أسماء نصار

فاصل جديد من الحرب فى السودان

الثلاثاء، 06 مايو 2025 02:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحول دراماتيكى في الحرب الدائرة بالسودان، فبعد أن حقق الجيش السودانى انتصارات كبيرة على الأرض، وحرر كل مدن الشرق، وانحسرت ميلشيا الدعم السريع في أماكن حواضنها أقصى غرب دارفور، تحولت الحرب بشكل مفاجئ إلى حرب مسيرات، لم يكن يمتلكها الدعم السريع من قبل، ليدمر بها كل البنى التحية في البلاد، من محطات كهرباء ومطارات، ومستودعات للغاز، والوقود، والخطورة في هذا التحول تأتى في ضرب العاصمة الجديدة في بورسودان التى استقبلت عشرات الآلاف من النازحين السودانيين بما يهدد بكارثة إنسانية هي الأفظع في الحرب.

أعتقد أن التحول في الحرب في السودان يفوق مقدرة الدعم السريع، ويبدو أن هناك جهات كانت مجرد داعمة في العامين الماضيين للحرب، لكن هذه الأطراف يبدو أنها تحولت لطرف أصيل خاصة وأننا حتى اللحظة لم نعلم من أى المناطق انطلقت المسيرات، وحتى الدعم السريع لم يصدر بيانات يؤكد مسؤوليته عنها، وهناك توقعات أنه تم إطلاقها من قواعد عسكرية على البحر الأحمر، ما ينذر بانعكاسات خطيرة على المنطقة.

يبدو أننا أمام سيناريوهات مفتوحة قد يبحث الجيش السودانى فيها عن حلفاء استراتيجيين، لتتحول الحرب في السودان وفق هذا السيناريو إلى حرب إقليمية وهذا سيناريو خطير، وإما أن يحاول الجيش السودانى التعامل مع هذه المسيرات بأسلحة أكثر تطورًا، وهذا ما سيحتاج لوقت لتدبير هذه الأسلحة، ما يعرضنا للسيناريو الثالث وهو كارثة إنسانية كبيرة، خاصة وأن المسيرات تستهدف أماكن مدنية وفى قلب بورسودان، على سبيل المثال تم استهداف " فندق " به مدنيين وبالقرب من مقر رئيس مجلس السيادة السودانى عبد الفتاح البرهان، وكذلك مستودعات للوقود ما زالت السلطات تحاول السيطرة عليها ومنع خطر امتداد ألسنة النيران، بالإضافة إلى ميناء بورسودان، وهو الميناء الوحيد الآن الذى يعتبر شريان حياة لاستقبال الواردات للبلاد، والهدف هو شل الحركة تماما وعزل بورسودان.

ما يحدث هو فاصل جديد من الحرب في السودان، وتهديد للبعثات الدبلوماسية الموجودة، بعد أن كانت البلاد قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الاستقرار، وعودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة