فى أجواء تسودها السكينة والروحانية، تواصل بعثة الحج المصرية أعمالها اليومية فى الأراضى المقدسة، مستقبلة الحجاج المصريين القادمين من مختلف مطارات الجمهورية، فى ظل تنظيم دقيق وتنسيق شامل بين مختلف الأجهزة المعنية لضمان راحة ضيوف الرحمن منذ لحظة الوصول وحتى أداء آخر المناسك.
وقد واصل الحجاج المصريون الوصول إلى المدينة المنورة فى أفواج متتالية، حيث قضوا فيها عدة أيام زاروا خلالها الروضة الشريفة ومجموعة من المزارات الإسلامية التاريخية، وسط متابعة دقيقة من أعضاء البعثة وتسهيلات ميدانية ملموسة. وفور انتهاء برنامج الزيارة بالمدينة، بدأت عملية التفويج إلى مكة المكرمة، حيث أدى الحجاج العمرة فور وصولهم وسط إجراءات ميسرة وانسيابية واضحة فى التنقل والتسكين.
اللواء أشرف عبد المعطى، مساعد وزير الداخلية والرئيس التنفيذى لبعثة الحج المصرية، أكد أن الأوضاع تسير بشكل طبيعى ومستقر فى الأراضى المقدسة، موضحًا أن هناك تعاونًا كبيرًا مع السلطات السعودية التى تبدى مرونة كاملة فى تقديم التيسيرات اللازمة للحجاج المصريين.
وأضاف أن ضباط البعثة يرافقون الحجاج على مدار الساعة، وأن غرفة العمليات المركزية تتابع جميع التحركات بشكل لحظى، فى إطار منظومة استجابة سريعة لأى طارئ قد يحدث.
من جانبه، أشار الشيخ شريف إبراهيم، رئيس البعثة الدينية، إلى أن النشاط الدينى والتثقيفى مستمر فى كافة مقار إقامة الحجاج، من خلال تنظيم ندوات يومية يقدمها علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف لشرح مناسك الحج، خاصة مع اقتراب وقفة عرفة.
وأوضح أن العلماء يتعاملون مع استفسارات الحجاج بسلاسة، وأنهم يحرصون على تبسيط المعلومات لضمان وصولها بوضوح للحجاج من مختلف الأعمار والمستويات التعليمية.
ولم تغب المرأة عن هذا المشهد التوعوى، إذ تشارك واعظات من دار الإفتاء المصرية فى تقديم الشرح اللازم للسيدات، وتوفير إجابات مباشرة على الأسئلة المتعلقة بالمناسك من منظور دينى وشرعى واضح. وأكد الشيخ شريف أن هذا التنوع فى فرق الإرشاد يعزز من شعور الحجاج بالاحتواء والرعاية الكاملة، ويخلق بيئة دينية آمنة ومطمئنة.
وفى الجانب الصحى، طمأن الدكتور محمد مصطفى، رئيس البعثة الطبية، الجميع بأن الحالة الصحية للحجاج المصريين جيدة، ولا توجد أية أزمات صحية أو إصابات مؤثرة حتى الآن. وأضاف أن العيادات الطبية الموجودة داخل الفنادق تعمل بشكل منتظم، وتستقبل الحجاج يوميًا لإجراء الكشوف وصرف الأدوية مجانًا.
كما تنظم البعثة الطبية ندوات توعوية صحية للتأكيد على أهمية الوقاية من الإجهاد الحرارى، والحث على تناول كميات كافية من المياه والسوائل، وتجنب التعرض المباشر للشمس، فى ظل درجات الحرارة المرتفعة فى موسم الحج هذا العام.
وتأتى هذه الجهود فى إطار منظومة متكاملة تعمل بها بعثة الحج المصرية منذ اللحظة الأولى لوصول الحجاج إلى مطار المدينة المنورة. فقد حرصت البعثة على تنظيم مراسم استقبال حافلة داخل الفنادق، تم خلالها توزيع الهدايا الرمزية على الحجاج، وتوفير أجواء من الترحيب والتكريم تعكس اهتمام الدولة المصرية براحة مواطنيها خلال هذه الرحلة الروحانية.
وفى سبيل ضمان راحة وتنقل سلس للحجاج، تم توفير أتوبيسات مكيفة لنقلهم بين المدينة ومكة، وكذلك لتنقلاتهم الداخلية، إلى جانب تطبيق نظام تسكين إلكترونى دقيق يوفر الوقت والجهد ويمنع التكدس أو الارتباك. كما خصصت البعثة فرقًا ميدانية لمساعدة كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، مع الاستعانة بعناصر من الشرطة النسائية لمرافقة السيدات ودعمهن فى مختلف المراحل.
وتحت إشراف غرفة عمليات مركزية بمدينة رسول الله، تعمل البعثة على مدار اليوم لمتابعة الحجاج والرد على استفساراتهم، وتوجيههم بالنصائح الوقائية والصحية والدينية عبر فرق ميدانية منتشرة فى كافة أماكن التواجد.
كما نظمت البعثة زيارات منظمة للحجاج شملت الروضة الشريفة والمزارات الإسلامية التاريخية، بما يثرى تجربتهم الدينية والثقافية، ويمنحهم فرصة للتقرب الروحى والتأمل فى معالم النبوة. وخلال تلك الزيارات، رافق الحجاج مرشدون دينيون وأطباء لتقديم الرعاية الكاملة، والتأكد من توافر كل سبل الراحة والسلامة.
ويبرز دور العلماء المصاحبين للحجاج، الذين يواصلون تقديم الإرشادات وشرح المناسك فى جلسات حوارية مباشرة تعقد بالفنادق، إلى جانب نشر مواد مطبوعة ووسائط مرئية لشرح الخطوات الأساسية للحج بطريقة مبسطة، خصوصًا للمرة الأولى من الحجاج، ما يعكس اهتمامًا استباقيًا من البعثة لخلق بيئة من الوعى والطمأنينة.
وبين التنظيم والانضباط والرعاية الإنسانية، تواصل بعثة الحج المصرية تقديم نموذج متكامل لحج ميسر وآمن، تسوده الرحمة، وتعلو فيه قيمة الإنسان، فى ظل متابعة دقيقة من الجهات المعنية فى مصر، التى تتابع على مدار اللحظة أوضاع الحجاج وتوجه بسرعة للتدخل حال وجود أى ملاحظات أو حالات خاصة.
رحلة الحج لم تعد مجرد طقوس تُؤدى، بل تجربة حياتية متكاملة يعيشها الحاج المصرى وسط منظومة تؤمن أن راحته النفسية والصحية والروحية حق أصيل يجب أن يُصان ويُقدَّم له بأفضل صورة ممكنة.