فيسبوك
واتساب
في أجواءٍ روحانية تهبّ من مكة المكرمة والقلوب تهفو إلى البيت العتيق، أجرت جريدة اليوم السابع حوارًا مع الشيخ شريف إبراهيم رئيس البعثة الدينية المصرية للحج، كشف فيه عن كواليس العمل الدعوي وسط الحجاج واستراتيجية البعثة في التيسير، وأهم القضايا التي تشغل بال الحجاج المصريين هذا العام.
في حديث مطوّل، بدا واضحًا أن البعثة لا تكتفي بإلقاء المواعظ، بل تُقيم مع الحاج وتُجيب عن كل سؤال مهما بلغ حساسيته، مستعينة بالتقنيات الحديثة، وفريق دعوي يعمل على مدار اليوم.
.jpg "الزميل محمود عبد الراضى مع رئيس البعثة الدينية بالحج في حوار لليوم السابع (2)")
رئيس البعثة الدينية بالحج
إلى نص الحوار:
بداية، ما الدور الرئيسي للبعثة الدينية خلال موسم الحج؟
البعثة الدينية هي الذراع الروحي المرافق لحجاج بيت الله الحرام، مهمتنا أن نكون معهم خطوة بخطوة، نرشدهم ونعلّمهم ونعينهم على أداء النسك كما ينبغي.
نعمل من منطلق التيسير، كما وجهنا وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، ونسعى جاهدين لتبسيط الأحكام، وتوضيح المناسك دون تحميل الحجاج ما لا طاقة لهم به.
كم عدد الوعّاظ المشاركين هذا العام؟ وهل هناك توازن بين الرجال والنساء؟
لدينا هذا العام 26 واعظًا وواعظة، موزعين بعناية على الفنادق ومقار إقامة الحجاج.
وجود الواعظات له أهمية كبرى، خاصة للسيدات اللاتي لديهن أسئلة قد يجدن حرجًا في طرحها على المشايخ الرجال، فدورهن أساسي ليس فقط في الجانب الإرشادي، بل النفسي أيضًا.
الزميل محمود عبد الراضى مع رئيس البعثة الدينية بالحج
كيف يتم تنظيم عملية الوعظ والإرشاد ميدانيًا؟
نحن نعمل على فترتين يوميًا: بعد صلاة العصر وبعد صلاة العشاء، في جميع الفنادق التي تضم الحجاج المصريين.
خلال هذه الفترات، نقدم دروسًا في الفقه، ومجالس ذكر، ونردّ على الأسئلة التي تردنا مباشرة من الحجاج. وهناك تفاعل رائع من الحجاج، يشعرون أن العالم معهم لا عليهم، وأن من يسأل لا يُنتقص، بل يُكرم.
هل تتلقون استفسارات من الحجاج؟ وما أبرز ما يشغلهم؟
نعم، نستقبل كمًا كبيرًا من الأسئلة يوميًا، بعضها متكرر، مثل حكم تكرار العمرة أثناء الإحرام، أو التعجل في رمي الجمرات، وأحكام الهدي.
ومن الملاحظ أن الأسئلة هذا العام أكثر وعيًا، تدل على رغبة في الفهم الصحيح لا مجرد تأدية الفرض. ولذلك نحرص على الرد بدقة، ونشرح الأمور بخلفيتها الفقهية، مع مراعاة أحوال الناس وتفاوت قدرتهم.
كيف تستخدمون التقنيات الحديثة في أداء مهامكم؟
نعتمد بشكل كبير على وسائل التواصل، خاصة الجروبات الخاصة بكل فندق، هذه الجروبات تتيح لنا نشر الفتاوى المصورة، والإجابة المكتوبة على الأسئلة، والإعلانات الخاصة بالدروس واللقاءات.
بعض المشايخ يصور مقاطع فيديو قصيرة يوميًا لشرح نقطة معينة أو الرد على سؤال ورد إليه. التواصل الإلكتروني قرّب المسافة بين العالم والحاج، وجعل الفتوى تصل قبل أن يُسأل عنها.
ماذا عن خطة البعثة في أيام المشاعر الكبرى (منى، عرفات، مزدلفة)؟
وضعنا خطة شاملة تتناسب مع طبيعة هذه الأيام التي تشهد الزحام والضغط الكبير.
كل شيخ من البعثة سيكون مسؤولًا عن فوج معين، يتابعه من الصباح حتى الليل، يرافقه في التصعيد والنفرة، ويشرح له ما يجب فعله في كل لحظة.
نحرص على التيسير دون تفريط، فلا نتهاون في أداء المناسك، ولا نحمّل الحجاج فوق طاقتهم. العبرة أن يؤدي الحاج حجه كما أمر الله، بسكينة، لا بارتباك.
.jpg "رئيس البعثة الدينية بالحج في حوار لليوم السابع (1)")
رئيس البعثة الدينية بالحج
هل هناك رسائل خاصة توجهونها للحجاج؟
نطلب من حجاجنا الالتزام الكامل بتعليمات البعثة، وعدم الخروج عن المألوف في أداء المناسك. نحذر من التدافع، ومن التزاحم غير المبرر، ونؤكد على ضرورة السؤال عن أي أمر يُشكل عليهم، دون خجل أو تردد. الدين ليس فيه ما يُستحى من سؤاله، وسؤال الحلال والحرام عبادة بحد ذاته.
.jpg "رئيس البعثة الدينية بالحج في حوار لليوم السابع (2)")
رئيس البعثة الدينية بالحج في حوار لليوم السابع
كلمة أخيرة توجهها عبر منبرنا هذا؟
أقول لحجاج بيت الله الحرام: أنتم ضيوف الرحمن، فكونوا كما يحب الله، متحابين، متعاونين، متسامحين. لا تجعلوا من الزحام اختبارًا لأخلاقكم، بل اجعلوه فرصة للتماسك.
البعثة الدينية معكم قلبًا وقالبًا، ونحن لا نألو جهدًا في خدمتكم. تقبّل الله حجّكم، وردّكم إلى أهليكم سالمين غانمين.
