للجوائز الأدبية مكانة رفيعة لدي العديد من المبدعين، فهي تمثل حافزاً للإبداع والتنوع وتمثل ثقلا ثقافيا وأدبيا لكل المهتمين بالحياة الثقافية والأدبية، ومن هنا تواصل اليوم السابع مع مدير دارة الجوائز الثقافية والأدبية في مركز أبوظبي للغة العربية عبد الرحمن النقبي، لمعرفة أهمية الجوائز ومعايير التحكيم ونسبة الإقبال علي التقديم.
وقال عبد الرحمن النقبي، مدير إدارة الجوائز الأدبية في مركز أبوظبي للغة العربية ، تعد الجوائز الثقافية ضرورة ملحة خاصة أن كثيرا من المبدعين الذين ينالونها يكونون في أمس الحاجة لها، سواء من الناحية المادية أو المعنوية، فهذه الجوائز تمثل دعما كبيرا لاستكمال مشاريعهم الثقافية، وقد لمسنا ذلك في تجارب كثيرة لفنانين وأدباء كانت لديهم مشاريع مميزة، لكنهم افتقروا إلى الدعم المالي الكافي.
وأوضح عبد النقبي أن الجوائز تساعد هؤلاء المبدعين، وتمنح غالبًا لمستحقيها، كما تساهم في تحفيز الشباب على الاستمرار في العمل الإبداعي والثقافي، وبالتالي تحريك عجلة الإبداع في العالم العربي.
وأشار عبد الرحمن النقبي، إلي من أبرز الجوائز العربية، جائزة الشيخ زايد للكتاب، والتي تشمل عدة فروع منها فرع الآداب، الذي يستقبل الأعمال الأدبية بأنواعها المختلفة، سواء كانت روايات، أو سيرًا ذاتية، أو أعمالًا شعرية، وهناك أيضًا مركز متخصص في اللغة العربية تابع للجائزة، ومنه أطلقت جوائز متعددة، منها جائزة الشعر النبطي التي أنشئت عام 2022، وتستهدف هذا النوع من الشعر بكل أشكاله، بما في ذلك الشعر اللفظي والفنون المرتبطة بالحرف العربي والفن التشكيلي.
وأضاف عبد الرحمن النقبي، أن المركز استحدث فرع خاص بالترجمة، يركز على ترجمة الشعر النبطي والأدب العربي إلى لغات أخرى، وقد وصلت الجائزة الآن إلى دورتها التاسعة عشرة، وتشهد سنويًا أكثر من 4000 مشاركة، مع زيادة بمعدل 30% في آخر سنتين، لا تطلق الجائزة فروعًا جديدة بشكل عشوائي، بل يتم ذلك بعد دراسة دقيقة لاحتياجات السوق الثقافي العربي، على سبيل المثال، أُطلقت مؤخرًا جائزة “سرد الذهب” المخصصة للقصة القصيرة، نظرًا للحاجة الماسة إلى دعم هذا الجنس الأدبي، وتتيح الجائزة المشاركة بالنصوص المنشورة وغير المنشورة، بل حتى المسودات، مما يعطي فرصة لمن لا يملكون إمكانيات النشر، وتعد مصر من أكبر الدول التي تقدم لتسجيل في الجوائز الأدبية التي يطلقها مركز اللغة العربية بأبو ظبي.
وتابع عبد الرحمن النقبي، أن بالمقابل بعض الفروع مثل الشعر النبطي تقتصر المشاركات فيها على مناطق معينة كدول الخليج ومصر، وهو ما دفع القائمين على الجائزة إلى العمل على التوازن بين العموم والخصوص، ودراسة السوق باستمرار. ومثال آخر هو فرع “تحقيق المخطوطات”، الذي أُطلق قبل عامين، وتلقى منذ دورته الأولى مشاركات متميزة من مختلف الدول، من بينها مشاركة مميزة للدكتور مصطفى سعيد من مصر.
وحول معايير التحكيم والجدل حول النتائج، قال: "من الطبيعي أن تشهد الجوائز بعض الجدل حول النتائج، فكل مشارك يرى في عمله الأحقية بالفوز، ومع ذلك، فإننا لا نتحسس من هذا الأمر، بل نعتبره مؤشرًا صحيًا يدل على التفاعل والمنافسة، ما يهمنا هو أن تبقى المعايير واضحة، والاختيارات مبنية على الجودة والإبداع، وأذكر هنا مثال الكاتبة المصرية ريم بسيوني، التي دخلت في دورة سابقة ضمن القائمة الطويلة، ثم فازت في الدورة التالية، رغم أنها لم تتذمر أو تعترض حين لم تفز في المرة الأولى، بل استمرت بتواضع ومثابرة".