فيسبوك
واتساب
مع وجود أكثر من 7000 لغة محكية فى العالم اليوم، يبدو أن عالم اللغات غنى ومتنوع، لكنه أيضًا فى خطر، وتشير بعض التقديرات إلى أن نصف هذه اللغات قد يختفى بحلول عام 2100، ومع تغيير اللغات وتطورها باستمرار، يبرز سؤال يطرحه الكثيرون: ما هى أقدم لغة عرفها الإنسان؟
يؤكد علماء اللغويات أن هذا السؤال أكثر تعقيدًا مما يبدو، ويعتمد على كيفية تعريف "الأقدم"، هل نقصد أقدم لغة مكتوبة؟ أم أقدم لغة ما تزال منطوقة؟ أم اللغة التى تطورت بأبطأ وتغيرت بأقل قدر ممكن عبر الزمن؟
بحسب البروفيسور جاريث روبرتس من جامعة بنسلفانيا، فإن كثيرًا من الناس يخلطون بين "اللغة" و"الكتابة"، فيقول: "عندما يسأل الناس عن أقدم لغة، فهم غالبًا يقصدون أقدم لغة مكتوبة ـ حقيقة تاريخية ـ.
لكن اللغات المحكية أقدم بكثير من الكتابة، كما توضح كلير باورن، أستاذة اللغويات بجامعة ييل، فإن البشر استخدموا لغات الإشارة والكلام منذ آلاف السنين قبل أن تظهر أى أنظمة كتابية، وتشير إلى أن "تحديد عمر لغة ما ليس مثل تحديد عمر طفل، فليس هناك لحظة ميلاد دقيقة يمكن تحديدها".
ويرجح العلماء أن الكتابة المسمارية السومرية والكتابة الهيروغليفية المصرية هما أقدم أنظمة الكتابة المعروفة، وقد نشأت كلتاهما فى أواخر الألفية الرابعة قبل الميلاد، أى قبل نحو 5000 إلى 6000 سنة.
وقد استخدم السومريون علامات إسفينية على ألواح طينية لتسجيل المعاملات التجارية، ثم تطورت هذه الرموز تدريجيًا إلى كتابة كاملة، فى المقابل، استخدمت الكتابة الهيروغليفية فى مصر القديمة لتوثيق أسماء وألقاب الملوك، والطقوس، والنقوش الجنائزية.
إذا نظرنا إلى اللغات التي ما تزال تستخدم اليوم ولها جذور في الكتابات القديمة، فإن اللغة اليونانية هي واحدة من أقوى المرشحين، فقد وثقت منذ العصور القديمة، ولا تزال تدرس وتستخدم، مما يمنحها تميزًا خاصًا في تاريخ اللغات.
