تمر اليوم ذكرى رحيل أحد قادو النهضة العلمية في مصر في عهد محمد علي باشا، وهو رفاعة الطهطاوي، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 27 مايو من عام 1873م، وفي ضوء ذلك نستعرض بعض لمحات من حياته.
وُلِد رفاعة الطهطاوي فى طهطا بمديرية جرجا سنة 1801م/1216ﻫ، وبدت عليه مخايل الذكاء والنباهة منذ صباه، ودخل الأزهر سنة 1817، ولم يمضِ عليه به بضع سنوات حتى صار من طبقة العلماء، وتولى التدريس فيه سنتَين، وصنَّف وألَّف ودرَّس وهو فى الحادية والعشرين من سنه، ثم عُيِّن واعظًا وإمامًا فى أحد آلايات الجيش المصري، ولما جاء عهد البعثات العلمية كان من حسن التوفيق أن اختاره محمد على ضمن أعضاء البعثة الأولى التى سافرت إلى فرنسا سنة 1826؛ فجمع إلى ثقافته الأزهرية ثقافة أوروبا وعلومها وآدابها، فاقتبس منها الشيء الكثير، وازدهرت روحه الأدبية على ضوء الحضارة الغربية، ولما عاد إلى مصر سنة 1831 تولى عدة مناصب فى التعليم، وأنشأ مدرسة الألسن سنة 1836، وكانت أشبه ما تكون بكلية الآداب والحقوق فى مصر، وكان رفاعة يتولى نظارتها ويُلقى فيها دروسه على الطلبة؛ فكانت أكبر معهد لنشر الثقافة فى مصر، وتنقَّل فى المناصب العلمية، وكان لا يفتأ يُؤلِّف ويُخرِج من حين لآخر مُصنَّفاته ومُعرَّباته فى العلوم والآداب.
كما يعتبر رفاعة الطهطاوي أحد أهم المفكرين والمصلحين في تاريخ مصر والعالم العربي. فقد كان رائدًا في الدعوة إلى التجديد والتحديث، وفتح آفاقًا جديدة للفكر العربي، وكان له دور كبير في نشر الثقافة والمعرفة، وتطوير التعليم في مصر.
ومن أهم مؤلفاته " تخليص الإبريز في تلخيص باريس" حيث قدم فيه وصفًا تفصيليًا للحياة في باريس، وناقش العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية، و"مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية" حيث قدم الطهطاوي مقارنة بين الحضارة الغربية والحضارة العربية الإسلامية، ودعا إلى ضرورة التوفيق بينهما.
توفي رفاعة الطهطاوي سنة1873م، عن عمر إثنتين وسبعين تاركًا بصمة واضحة على تاريخ مصر والعالم العربي.