أكرم القصاص

رهانات قمة بغداد.. استكمال الخطة العربية لمواجهة الحرب فى غزة

الثلاثاء، 06 مايو 2025 10:00 ص


تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى، دعوة العراق لحضور القمة العربية الرابعة والثلاثين التى تعقد فى بغداد 17 مايو الجارى، وتنعقد معها القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية فى دورتها الخامسة.
وأعلنت مصر دعمها لرئاسة العراق للقمة، وعبر الرئيس عن عمق العلاقات المصرية العراقية، والروابط التاريخية الوثيقة بين الشعبين المصرى والعراقى.


وأكد الرئيس حرص مصر على نجاح القمة العربية المقبلة فى بغداد، ودعم مصر الكامل للرئاسة العراقية للقمة العربية المقبلة، خاصة فى ظل الظروف التى تتعرض لها المنطقة العربية، التى تستدعى التكاتف الكامل بين الدول العربية الشقيقة.


قدم الدعوة للرئيس الدكتور فؤاد حسين نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وشهد اللقاء تبادلا للرؤى بشأن الأوضاع فى فلسطين وسوريا، وسبل استعادة الاستقرار الإقليمى، حيث تم التأكيد على محورية القضية الفلسطينية للأمة العربية، والرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.


وهى قضايا تؤكدها القمة العربية، والتى تأتى بعد أكثر من شهرين على قمة القاهرة الطارئة التى كانت واحدة من أكثر القمم العربية أهمية وضرورية ونفس الأهمية تكتسبها قمة بغداد، استكمالا ودعما للجهود العربية لمواجهة تحولات كبرى تركتها الحرب فى غزة والتى استمرت لأكثر من 17 شهرا وخلفت دمارا كبيرا، وفرضت تحديات كبرى، وتغييرات استراتيجية فرضت على الأطراف الإقليمية انعكاسا لتغييرات خلفتها الحرب على الأمن والسلم الإقليمى، والتى تجددت بعد تولى الرئيس دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية، حيث منح الاحتلال ضوءا أخضر، ومنح نتنياهو والتيار المتطرف فرصة لاستكمال الحرب وخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذى تم تنفيذ مرحلته الأولى، قبل أن ينقلب عليه نتنياهو توازيا مع مخطط غريب يروجه الرئيس الأمريكى حول غزة، تصدت له مصر بحسم ورفضت مخططات التهجير والتصفية التى ظهرت ووجدت بعض الأطراف تدعمها، ولعبت مصر دورا ليس فقط فى إعلان التصدى للمخططات مبكرا وبشكل تام، لكن أيضا قادت حملة لشرح خطورة هذه المخططات على الأمن الإقليمى والدولى.


ومن القمة العربية الطارئة صدرت الخطة العربية والتى تتضمن انسحاب قوات الاحتلال، والبدء فى إعادة الإعمار، وإدارة قطاع غزة بعد الانسحاب وتوفيق التوازنات داخل غزة، بشكل لا يتجه إلى صدامات تعطل خطوات إعادة الإعمار، وقدمت مصر خطة متكاملة لإعادة إعمار القطاع فى وجود السكان، بجانب إعلان الاستعداد لاستضافة مؤتمر دولى لإعادة الإعمار فى غزة، وهى الخطة التى دعمتها القمة العربية بإعلان رفض كل أشكال التهجير للشعب الفلسطينى من أرضه بشكل قاطع، واعتماد الخطة المقدمة من مصر، بالتنسيق الكامل مع فلسطين والدول العربية واستنادا إلى دراسات البنك الدولى والصندوق الإنمائى للأمم المتحدة، بشأن التعافى المبكر وإعادة إعمار غزة باعتبارها خطة عربية جامعة، والعمل على تقديم كل أنواع الدعم المالى والمادى والسياسى لتنفيذها، وحث المجتمع الدولى ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على سرعة تقديم الدعم اللازم للخطة، والتأكيد على أن كل هذه الجهود تسير بالتوازى مع تدشين الحل الدائم والعادل بهدف تحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى.


بيان القمة العربية تضمن تأييد عقد مؤتمر دولى فى القاهرة فى أقرب وقت للتعافى وإعادة الإعمار فى غزة، محذرا من أن أى محاولات لتهجير الشعب الفلسطينى، أو محاولات ضم أى جزء من الأراضى الفلسطينية المحتلة، تهدد الاستقرار الإقليمى وتوسع رقعة الصراع.


الموقف العربى يشدد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلى فى الضفة الغربية بما فى ذلك الاستيطان والفصل العنصرى وهدم المنازل ومصادرة الأراضى ودعوة مجلس الأمن لنشر قوات دولية لحفظ السلام، تسهم فى تحقيق الأمن فى الضفة الغربية وقطاع غزة.


القمة أيضا ثمنت القرار الفلسطينى بتشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، من كفاءات من أبناء غزة، لفترة انتقالية بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة الوطنية للعودة إلى غزة، والدور الحيوى الذى لا بديل عنه لوكالة «الأونروا»، للقيام بولايتها الممنوحة لها بموجب قرار الأمم المتحدة بإنشائها فى مناطق عملياتها الخمس وبالأخص فى الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.

انعقاد القمة العربية القادمة فى العراق يؤكد وجود موقف متماسك، يستكمل الموقف الذى تم فى القمة الطارئة، ويرسخ أسس التعامل مع القضية، مع استعداد للمساعدة والمشاركة فى الإعمار، وهو ما يفرض بعض الخيارات الخاصة بالإدارة فى غزة، وربما يسهم فى إنجاحه الاستجابة لمساع مصرية مستمرة لمصالحة فلسطينية، تضمن إمكانية إقامة حكومة وحدة وطنية وتنهى انقسامات لا تخدم القضية.


لكن بعد القمة الطارئة عاد الاحتلال لاستكمال الحرب، وفرض حصارا وتجويعا ضد سكان غزة، وارتكب عددا من المجازر ضد المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء، وتدمير المدارس والمستشفيات بل والمخيمات التى تضم اللاجئين، ويزعم نتنياهو أنه يهدف لاستعادة المحتجزين بالحرب، وهى أهداف عجز عن تنفيذها لأكثر من 17 شهرا.


مصر تسعى بكل السبل لوقف الحرب، وضمان وصول المساعدات، ووقف الحصار والتجويع، وأمام القمة العربية يتم تأكيد التمسك بوقف الحرب، والسعى لتطبيق الخطة العربية لإعادة الإعمار والتعافى فى غزة، بجانب تأكيد وجود تنسيق وتواصل مع دول العالم لبناء موقف دولى داعم لوقف الحرب، ومواجهة العدوان والسير فى وقف الحرب والبدء فى الإعمار.
الرهان فى القمة العربية على وقف العدوان، والسير باتجاه حل الدولتين، باعتبار قيام الدولة الفلسطينية هو سبيل الاستقرار بالمنطقة والإقليم.

p



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب