يستعد بيت الشعر العربى، بإدارة الشاعر سامح محجوب، على مدار يومى 17 و18 مايو لتقديم (ملتقى بيت الشعر العربى الأول.. للنص الجديد)، ويدعو فيه 50 شاعرًا، تحت سن الأربعين من جميع ربوع مصر، وذلك للمشاركة فى الملتقى، وسيقوم "اليوم السابع" بنشر قصائد الشعراء تباعًا..
أن أشهد في المعركة قتيلًا .. لـ يونس محمد أبو سبع
- لا أعرفُ تحديدًا أين بُعثتُ
وكيفَ أتيتُ مع الرّيحِ هُنا
ولماذا أكتُبُ..
حسبيَ دومًا أن أتجاهلَ هذا الأمرَ.
مكاني زمنٌ يَمثُلُ
وزماني أمكنةٌ تتضحُ..
أحبُّ كثيرًا
أن أعتقدَ بأني جئتُ؛
لتتحدَ الأشياءُ بموسيقاها..
ينفرطُ الجسدُ على الإيقاعِ،
وينبجسُ الماءُ من الآلاتِ؛ فثَمَّةَ موسيقى
ثمةَ مَوجٌ نَسبحُ فيهِ ونَلتمسُ الغرَقَا
ثمةَ نهرٌ،
ثمةَ شجرٌ،
ثمةَ شمسٌ شَرقَا..
ثمة صوتٌ حيٌّ للكلماتِ،
وإن كانَ الموتُ عليها حقَّا..
أعرفُ تلكَ الطُّرُقَا..
غنيتُ كثيرا محتفلًا ببقائي
بالوَحدةِ في السيرِ إلى نَفْسي
غنيتُ أعمد شيطاني بقداسة ناري
ببداهة معصيتي
عن حُلُمينِ كتبتُ رحيلي
عن بنتٍ في عينيها شردني النور
وعن أرضٍ وبلاد أسرَتْ مُعجزتي..
غنيتُ قليلا لمُجردِ وصفٍ أو عزفٍ
أو كي أضربَ مَثَلا ما خوفًا من خوفٍ
غنيتُ لنُبلِ فصولٍ لم تأتِ،
كتبتُ لأنسى،'

يونس محمد أبو سبع
لي أشياءٌ في الماءِ،
ولي هدفٌ، أنْ ألتهمَ الأرضَ..
قرأتُ لألمسها بغيابي،
وسرقتُ من العدم الحيِّ كتابي،
ورحلتُ طريدًا..
حاربتُ لأجلك أيتُها الأرضُ،
فليس مجازًا ما يُنجزه الفارسُ..
تلك معادلةُ النحوِ
كثافتُنا في الريحِ
خسارتُنا في الخطوِ..
طرحتُ على طاولةِ الشطرنجِ طريقًا
درّبتُ خُيولي البيضَاء السوداء
على عَدْوِ ظلالِ المَلكِ،
وحَمْلِ الضعفاءِ خِفافًا..
ساعدتُ الوقتَ على إيجادِ معانيهِ لمامًا
ينقصُ هذا الأمرَ محاصرةُ الوقتِ تمامًا
أن أشهدَ في المعركة قتيلًا وزحامًا،
أن أنبثقا..
أعرف يا مرآةُ جنونَكِ وشجونَكِ
واضحةً في البُعدِ..
توهج فيكِ الحُلمُ جَميلًا كالشمسِ
وكالأمسِ إذ احترَقَا..
أعرف تلكَ الطُّرُقَا..
ثمةَ شيءٌ نرحلُ عنه ويبقَى..
أذكر ذاك البابَ،
وأعرف أنَّ عُيوني اتسعَتْ للبحرِ
وأنَّ البحرَ مِدادٌ حيٌّ للنظراتِ الكلماتِ
وإن نَفِدَ، أو انطفأ السِّحرُ،
ومزَّقتُ الورقَا.
أعرفُ تلك الطرقا!
بيت الشعر العربي
يونس محمد أبو سبع
موليد الإسكندرية ١٩٩٥م
تخرج في كلية دار العلوم - جامعة القاهرة ٢٠١٨م
حصل على عدة جوائز أدبية منها جائزة المسابقة المركزية بالهيئة العامة لقصور الثقافة عن ديوانه الأول (سيرينادا لعروس البحر) ٢٠٢٠م
وجائزة بيت الشعر بالأقصر للنشر عن ديوانه الثاني (ضبابٌ يا أبي) ٢٠٢٣م
شارك في عدد من المهرجانات والفاعليات واللقاءات التلفزيونية، ونشرت له عدة قصائد بالصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي.