فيسبوك
واتساب
مواجهة محتدمة تقودها الحكومة الفرنسية ضد جماعة الإخوان الإرهابية ، بعد صدور تقرير شارك في إعداده خبراء وأساتذة جامعيين واستخبارات دول شريكة، يرصد التهديدات التي تمثلها الجماعة علي المجتمع الفرنسي وقيم الجمهورية.
ورصدت وسائل إعلام فرنسية أبرز التوصيات التي أعقبت مناقشة التقرير بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من الوزراء وأعضاء مجلس الدفاع والأمن القومي مساء الخميس، وبمقدمتها رصد ومراقبة نشاط المراكز المتطرفة التي تتخذ من الدين ستاراً لنشر الافكار الإرهابية، والمقدرة بحسب التقرير بنحو 139 ذات ارتباط وثيق بالجماعة.
وأوصى التقرير بإغلاق المراكز الدينية المتطرفة والتي تمثل 7% من أماكن العبادة الإسلامية، مشيراً إلى أن اتحاد المسلمين في فرنسا (الهيئة الرسمية) للمسلمين داخل البلاد، تعترف بـ53 جمعية ومنشأة إسلامية تابعة لها، تتنوع أنشطتها ما بين العبادة والعمل الخيري.
ورصد التقرير 21 مدرسة خاصة مرتبطة بالجماعة، تخدم حالياً 4200 طالب، كما أوصي بمراقبة شبكات التواصل الاجتماعي والمحتوي المقدم تحت ستار "الوعظ" باللغة الفرنسية، لبيان ما إذا كان المحتوي دينياً خالصاً أم يحرض علي أفكار متطرفة.
ونقلت فرنسا 24 أمس ملامح التقرير، موضحة أن إعداده تم بناءً علي مقابلات مع 45 أستاذا جامعيا وزيارات داخل فرنسا وفي أوروبا.
وحذر التقرير من "الطابع الهدام للمشروع الذي يعتمده الإخوان والذي يسعى على المدى الطويل للتوصل تدريجا إلى تعديلات للقواعد المحلية أو الوطنية ولا سيما تلك المتعلقة بالعلمانية والمساواة بين الرجال والنساء".
ورأى التقرير أن هذا "التشدد على المستوى المحلي" قد يكون له "تأثير متنام في الفضاء العام واللعبة السياسية المحلية" مع "شبكات تعمل على حصول انطواء مجتمعي وصولا إلى تشكل بيئات متطرفة تزداد عددا.
ونصح التقرير "بتحرك طويل الأمد على الأرض للجم صعود الإسلام السياسي" ، مشيرين إلى ضرورة أن يترافق ذلك مع "توعية الرأي العام" من خلال "خطاب علماني متجدد ومبادرات قوية وإيجابية حيال المسلمين".
التحرك الفرنسي الجديد قابله اهتمام أوروبي، وسط مخاوف من دور الجماعة وتهديداتها، حيث علقت صحيفة اسبانيول الإسبانية علي الاجتماعات ، مشيرة إلى أن حزب الرئيس ماكرون اقترح خلال المناقشات سن قوانين تحظر ارتداء الفتيات دون الـ15 عاماً بجانب مشروع قانون جديد يهدف إلى حظر ارتداء الحجاب في المنافسات الرياضية.
وسلطت الصحيفة الأسبانية الضوء علي رؤية حزب التجمع الوطني اليميني برئاسة جوردان بارديلا والذي اتهم الحكومة بالتناقض، مستشهدا بتصريحات سابقة لرئيس حزب ماكرون حذر فيها من خطر اضطهاد المحجبات حال فوز مارين لوبان بالرئاسة.
بدورها ، قالت صحيفة لاراثون إن حظر الإخوان يأتي فى وقت مناسب للغاية بالنسبة لأوروبا حيث تشهد القارة العجوز فى السنوات الأخيرة تصاعد فى النشاط الإرهابى الذى تغذيه مثل هذا التنظيم.
وأشارت إلى أن هذا التنظيم يتبع الإرهاب والعنف لتحقيق أهدافه ، حيث أن الإخوان كان وراء مذبحة مطعم ال ديسانسو 1985 في أسبانيا، والذى كان يعتبر أول هجوم متطرف فى البلد الأوروبي.
كما أشارت الصحيفة إلى المخاوف من التغلغل للإخوان الصامت بهدف تغيير المعايير والقيم الغربية تدريجيا، ويتضمن التقرير تفاصيل حول كيفية عمل جماعة الإخوان بطرق خفية، من خلال احتلال الجمعيات الثقافية والرياضية والتعليمية والشبكات المحلية ذات المظهر المحايدة، بهدف إحداث خلل فى النظام الأوروبى وإثارة الفوضى والعنف.
