لماذا جمد علماء الآثار قبر صبى من العصور الوسطى لمدة 4 سنوات؟

الأربعاء، 28 مايو 2025 05:00 م
لماذا جمد علماء الآثار قبر صبى من العصور الوسطى لمدة 4 سنوات؟ تجميد قبر صبى من العصور الوسطى

كتبت ميرفت رشاد

قبل أربع سنوات اكتشف علماء الآثار من مكتب الحفاظ على المعالم الأثرية فى ولاية بافاريا (BLfD) قبر طفل فى موقع ماتسيس فى جنوب ألمانيا، يحتوى على جثة صبي دفن منذ أكثر من 1350 عامًا فى غرفة حجرية محفوظة بشكل استثنائي، وفقا لما نشره موقع labrujulaverde.

تم التنقيب عن القبر بالكامل ونقله للدراسة باستخدام تقنية جديدة، حيث قام علماء الآثار بتجميده للحفاظ على محتوياته بالكامل للدراسة المعملية.

وبعد اكتمال التحقيق، تمكن الخبراء من إعادة بناء تفاصيل مذهلة عن حياة وموت وطقوس الجنازة التي استخدمت لدفن هذا الصبي الصغير، والذي أطلقت عليه الصحافة لقب "أمير الجليد" بسبب الطريقة المستخدمة للحفاظ عليه.

عاش الصبي بين عامي 670 و680 ميلادي، ولا شك أنه كان ينتمي إلى عائلة ذات مكانة اجتماعية عالية في منطقة ألغاو، كما كشفت الأشياء التي وجدت في قبره، تم بناء حجرة الدفن من الحجر وتم إغلاقها بملاط الجير، وهي تقنية غير عادية في ذلك الوقت، داخل ما كان في السابق فيلا رومانية تم تحويلها إلى مكان للعبادة وذكريات للطفل.

وأوضح ماتياس فايل، المدير الإداري لـ BLfD، أن الجهد المعماري وجودة المواد المستخدمة يثبتان أن عائلته أرادت تكريمه بطريقة استثنائية.

وأظهر تحليل الحمض النووى أن الطفل كان لديه عيون زرقاء وشعر فاتح، ومن المرجح أنه ولد فى نفس المنطقة التى دفن فيها، وتشير دراسة أسنانه إلى أنه توفى عن عمر يناهز عامًا ونصفًا، وهو لا يزال طفلًا رضيعًا، وأن وفاته كانت بسبب عدوى ناتجة عن عدوى أذن لم تلتئم جيدًا.

تم وضع جسد الطفل على جلد حيوان، وتم إلباسه بدلة تتضمن حذاءً جلديًا وسراويل وقميصًا كتانيًا بأكمام طويلة مزينًا بشرائط حريرية دقيقة، وهذه التفصيلة الأخيرة ذات دلالة خاصة، لأن الحرير، وهي المادة التي لم تصل إلى أوروبا في ذلك الوقت إلا من خلال الإمبراطورية البيزنطية، كان سلعة فاخرة مخصصة للنخبة.

كان الصبي يرتدي أساور فضية على معصميه وحوافز من نفس المعدن على قدميه، في حين تم تزيين غمد سيفه القصير، وهو سلاح كان رمزيًا أكثر من كونه وظيفيًا، نظرًا لصغر سنه، بتطبيقات ذهبية، كما تم العثور بجانبها على قطعة قماش عليها صليب مصنوع من شريطين من ورق الذهب، وهو عنصر يمكن أن يشير إلى المسيحية المبكرة في المنطقة أو على الأقل إلى تأثير الرموز المسيحية بين الطبقات العليا.

عثر علماء الآثار على سلسلة من الأشياء مرتبة على حصيرة منسوجة، وعاء برونزي يحتوي على مشط، وحاوية خشبية، وكأس كروية مع تعزيزات فضية، وبقايا من المكسرات والفواكه مثل البندق والتفاح والكمثرى.

في البداية، كان يُعتقد أن العظام الحيوانية التي عثر عليها تحتوي على بقايا كلب، لكن التحليل أكد أنها خنزير صغير تم التضحية به، ربما كقربان طعام.

كانت هذه الأشياء، بحسب الخبراء، جزءًا من طقوس مأدبة الجنازة، حيث كان يتم استخدام المشط للعناية الشخصية، وكان يتم استخدام الوعاء البرونزي لغسل اليدين، وكانت يتم استخدام أدوات المائدة الخشبية المحولة والأوعية ذات التفاصيل الفضية أثناء الوجبات الاحتفالية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب