أكرم القصاص

صفقات سياسية بوجوه استخبارية.. أوراق إيلى كوهين فى سوريا الجديدة

الثلاثاء، 20 مايو 2025 10:00 ص


قصة إيلى كوهين وما أعلنته إسرائيل عن استرجاع وثائق أوراق تخصه، هى إحدى قصص التجسس الكلاسيكية فى الحرب الباردة التى اكتشفت فى الستينيات وظلت تتردد فى أوراق ومطالبات الاحتلال الإسرائيلى، حتى أعلنت إسرائيل فى ذكرى إعدام إيلى كوهين استعادة وثائق وأوراق تخصه، بزعم أنها استرجعتها بعملية موسادية، بينما الغالب أنها تمت ضمن تقاطعات وعلاقات السلطة الجديدة، وضمن ما يبدو أنه اتفاقات ووعود ترتبط بالسلطة.


فقد أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، استرجاع 2500 وثيقة وصورة ومتعلقات من سوريا لعميل الموساد إيلى كوهين، وزعم الموساد أنها عملية سرية ومعقدة نفذها جهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة، بالتعاون مع جهاز شريك استراتيجى، دون الكشف عنه أو إضافة مزيد من التفاصيل.


تم الإعلان فى 18 مايو 2025، والذى يوافق الذكرى الستين لإعدام كوهين، الذى زرعه الموساد فى سوريا عام 1962، باسم رجل الأعمال والتاجر كامل أمين ثابت، مع هوية مزورة، ونجح فى بناء علاقات مع القيادات السياسية والعسكرية ووصل إلى مستويات عليا فى الدولة، واستمر إيلى كوهين يرسل إلى الموساد، وهو فى مركز قريب من قيادات الدولة، وزود إسرائيل بمعلومات عن جلسات الحكومة والجيش والحزب والأسلحة.


ولد إيلى كوهين فى الإسكندرية عام 1924، ودرس فيها حتى تخرج فى الهندسة، لكنه سافر لإيطاليا بعد اتهامه فى «فضيحة لافون» التى كشفت فيها أجهزة الأمن المصرية شبكة التخريب التى أنشأها الموساد، وتم كشفها عام 1954، وهرب كوهين، ثم ذهب إلى إسرائيل فى عام 1957، حيث تم تدريبه على أعمال الجاسوسية، وتعلم الصلاة، وقراءة القرآن، وأرسل إلى الأرجنتين ليعود منها إلى سوريا كمهاجر لبنانى من الأرجنتين باسم كامل أمين ثابت، بعد أن اختلط بالجالية السورية وأقام مع أفرادها علاقات.


خلال عامين استطاع تكوين علاقات وثيقة مع مسؤولين سوريين، وكون شبكة تضم 63 شخصا من بينهم 17 سيدة، وكان يستخدم إذاعة دمشق الموجهة إلى المغتربين لبث رسائله بشفرة متفق عليها مع المسؤولين عنه فى تل أبيب، وطوال شهور واصل إرسال رسائله بمعلومات عن المسؤولين والجيش والأفراد، وتولى الإشراف على البرنامج الغربى فى الإذاعة السورية، وبث منه رسائله باصطلاحات متفق عليها وقُبض عليه فى يناير 1965، كان معه جهازان للإرسال اللاسلكى، وحزمة ديناميت، وأقراص سامة للانتحار عند القبض عليه، وقد أبلغ الموساد بالقبض عليه عن طريق طريقة لقراءة فقرات من رواية روبنسون كروز، بطريقة مقلوبة.


هناك أكثر من رواية عن كيفية سقوط إيلى كوهين، إحداها أنه تم كشفه بسبب رسائل اللاسلكى، وأخرى أنه ظهر فى صورة مع مسؤولين وتعرف عليه رجال المخابرات المصرية لأنه كان مطلوبا فى قضية لافون، وتمت محاكمته واعترف بالتفصيل، وحكم عليه بالإعدام ونفذ الحكم فى 18 مايو 1965، وهى الذكرى التى اختار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إعلان استعادة كل ما يتعلق بالجاسوس إيلى كوهين، فى عملية دقيقة بالتنسيق مع جهاز استخبارات صديق لإسرائيل.


الواقع أن التحليلات تشكك فى كون الحصول على وثائق كوهين تمت بعملية استخبارية، وأنه تمت بتسليم وتسلم مع عدد من وثائق أجهزة الاستخبارات السورية، وبالتعاون مع أطراف داخل السلطة وأجهزة إقليمية لها باع داخل سوريا، حصلت على معلومات وقوائم للأجهزة الأمنية وهو ما قد يمثل هدية كبرى للموساد، ضمن صفقات وتقاطعات وعلاقات تقوم ضمن عمليات تبادلية، كشفت عنها تحركات وعلاقات ولقاءات سلطات تريد تأمين ظهرها، وأجهزة ضالعة فى العمل داخل سوريا على مدى سنوات الحرب بالوكالة.


وأن أوراق إيلى كوهين مثل الأراضى والمعلومات العسكرية، والأمنية، التى قد تكون بداية لعمليات تصفية أو انتقام، أو حتى صفقات سياسية بوجوه أمنية.

p.8



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب