أمين عام اتحاد النقابات العالمى لـ"اليوم السابع": "العمل الدولية" توثق معاناة عمال فلسطين ولا تجرؤ على اتهام إسرائيل.. ازدواجية المعايير تحرم 110 ملايين عامل من التمثيل العادل.. ولا بديل عن النضال المشترك

الأحد، 25 مايو 2025 09:00 م
أمين عام اتحاد النقابات العالمى لـ"اليوم السابع": "العمل الدولية" توثق معاناة عمال فلسطين ولا تجرؤ على اتهام إسرائيل.. ازدواجية المعايير تحرم 110 ملايين عامل من التمثيل العادل.. ولا بديل عن النضال المشترك الأمين العام لاتحاد النقابات العالمى فى حوار لـ"اليوم السابع"

حوار- آية دعبس

- الحركة النقابية المصرية جزء من تاريخ تحرر الوطن العربي.. ولا بديل عن النضال المشترك

- نناضل من أجل سلام عادل فى المنطقة العربية ونطالب بإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس

- ما يحدث فى غزة ولبنان وسوريا يفضح الوجه الحقيقى للدول الكبرى المتحكمة فى مصير الشعوب

- الإنفاق العسكري المتزايد للدول الرأسمالية يهدد السلام العالمى ويقوض حقوق العمال

- الأزمات الجيوسياسية آثارها مدمرة على سوق العمل فى الشرق الأوسط

- العمالة المهاجرة "أرخص العمالات" خاصة فى أوروبا.. ويعملون غالبا فى وظائف خطيرة

- لسنا ضد الذكاء الاصطناعي لكن ما يخيفنا هو استغلاله ضد العمال

وسط أزمات اقتصادية متلاحقة، وصراعات إقليمية متصاعدة، يجد ملايين العمال حول العالم أنفسهم في مواجهة تحديات متزايدة تمس حياتهم وأمنهم وحقوقهم الأساسية.

في هذا الحوار، يتحدث بامبيس كريستاس، الأمين العام لاتحاد النقابات العالمي، عن أوضاع الطبقة العاملة في ظل النظام الرأسمالي الحالي، ويناقش قضايا مثل: تأثير الذكاء الاصطناعي على فرص العمل، وحقوق العمال المهاجرين، وموقف الاتحاد من قضايا المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وضرورة توحيد الصفوف العمالية على مستوى العالم.

• تفاصيل الحوار:

-  ما تقييمكم لوضع العمالة على مستوى العالم حاليا؟

الوضع مقلق للغاية، ملايين العمال حول العالم يواجهون تحديات متزايدة تمس حياتهم وأمنهم وحقوقهم الأساسية، نتيجة النظام الاقتصادي الرأسمالي السائد، الذي تسيطر فيه الشركات الكبرى على الموارد بهدف تحقيق أرباح ضخمة على حساب الطبقة العاملة، هذا يؤثر بشكل مباشر على الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية، والتعليم، وحتى البيئة.

وفي المقابل، نجد أن الميزانيات توجه بشكل متزايد نحو الإنفاق العسكري، وهو ما لا يهدد فقط السلم العالمي، بل يقوض أيضا مكتسبات العمال وحقوقهم، ولذلك كان شعارنا في عيد العمال هذا العام: "إما مصالحهم.. أو حياتنا"، في إشارة إلى أن المعركة باتت وجودية بالنسبة للطبقة العاملة.

- كيف تنظرون إلى التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي وتأثيرهما على العمال؟

نحن لا نعتبر التطور العلمي والتكنولوجي عدوا للعمال، فمن وجهة نظرنا، هذا التطور يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، لكن ما نراه للأسف حاليا هو استخدام الذكاء الاصطناعي في خدمة أصحاب الشركات وليس لخدمة الطبقة العاملة، فمع تغيير آلية أو طريقة الإنتاج، قد يحدث أن أصحاب الشركات يحققون أرباحا أكبر من خلال توظيف عدد أقل من العمال، وهذا بالطبع ليس في صالح الطبقة العاملة.

ومع هذا يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي نعمة وليس نقمة على العمال، فى حال أن عائد الإنتاج يعود على العاملين الذين يقومون بأنفسهم بعملية الإنتاج، فسيستفيد العمال من الذكاء الاصطناعي فقط إذا استفادوا من عوائد زيادة الإنتاجية التي يحققها.

وأؤكد نحن لا نعارض التطور التكنولوجى والعلمى، فهذه التكنولوجيا قد تؤدي أيضا إلى رفاهية العمال على مستوى العالم، ولكن المشكلة هي كيف نستخدم هذه التكنولوجيا الحديثة اليوم؟ هناك القلة من الناس تحصل على ثروات كبيرة جدا، في نفس الوقت العديد من العمال يعيشون في الفقر، وفي بعض الأماكن يموت الناس من الجوع.

لذا يجب أن نغير النظام ونقوم بتحديثه بحيث يمكننا استخدام التطورات التكنولوجية لصالح المجتمع، يجب أن نستغل الآثار الإيجابية لهذه التكنولوجيا الحديثة لصالح العمال ولصالح غالبية الناس وليس لصالح الأقلية فقط.

- ما أبرز المشاكل التي تواجه العمالة المهاجرة فى العالم؟

في كثير من أنحاء العالم، هناك حقوق مهدرة وفقر منتشر، العمالة المهاجرة تعتبر من أرخص العمالة الموجودة، خاصة في أوروبا، وهم يعملون غالبا فى وظائف محفوفة بالمخاطر.

على سبيل المثال، العمال في قطاع الزراعة في بعض البلدان يحصلون على أقل من الحد الأدنى للأجور بحجة أن صاحب العمل يوفر لهم السكن والطعام والشراب، نحن كمنظمة نقابية نطالب بأن تحصل هذه العمالة، وخاصة العمالة الزراعية، على الحد الأدنى للأجور بغض النظر عما يوفره أصحاب العمل من خدمات.

- كيف تقيمون الوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط وتأثيره على العمال؟

هناك حروب وتدخلات في شؤون الدول مستمرة إلى الآن، ما يحدث في فلسطين، والقصف في لبنان، وأيضا ما يحدث في سوريا وكل ما يجري في المنطقة يُظهر الوجه السلبي للقوى الدولية المهيمنة، هذه النزاعات والصراعات الموجودة على مستوى العالم تؤدي إلى دمار عظيم في جميع المجالات، خاصة في عالم العمل، بالإضافة إلى المشاكل البيئية والاستغلال السيء للموارد الطبيعية.

لهذا فإن من أهم أولوياتنا أن نقاوم ضد التدخلات الخارجية وأن نناضل من أجل السلام العادل في المنطقة العربية، نطالب بإقامة دولة مستقلة للشعب الفلسطيني على حدود عام 1967 مع عاصمتها القدس الشرقية، لكن الأولوية الأساسية لنا هي حماية حقوق العمال، لأن الهجمات على مكتسبات العمال مستمرة الآن.

- هل تقتصر حقوق العمال على الأجور فقط؟

لا، حقوق العمال لا تتوقف فقط على الأجور، ولكنها تتخطى ذلك إلى حق تكوين النقابات والحرية النقابية للعمال، ولاتحاد النقابات العالمى موقف واضح، وهو: نحن نريد أن نتغلب على هذا الوضع الظالم عن طريق التوحد فيما بيننا والنضال المشترك، ويمكن تحديد حقوق العمال في كل المؤسسات من خلال اتفاقيات العمل الجماعية، والتي تحكم العلاقات في الشركات، باعتبارها ناتجة عن المفاوضات الجماعية التي تتم بين الحكومة والعمال وأصحاب العمل.

والاتحاد يمثل نقابات العمال المتواجدة في كل مكان ومنفتحون لكل أعضاء النقابات العالمية ليشاركوا في أنشطتنا وأن يعملوا معنا كقيادات، لكن مع الأسف، ليست كل الاتحادات العمالية المتواجدة تتبنى ذلك الهدف، هناك مجموعة تستسلم، وهناك نقابات "صفراء" تتلقى التعليمات من أصحاب الأعمال والحكومات.

ولهذا فإن رسالة اتحاد النقابات العالمي للعمال، دائما هي أن تتبنى النقابات العمالية الفعلية النضالية والنضال لتغيير الوضع لتتغلب العمال على الفقر، لكي يستطيعوا بمجهوداتهم التغلب على كافة أشكال الاستغلال، وأن يكون العالم أكثر سلاما، وأن يكون هناك عمل دائم ومستقر لهم، وأن تحكمهم المفاوضات الجماعية وقوانين العمل.

- كيف ترون الحركة النقابية المصرية؟

الحركة النقابية المصرية هي جزء مهم جدا من عائلتنا الدولية، لديها تاريخ طويل مرتبط بشكل مباشر بالوطن العربي في عمليات التحرر والاستقلال، لذلك نحن نحترم الحركة النقابية المصرية.

- ما رأيك فيما صدر عن مؤتمر العمل العربى الأخير من توصيات؟

أعتقد أنه يجب أن يكون هناك تطوير لهذه المؤتمرات لتكون أكثر تركيزا على المشاكل العامة في المنطقة العربية، وأن نكون أكثر تخصصا في معالجة القضايا المختلفة.

على سبيل المثال، يجب أن يكون هناك نظام تقاعد جيد لكل العمال المتقاعدين في كل الدول العربية، وأن يكون هذا النظام حكوميا وممولا من المجتمع والدولة، نظام المعاشات التقاعدية لا يجب أن تكون مسؤولية العامل فقط، بل يجب أن تكون مسؤولية المجتمع والدولة.

أيضا أود أن أرى نتائج أكثر تخصصا حول السلامة والصحة المهنية في أماكن العمل، نحن لدينا الكثير من الحوادث غير المقبولة، لذا، أقترح أن نتحرك من العام إلى الخاص ونعطي الكثير من الاهتمام للمشاكل اليومية والتحديات التي تواجه عائلات العمال.

- كيف تستعدون للمشاركة بمؤتمر العمل الدولى.. وخاصة ما يتعلق بالعمالة الفلسطينية؟

في البدية، هناك مشاكل خطيرة في "الحوار الاجتماعي" داخل منظمة العمل الدولية، وهو شيئا لا يحدث بشكل عشوائي، لأنهم يفهمون الحوار الاجتماعي بشكل مختلف عما نفهمه نحن، هم يريدون أن يجعلوا النقابات تطيع وتقول "نعم" على كل القرارات، وهذا ليس مبدأنا كاتحاد للنقابات العالمية، نحن نضع كل الاهتمامات حول تحسين الأجور والضمان الاجتماعي والسلامة والصحة المهنية، وأيضا حماية الحرية النقابية وحق المفاوضة الجماعية وحق الإضراب.

وفيما يتعلق بفلطسين، فهناك لجنة خاصة بمناقشة القضايا الفلسطينية في منظمة العمل الدولية، وكل عام يصدر تقرير خاص بوضع العمال في فلسطين، وكل عام يشارك اتحاد النقابات العالمي ويدين المعايير المزدوجة التي تقوم بها المنظمة، فعلى سبيل المثال، العام الماضي، اتهموا دولة بيلاروسيا وعقدوا مناقشات كبيرة داخل لجنة المعايير الدولية، بعدم الالتزام بمعايير العمل الدولية، ووجود انتهاكات لحرية التنظيم النقابي، واعتقال ونفي نشطاء نقابيين، وإرغام العمال على العمل في ظروف غير آمنة، بالإضافة إلى عدم احترام حقوق العمال في التفاوض الجماعي، لكن بالنسبة لإسرائيل، لا يفعلون أي شيء! كل عام يقولون بأن للعمال الفلسطينيين حالة سيئة ويذكرون كل شيء عما يحدث، ولكن لا يقولون لماذا يحدث ومن يتحمل المسؤولية.

هذه العايير المزدوجة بالنسبة لبيلاروسيا، وكوبا، وأي دولة تعارض أمريكا وحلفاءها، هناك انتقادات وإجراءات، أما في فلسطين توجد العديد من الجرائم التي تحدث ضد العمال ولا أحد يدافع عنهم، وكأن الجرائم في فلطسين بلا مجرم.

- بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس اتحاد النقابات العالمي في 2025، ما هي تطلعاتكم للمستقبل؟

تم تأسيس اتحاد النقابات العالمي عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وكانت التطلعات عند التأسيس هي الحلم بعالم أفضل مع السلام وبدون استغلال الإنسان للإنسان، ونحن نستمر على هذه المبادئ إلى يومنا هذا.

ففى الوقت الحالي، اتحاد النقابات العالمي يمثل أعضاء من 134 دولة في كل المستويات، ونعتبر أن التمثيل غير عادل داخل منظمة العمل الدولية، حيث 110 ملايين عامل ليس لهم نفس الحقوق وليس لهم نفس الصوت داخل مجلس إدارة المنظمة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة