطقة.