تمر اليوم ذكرى اعتلاء الملك لويس السادس عشر عرش فرنسا، وذلك في 10 مايو عام 1774، وهو آخر خر ملوك فرنسا قبل سقوط الملكية إبان الثورة الفرنسية. أُطلق عليه اسم المواطن لويس كابيه في الشهور الأربع التي سبقت إعدامه بالمقصلة، كان لويس السادس عشر ابن لويس دوفان فرنسا، وهو ابن الملك لويس الخامس عشر ووريث عرشه.
وأطلق على الملك الفرنسي الأخير، عدة ألقاب تماست مع شخصه ونظام حكمه، منها مصطلح "الملك الفراشات" ورغم أنه مصطلحًا ليس مشهورًا تاريخيًا أو متداولًا على نطاق واسع، لكنه كان يُستخدم أحيانًا للإشارة إلى الملك لويس السادس عشر ملك فرنسا مجازيًا، ويُرجّح أن العبارة تُشير على أنه كان يُنظر إليه على أنه ضعيف، وهش، أو يفتقر إلى القوة والحزم اللازمين للحكم بفعالية.
وكان لويس السادس عشر، تولى حكم فرنسا خلال فترة مضطربة سبقت الثورة الفرنسية، وقد ساهم تردده وعجزه عن معالجة الأزمات المالية والاضطرابات الاجتماعية في فرنسا، ما أدى إلى سقوط حكمه في النهاية، ويعتقد أن ارتباطه بالفراشة باعتباره كان ملكٍا أكثر اهتمامًا بالمظاهر، وكان يتنقل بين القضايا دون إجراء تغييرات جوهرية.
أما أكثر الألقاب التسقا به، كان لقب ملك الشمس، وهو لم يأتي تعبيرا عن قوته أو فترة حكمه المزدهرة، بل لأن لويس الرابع عشر الشمس كشعارًا ملكيًا له، وكانت لديه فكرة راسخة عمّا يجب أن يمثله سياسيًا: يُمكن القول إن أشهر اقتباساته هي "أنا الدولة"، ويقال أنه كان ملكًا مُطلقًا، ومصابًا بجنون العظمة، لكنه على الرغم من ذلك، كان يمتلك أيضًا اعتقادًا داخليًا بأن مهمته، كوصي على العرش، هي تنوير عقول شعبه، وخلال فترة، كان يهدف إلى أن يصبح مثالًا ثقافيًا للانتقاء، وبصفته الشمس، فقد أنار الأفكار والأخلاق لمدة 72 عامًا طويلة على العرش.
كذلك من اتخاذه قلعة فرساي، كمقر للحكم، جاء تُجسّدًا لفكرة كون الملك نجمًا، وقد قام بتشييّد فرساي مع إشارات عديدة إلى الشمس، فالقصر بُني بتفاصيل تمجّد الشمس في كل زاوية، من تصميم "معرض المرايا" اللي يسمح بدخول أشعة الشمس وانعكاسها ببراعة، إلى التماثيل المنتشرة في الحدائق التي تحكي قصة أبولو، إله الشمس في الأساطير اليونانية، وما ننسى البوابات الذهبية المهيبة، حيث يرحّب بك تمثال الحارس العظيم وهو يضع "تاجًا شمسيًا" يبرق!