كيف أنهى محافظ الأقصر أزمات طالت المحافظة منذ سنوات؟.. أبرزها حل أزمة إسكان الطود وقرية قرنة مرعى وحوض الـ18 وحمام السباحة الأوليمبى.. وإنهاء مشكلة الصرف بالقرى.. وتنفيذ مشروع ينهى انقطاع المياه بالمدينة

الأربعاء، 09 أبريل 2025 09:00 ص

محافظ الأقصر يعلن إنهاء أزمة إسكان الطود

الأقصر – أحمد مرعى

سلسلة من الأزمات ظلت عالقة في مدن وقرى محافظة الأقصر منذ سنوات طويلة، ولكنها بدأت في التلاشي خلال الشهور الماضية، عقب تحركات وخطوات جادة أقدم عليها المهندس عبدالمطلب عمارة، محافظ الأقصر، عبر سرعة الإنجاز والجرأة في اتخاذ القرار الذي ظهر جلياً في إقتحامها أزمة أزمة عبر الجولات اليومية لرصد ومتابعة كافة المشكلات التي كانت عالقة لسنوات طوال، وتم البدء في طرح حلول غير نمطيّة لتلك المشاكل والأزمات، عبر الإستفادة من الخبرات المتراكمة التي إكتسبها طوال عمله لعقود بهيئة المجتمعات العمرانية وتوليه المسئولية في عدد من المدن الجديدة.

وأثمرت جهود محافظ الأقصر وكافة رؤساء المدن ومسئولى الملفات العالقة في السعي الجاد لحل تلك الأزمات والمشكلات، وكانت في مقدمتها أزمات المناطق الداخلية ومنها حوض الـ18 الذي كان عبارة عن صداع في رأس مدينة الأقصر، بجانب أزمة تعويضات سكان قرنة مرعي بمدينة القرنة، وأزمات الصرف الصحى بالقرى والنجوع في المدن المختلفة، وغيرها من الأزمات التي كانت تحتاج لتدخل سريع وعاجل بعد التعطل لمدة تزيد عن 10 و15 سنة مضت.

الأزمة الأولى التي شارفت على النهاية فهو أزمة ملف إسكان الطود العالق منذ عام 2008، وقد عقد المحافظ عدة اجتماعات لبحث أسباب تأخير تسليم الأهالي الوحدات السكنية المخصصة لهم، وقام بجولات عديدة لمنطقة إسكان الطود، وخلال فترة وجيزة أعلن المهندس عبد المطلب عماره، في ديسمبر الماضي 2024 عن تسليم عدد من وحدات الإسكان بمدينة الطود لحاجزي هذه الوحدات خلال منتصف العام القادم2025 ، مشيراً إلي بدء تنفيذ أعمال استكمال هذه الوحدات بعد تدبير مبلغ 25 مليون جنيه من الموازنة الخاصة بالمحافظة، وتشطيب هذه الوحدات وانهاء العمل بها خلال شهر مايو المقبل، تمهيداً لتسليمها لمستحقيها من الذين استوفوا الشروط وأثبتوا جدية في سداد الأقساط الخاصة بهذه الوحدات.

وكشف المحافظ عن بدء العمل بعدد 30 عمارة سكنية، مشيرا الي الجهود المبذولة لإنهاء أزمة إسكان الطود والاستجابة لمطالب المتضررين من حجز الوحدات وعدم تمكنهم من استلامها منذ عام 2008، لافتاً إلى أنه سيتم بدء العمل في 13 عمارة ويتم استكمال العمل تباعاً في بقية العمارات لتشطيب وتجهيز الوحدات السكنية لتسليمها لحاجزيها في أقرب وقت.

الأزمة الثانية فتمثلت في منطقة حوض الـ18 التي طالما عانى مجالس المدن السابقة في الأقصر والمحافظون من الشكاوى اليومية الواردة إليهم من أهالى وملاك الأراضى بمنطقة حوض الـ18 بوسط مدينة الأقصر، والتي كانت تعتبر قنبلة موقوتة في وجه الكثير من المسئولين على مدار الـ30 سنة الماضية، ولكن تلك الأزمة بدأت في التلاشي تدريجياً عقب المجهودات الكبيرة التي تتم داخلها عقب سلسلة من الزيارات من المهندس عبدالمطلب عمارة محافظ الأقصر، وتكليفه للواء دكتور على الشرابى رئيس مدينة الأقصر بإنهاء أزمات المنطقة وفتح كافة الشوارع داخلها لخدمة الأهالى وأسرهم وأطفالهم وحمايتهم من المضايقات والسرقات والأزمات اليومية.

وفي هذا الصدد انطلق رجال مجلس مدينة الأقصر، في نوفمبر الماضي بتنظيم سلسلة من الحملات اليومية للتمهيد للطرق والشوارع وفتح آخرى وتوفير كشافات وأعمدة إنارة لكل شبر داخل منطقة حوض الـ18 لإنهاء كافة أزماتها، حيث قاد تلك الملحمة أحمد عبد الصبور مدير المتابعة الميدانية بمجلس مدينة الأقصر، وهو أحد أبناء منطقة العوامية وتربطه علاقة وثيقة بالأهالى سكان منطقة حوض الـ18 مما ساهم في حل غالبية الأزمات وفتح كافة الشوارع حالياً ليعود الهدوء تماماً وتصبح تلك المنطقة من أهم مناطق المدينة حالياً في التطوير والتجميل.

وتابع محافظ الأقصر منطقة حوض 18 بالعوامية بمدينة الأقصر، عبر عدة جولات دورية لبحث أسباب تأخر أعمال رصف وتطوير المنطقة وانهاء ازمة توصيل المرافق لها، وعقد المحافظ عدة اجتماعات لبحث موقف تنفيذ أعمال شبكات الصرف الصحي بالمنطقة، موجهاً باستئناف شبكات الصرف الصحي بحوض 18 في ديسمبر 2024، والتنسيق مع الجهات المعنية لإزالة الزراعات وفتح الشوارع ببعض مسارات شبكات الانحدار وجار استكمال الأعمال بعد إزالة المعوقات والتعارضات، وقام المحافظ بأكثر من 10 جولات بالمنطقة وجه خلالها باستكمال أعمال المرافق وفتح شوارع جديدة كما تابع أعمال تمهيد وتسوية الشوارع الرئيسية استعداداً لرصفها، وذلك بعد سنوات من التراخي في استكمال اعمال تخطيط وتطوير منطقة حوض 18.

الأزمة الثالثة تمثلت في توقف حمام السباحة الاوليمبي، حيث ظل أكثر من 15 عاماً مغلقاً ويبحث عمن يعيد فتحه، حتي أتي المهندس عبد المطلب عماره محافظ الأقصر لينهي ازمة عالقة منذ عام 2009، وعمل محافظ الأقصر من خلال تواصله مع شركة استادات للاستثمار الرياضي على إعادة الحياة مرة أخري الي حمام السباحة الاوليمبي حيث عرض المحافظ علي الشركة تشغيل وإدارة حمام السباحة بدلاً من غلقه وعدم الانتفاع به.

وفي أكتوبر الماضي 2024 شهد المهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر، مراسم توقيع عقد تشغيل وإدارة حمام السباحة الأوليمبي وموقعه بمنطقة العوامية بمدينة الأقصر، حيث تم توقيع العقد بين رئاسة مدينة الأقصر وشركة استادات للاستثمار الرياضي برئاسة المهندس سيف الوزيري رئيس مجلس إدارة الشركة، وأكد محافظ الأقصر انه سيتم تشغيل حمام السباحة الأوليمبي بالأقصر بعد تطويره ورفع كفاءته وتهيئته لاستقبال الفعاليات الرياضية الكبرى بما يفيد المواطنين وأهالي المحافظة.

وأشار إلى أن مقومات حمام السباحة الأوليمبي والذي تتجاوز مساحته 7500 متر تشمل حمام سباحة أوليمبي لاستضافة البطولات والفعاليات الرياضية ومدرجات تتسع لما يزيد عن 2500 فرد وحمام سباحة للأطفال بالإضافة إلى قسم علاج طبيعي وغرف ملابس وغرف إدارية وقاعات مناسبات وكافتيريات ومطاعم ومحلات تجارية ودورات مياه، لافتاً إلى أنه يعد أول حمام سباحة أولمبي بمواصفات دولية في جنوب الصعيد.

الأزمة الرابعة تمثلت في الصرف الصحي بمدينة الزينية شمال المحافظة، والتي ظلت أزمة لسنوات طويلة تؤرق المواطنين، الأمر الذي دعا محافظ الأقصر الي وضع ملف توصيل الصرف الصحي الي كافة المناطق بالأقصر علي رأس أولوياته، لإنهائه في أقرب وقت، وبدأ المحافظ جولات مكثفة لبحث أسباب تأخير تنفيذ المشروعات في بعض المناطق، وعقد عدة اجتماعات بمشاركة كافة الجهات المعنية، وتم التوصل الي ضرورة انجاز العمل بهذه المناطق.

ولإتخاذ قرارات فورية وإجراءات عاجلة، شدد المحافظ علي ضرورة وضع توقيتات زمنية لإنهاء العمل بمحطات الصرف الصحي مع إلزام الشركات العاملة بتسليم المشروعات في التوقيتات المحددة وإلا سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وإلتزاماً بالتوقيتات التي تم إعلانها للمواطنين لتشغيل مشروع صرف صحي الزينية بدءا من 30 سبتمبر 2024 لمحطة المدامود بحري، افتتح المهندس عبدالمطلب عمارة محافظ الأقصر، الخميس 31 أكتوبر 2024، ثاني محطة رفع بمركز الزينية، وهي محطة رفع الزينية بحري وذلك ضمن مشروع الصرف الصحي المتكامل بالزينية، ومن داخل غرفة التحكم الرئيسية، أعطي محافظ الأقصر إشارة بدء التشغيل لدخول المحطة إلى الخدمة الفعلية، ومحطة الزينية بحرى تعمل بطاقة تصميمية 2102.4 م3/ساعة لخدمة أكثر من 20 ألف نسمة بتكلفة 180 مليون جنيه، وذلك ضمن المشروع المتكامل لخدمة قرى مركز ومدينة الزينية.

الأزمة الخامسة كانت في البر الغربى حيث بدأت من سنوات طويلة أزمة سكان قرنة مرعي مع مشروع تهجير سكان المنازل الواقعة فوق المناطق الأثرية بالقرنة، وظلت المئات من قطع الأراضي المخصصة لسكان قرنة مرعي عالقة ولم يتسلموها، ومر محافظ تلو اخر بلا حل جذري، حيث كان ينظر البعض الي المشكلة علي انها لا تخصه وانه ليس مسئولا عنها واعتبروها من الملفات الشائكة التي يجب الابتعاد عنها، إلي أن جاء المهندس عبد المطلب عماره الذي وجه بتخصيص الأراضي اللازمة لتعويض السكان عن منازلهم التي هجروا منها، ويجري وضع المخطط العام والتقسيمات لخاصة تمهيدا لتوزيع قطع الاراضي علي مستحقيها.

الأزمة السادسة تمثلت في قطع المياه بمدينة الأقصر المتكررة، حيث كانت أزمة قطع المياه بمدينة الأقصر، هي أكثر الأزمات التي تسببت في معاناة المواطنين، حيث تتجدد الأزمة سنوياً بسبب الأعطال التي تصيب شبكات المياه والصرف الصحي ووقائع " كسر المواسير"، ولوضع حد نهائي لهذه الأزمة، بعد واقعة كسر خطي الصرف الصحي بالحبيل، نجح المحافظ في توفير دعم مالي قدره 500 مليون جنيه لإنشاء خط صرف صحي بديل بالكامل بقطر 1200 مم، كما أعلن المحافظ خلال مؤتمر صحفي عقده مارس الجاري بحضور رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي عن انتهاء ازمة قطع المياه بمدينة الأقصر بعد صيانة خطوط الصرف الصحي 700 مم و1000 مم، مشيرا الي المكسب الكبير لأهل مدينة الأقصر بموافقة وزارة الإسكان على دعم بـ500 مليون جنيه، لإنشاء خط بديل بطاقة 1200 مم يبدأ العمل فيه مايو المقبل ولمدة عام لخدمة مدن البياضية والأقصر بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة.

وأكد محافظ الأقصر، على إنهاء أزمة خطوط الصرف الصحي بمنطقة الحمزية 700 مم و1000 مم، واصلاحها بالكامل ليعلن انتهاء أزمة مياه الشرب والصرف الصحي في مدينة الأقصر بالكامل، كما أعلن عن البدء في وضع حلول جذرية لإنهاء أزمة قطع المياه المتكرر والكسر المتتالي لخطوط المياه في قرية الحبيل، حيث إنه بعد التنسيق مع وزير الإسكان لعدم تكرار المشكلة في المستقبل، تم الاتفاق على إنشاء خط ثان بقطر 1200 مم وربطه بمحطة صرف صحى 3 ومحطة المعالجة، والاتفاق على تنفيذ مشروع ازدواج للخط قطر 700 مم وتغييره بالكامل.

وشملت الحلول الجذرية لتلك الأزمة، تكليف شركة المقاولون العرب باتخاذ الإجراءات الفنية لإنهاء المشكلة في أقرب وقت، وتكليف نائب رئيس الشركة لمتابعة الإصلاح دون التأثير على الخدمة المقدمة للمواطنين، وكذلك التأكيد على عدم قطع المياه أثناء إصلاح العطل بالحبيل، وطرح حلول بديلة حاول وجود أعطال مرة آخري، وشملت قرارات المحافظ صرف تعويضات لأصحاب الزراعات المتضررين بقرية الحبيل، وذلك عقب الانتهاء من أعمال صيانة كسر خط الصرف الصحي بنجع الحمزية، حيث تم تحديد 25 مزارع تضررت أراضيهم من العمل، وبلغت قيمة التعويضات حوالى 235 ألف جنيه تقريباً لصرفها لكافة المتضررين وعددهم 25 مزارع يمتلكون مساحات 8 أفدنة و15 قيراط تمت زراعتهم بمحاصيل متنوعة كالقصب والقمح والبرسيم والبصل والثوم بالإضافة إلى النخيل، كما تم تأمين وسلامة المنزل المجاور لموقع اصلاح كسر خط الصرف الصحي لعدم الحاق أية أضرار به حرصا علي حياة قاطنيه.