بدأ فريدريش ميرز مستشار ألمانيا المنتخب حديثا أول جولة خارجية له بعد يوم واحد من انتخابه، في فرنسا وبولندا. وبحسب وكالة رويترز، من المتوقع أن يجري ميرز محادثات في باريس مع إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية بشأن سبل تعزيز الحكم الذاتي الأوروبي بعد التحول الجذري في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
ومن المرجح أيضًا أن يناقش قضية الهجرة غير الشرعية خلال زيارته إلى وارسو مع دونالد توسك، رئيس وزراء جمهورية بولندا.
وانتخب البرلمان الألماني، مساء أمس، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرز مستشارا لألمانيا في جولة ثانية من التصويت بعد خسارته في الجولة الأولى، ليصبح المستشار العاشر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وحصل ميرزعلى 325 صوتا في الاقتراع السري، متجاوزا الأغلبية المطلوبة بتسعة أصوات بعد أن حصل على 310 أصوات فقط في الجولة الأولى.
وقال إيمانويل ماكرون وفريدريش ميرز، خلال أول رحلة خارجية للمستشارة الألمانية الجديدة، إن فرنسا وألمانيا ستسعيان إلى تنشيط علاقتهما ، والعمل "معا بشكل منهجي" في "دفعة جديدة لأوروبا".
وقال ميرز في المؤتمر الصحفي المشترك للزعيمين في باريس، إن إعادة ضبط العلاقات الفرنسية الألمانية أمر حيوي لمساعدة أوروبا على أن تصبح أكثر أمنا وتنافسية وتوحيدا حتى تتمكن من التغلب على التحديات الأمنية والاقتصادية "الهائلة".
وقال ميرز: لن نتمكن من مواجهة هذه التحديات إلا إذا تعاونت فرنسا وألمانيا بشكل أوثق من ذي قبل. ولهذا السبب، اتفقتُ أنا وإيمانويل ماكرون على دفعة فرنسية ألمانية جديدة لأوروبا.
وأعلن الرئيس الفرنسي أن البلدين سيُنشئان مجلسًا مشتركًا للدفاع والأمن، يجتمع بانتظام، في إطار جهودهما لتعزيز التعاون الدفاعي والاستثمار. وأضاف أنهما سيهدفان أيضًا إلى تنسيق الإصلاحات الاقتصادية.
وساعد المحرك الفرنسي الألماني تقليديا في دفع المشروع الأوروبي، لكنه توقف تقريبا في الآونة الأخيرة، ويرجع ذلك مؤخرا إلى الصراعات الداخلية والتقاعس داخل الائتلاف الثلاثي للمستشار السابق أولاف شولتز والذي انهار في نوفمبر .
ويتولى ميرز، الذي تم تأكيد تعيينه مستشارا بعد بداية متذبذبة يوم الثلاثاء ، منصبه في الوقت الذي تسعى فيه أوروبا جاهدة لتعزيز دفاعاتها وسط حرب روسيا على أوكرانيا والشكوك المتزايدة بشأن الالتزامات الأمنية الأميركية تجاه أوروبا في عهد دونالد ترامب.
وقال النائب المحافظ السابق في البرلمان الأوروبي إنه يريد إصلاح العلاقات مع كبار حلفاء ألمانيا الأوروبيين وتعهد بأن يكون "مستشارا أوروبيا للغاية"، في حين يسعى الاتحاد الأوروبي أيضا إلى إبرام اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة بعد إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية شاملة .
"بعد سنوات من المشاحنات الداخلية والتأمل السياسي في ظل الحكومة السابقة، فإن ما نحتاجه الآن هو قيادة ألمانية لا تكتفي بمراقبة السياسة الأوروبية، بل تساعد في تشكيلها"، كما قالت جانا بوجليرين من مؤسسة الأبحاث التابعة للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.