يثير الغياب الملحوظ للسيدة الأولى الأمريكية ميلانيا ترامب عن البيت الأبيض تساؤلات كثيرة. فمنذ أن عاد الرئيس ترامب إلى مقر الرئاسة فى 20 يناير الماضى، لم تمكث قرينته المثيرة للجدل سوى أيام قليلة، أقل من 14 يوماً، بحسب ما قالت مصادر لصحيفة نيويورك تايمز.
نشرت الصحيفة عن غياب ميلانيا، وقالت إن السؤال الأكثر حساسية فى البيت الأبيض الآن هو "أين ميلانيا؟". فمع مرور الأسابيع في البيت الأبيض، لا تزال الزاوية التى طالما سكنتها السيدات الأُول مظلمة، لأن هذه السيدة الأولى لا تعيش في واشنطن.
وتقول نيويورك تايمز إن ميلانيا ترامب تختفى عن الأنظار لأسابيع متتالية، مختبئة في برج ترامب في مانهاتن أو في فلوريدا، حيث يمكنها الاختباء في منتجع مارالاجو. ويقول مسئولو الإدارة إنها تزور البيت الأبيض أكثر مما يعلمه الجمهور، لكن متى بالضبط، وإلى متى، أمر لا يستطيع هؤلاء المسئولون الجزم به، أو ربما لا يستطيعون.
وعادت ميلانيا إلى واشنطن، الخميس، من أجل المشاركة فى الكشف عن طابع بريدي يُكرّم باربرا بوش، السيدة الأولى السابقة، وأيضا لحضور حفل لأمهات العسكريين. لكن شخصين مطلعين على جدول أعمال السيدة الأولى قالا إنها أمضت أقل من 14 يومًا في البيت الأبيض منذ تنصيب زوجها قبل 108 أيام. ويقول آخرون إن هذا التقدير مبالغ فيه. بينما رفض مسئولون في الجناحين الشرقي والغربي للبيت الأبيض الحديث عن الأمر.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن كون مكان تواجد السيدة الأولى من أكثر المواضيع حساسيةً في البيت الأبيض يزيد من تعقيد الأمر. ونقلت الصحيفة عن كاثرين جيليسون، المؤرخة في جامعة أوهايو التي ركزت أبحاثها على السيدات الأُوَل، قولها إنها لم ترى سيدة أولى بهذه الدرجة من التواضع منذ بيس ترومان، زوجة هارى ترومان، وهذا أمر يعود إلى ما يقرب من 80 عامًا في الذاكرة البشرية". وأضافت أن بيس ترومان، مثل ميلانيا، كانت تقضي معظم وقتها عائدةً إلى "مقر إقامتها كلما سنحت لها الفرصة". وكانت ترومان تقيم فى مدينة إندبندنس بولاية ميسوري.
وتقول جيليسون إن بيس ترومان أحبت عالمها الخاص. وينطبق الأمر نفسه على هذه السيدة الأولى الحالية. فقد وظفت موظفين للعمل معها في الجناح الشرقي، لكنها نادرًا ما تذهب إلى المكتب. حتى رواد مارالاجو الدائمين يقولون إنهم نادرًا ما يرون ميلانيا ترامب في أرجاء المنتجع.
وتطرقت الصحيفة إلى تأثير قضايا ترامب ومحاكماته على علاقته بزوجته، وربما تأثيرها فى حرصها على الابتعاد. وقالت إن لكل زواج نجاحاته وإخفاقاته، ولكن كما هو الحال مع العديد من الأمور الأخرى، فإن عائلة ترامب في وضعٍ فريد. وفي غضون بضعة أشهر فقط من العام الماضي، واجه الزوجان محاكمة علنية بشأن خياناته ومحاولتي اغتيال وحملة رئاسية.
ونقلت نيويورك تايمز عن مصادر قوله إن المحاكمة المتعلقة بأموال دفعها دونالد ترامب لنجمة أفلام إباحية مقابل صمتها، شكلت لحظة عصيبة للغاية للزوجين. وقد ابتعدت ميلانيا عن قاعة المحكمة في مانهاتن وعن حملة الانتخابات الرئاسية التي انطلقت بقوة في الأسابيع التالية.
كما أثارت محاولة اغتيال زوجها خلال الصيف، وما تلاها من حادثة اقتراب مسلح من ترامب في أحد ملاعب الجولف التابعة له، قلقًا بالغًا لدى ميلانيا كانت تشعر بالقلق على سلامة عائلتها لسنوات، وفقًا لشخصين مطلعين على تفكيرها. في المرة الأولى التي تولى فيها الرئيس ترامب منصبه عام 2017، كانت قلقة حتى من الخروج من السيارة للمشاركة في العرض العسكري.