خطة تطوير معبد الرمسيوم التاريخى.. العثور على 401 تمثال من الأوشابتي المنحوت من الفخار.. الكشف لأول مرة عن مدرسة علمية تضم بقايا رسومات وألعاب مدرسية.. وظهور مقابر من عصر الانتقال الثالث ومخازن للزيوت والعسل

الأربعاء، 09 أبريل 2025 07:00 م
خطة تطوير معبد الرمسيوم التاريخى.. العثور على 401 تمثال من الأوشابتي المنحوت من الفخار.. الكشف لأول مرة عن مدرسة علمية تضم بقايا رسومات وألعاب مدرسية.. وظهور مقابر من عصر الانتقال الثالث ومخازن للزيوت والعسل مناقشة خطط تطوير معبد الرمسيوم بالأقصر

الأقصر – أحمد مرعى

منذ عدة أسابيع أطلق مسئولو المجلس الأعلى للآثار بقيادة الدكتور محمد إسماعيل خالد، أول خطة من نوعها لترميم وتطوير معبد الرمسيوم في البر الغربى بمحافظة الأقصر، الذي يعتبر تحفة معمارية بناها الملك رمسيس الثاني عاشق بناء المعابد الجنائزية في الدولة الفرعونية القديمة، ضمن مشروع ترميم وإعادة تأهيل معبد الرامسيوم، بالتعاون مع جامعة كوريا الوطنية للتراث الثقافي، وذلك في إطار دور وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار في الحفاظ على آثار مصر وتراثها الثقافي.


من جانبه، أثنى شريف فتحي وزير السياحة والآثار، على هذا المشروع الذي سيعمل على إحياء والحفاظ على أحد أهم المعابد المصرية، وفتح أماكن جذب سياحي جديدة في محافظة الأقصر، مما يعمل على إثراء التجربة السياحية للزائرين من المصريين والأجانب لاسيما محبي منتج السياحة الثقافية، حيث يضم معبد الرمسيوم عدد من التماثيل الضخمة للملك رمسيس الثاني، وعدد من النقوش التي تحكي طبيعة الحياة في تلك الفترة من الدولة الفرعونية، حيث تسجل الصور والنقوش التي تزين جدار المعبد وقائع معركة قادش الشهيرة التي انتصر فيها الملك رمسيس الثاني على الحيثيين وكيفية تخطيطه للحرب، ويوجد من المعبد حالياً بقايا تماثيل وأعمدة ضخمة تحطم جزء منها خلال الفترة الماضية ومازالت أخرى موجودة حتى الآن.


وبعد مرور أسابيع قليلة على المشروع لتطوير المعبد، كشفت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة بين قطاع حفظ وتسجيل الآثار بالمجلس الأعلى للآثار، والمركز القومي الفرنسي للأبحاث وجامعة السوربون، والتي بدأت أعمالها في معبد الرامسيوم منذ 34 عام أي في عام 1991 حتى الآن، وقامت البعثة بأعمال الحفائر والترميم في كافة أنحاء المعبد، عن مجموعة من المقابر من عصر الانتقال الثالث، ومخازن تخزين زيت الزيتون والعسل والدهون، بالإضافة إلى ورش للنسيج والأعمال الحجرية، ومطابخ ومخابز، وذلك أثناء أعمال البعثة في محيط معبد الرامسيوم بالبر الغربي بالأقصر.


وأسفرت أعمال الحفائر داخل المعبد في الكشف عن "بيت الحياة" (مدرسة علمية ملحقة بالمعابد الكبرى)، وهو اكتشاف استثنائي لأنه لم يُظهر فقط التخطيط المعماري لهذه المؤسسة التعليمية، بل الكشف أيضاً عن مجموعة أثرية غنية شملت بقايا رسومات وألعاب مدرسية، مما يجعله أول دليل على وجود مدرسة داخل الرامسيوم المعروف أيضاً باسم "معبد ملايين السنين".


وخلال أعمال الحفائر تم العثور على مجموعة أخرى من المباني في الجهة الشرقية للمعبد يُرجّح أنها كانت تستخدم كمكاتب إدارية، أما المباني والأقبية الموجودة في الجهة الشمالية، فقد أوضحت الدراسات التي تمت عليها أنها كانت تُستخدم كمخازن لحفظ زيت الزيتون والعسل والدهون، إلى جانب الأقبية التي استخدمت لتخزين النبيذ، حيث وُجدت فيها ملصقات جرار النبيذ بكثرة.


كما أسفرت أعمال الحفائر أيضا بالمنطقة الشمالية الشرقية عن وجود عدد كبير من المقابر التي تعود إلى عصر الانتقال الثالث، تحتوي معظمها على حجرات وآبار للدفن بها أواني كانوبية وأدوات جنائزية بحالة جيدة من الحفظ، بالإضافة إلى توابيت موضوعة داخل بعضها البعض، و401 تمثال من الأوشابتي المنحوت من الفخار ومجموعة من العظام المتناثرة.


من جانبه، أكد الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أهمية هذه الاكتشافات بمعبد الرامسيوم حيث إنها تُلقي الضوء على التاريخ الطويل والمعقد للمعبد، وتفتح آفاقاً جديدة لفهم دوره في مصر القديمة، كما تُسهم في تعزيز معرفتنا بالـمعبد الذي يعود تاريخه إلى عصر الدولة الحديثة، وخاصة عصر الرعامسة، فقد كان هذا المعبد بمثابة مؤسسات ملكية أُقيمت فيها الطقوس الدينية لتقديس الملك حتى أثناء حياته، كما لعبت دوراً إدارياً واقتصادياً هاماً.


أضاف أمين المجلس الأعلى للآثار أن هذه الاكتشافات تشير إلى وجود نظام هرمي كامل للموظفين المدنيين داخل هذا المعبد، حيث لم يكن مجرد مكان للعبادة، بل كان أيضًا مركز لإعادة توزيع المنتجات المخزنة أو المصنعة، والتي استفاد منها سكان المنطقة، بمن فيهم الحرفيون في دير المدينة، الذين كانوا يخضعون للسلطة الملكية ضمن نظام المقاطعات، مشيراً إلى أن ما أكدته الدراسات العلمية من أن الرامسيوم كان موقعاً مشغولاً قبل بناء رمسيس الثاني لمعبده، وقد أُعيد استخدامه في فترات لاحقة، حيث تحول إلى مقبرة كهنوتية ضخمة بعد تعرضه للنهب، قبل أن يستخدمه عمال المحاجر في العصرين البطلمي والروماني.


وأكد الدكتور محمد إسماعيل أن البعثة مستمرة في أعمال حفائرها في محاولة للكشف عن المزيد خلال الفترة القادمة، موضحا أن البعثة انتهت من ترميم الجهة الجنوبية بالكامل خلال الفترة الماضية، من قاعة الأعمدة إلى منطقة قدس الأقداس بالمعبد إلى جانب أعمال الترميم، والتي جاء من بينها الفناء الأول للمعبد، حيث تم تجميع كل القطع الأثرية لتمثال تويا، والدة الملك رمسيس الثاني، ونقلها إلى موقعها الأصلي جنوب تمثال الملك رمسيس الثاني، كما تم تجميع كل الأجزاء التي تم التعرف عليها من تمثال الملك رمسيس الثاني معًا على مصطبة، وترميم الأرجل وإعادتها إلى مكانها على القاعدة التي تم ترميمها أيضا، بالإضافة إلى إجراء دراسة على حالة التمثال نفسه.


جدير بالذكر أن الملك رمسيس الثانى كان هو ابن الفرعون المحارب الخالد الملك سيتى الأول العظيم وابن الملكة تويا، ويعنى اسم رمسيس "الإله رع خلقه" واسمه الكامل "رمسيس مرى آمون" ويعنى "الإله رع خلقه، محبوب الإله آمون"، واسم العرش الخاص به هو "وسر ماعت رع ستب إن رع" أى "عدالة الإله رع قوية، المختار من الإله رع"، وتزوج عددًا كبيرًا جدًا من النساء، لعل أشهرهن هى الملكة الفاتنة وجميلة الجميلات الملكة نفرتارى، وكذلك أنجب عددًا كبيرًا من البنين والبنات، لعل أشهرهم ابنه وولى عهده الملك مرنبتاح والأمير الزاهد الناسك الشهير خع إم واس والأميرة ثم الملكة ميريت آمون، ولم ينجب ملك مصرى قديم مثلما أنجب رمسيس الثانى العظيم من أبناء كثيرين، كما ذكر كتاب الفراعنة المحاربون لعالم المصريات الدكتور حسين عبد البصير.

العثور على 401 تمثال من الأوشابتي المنحوت من الفخار بحفائر المعبد
العثور على 401 تمثال من الأوشابتي المنحوت من الفخار بحفائر المعبد
 
المشروع القومى لترميم المعبد نجحت في العثور على 401 تمثال من الأوشابتي
المشروع القومى لترميم المعبد نجح في العثور على 401 تمثال من الأوشابتي
 
أوانى مكتشفة من البعثة الفرنسية داخل معبد الرمسيوم
أوانى مكتشفة من البعثة الفرنسية داخل معبد الرمسيوم
 
تجميع أجزاء وقطع للبدء فى ترميمها بمشروع معبد الرمسيوم
تجميع أجزاء وقطع للبدء فى ترميمها بمشروع معبد الرمسيوم
 
تماثيل الأوشابتى المكتشفة داخل معبد الرمسيوم
تماثيل الأوشابتى المكتشفة داخل معبد الرمسيوم
 
جانب من الأوانى المكتشفة فى ترميمات معبد الرمسيوم
جانب من الأوانى المكتشفة فى ترميمات معبد الرمسيوم
 
جانب من القطع والأوانى المكتشفة فى معبد الرمسيوم
جانب من القطع والأوانى المكتشفة فى معبد الرمسيوم
 
خطط تطوير معبد الرمسيوم التاريخى تفتح أبواب الكنوز أمام رجال الآثار
خطط تطوير معبد الرمسيوم التاريخى تفتح أبواب الكنوز أمام رجال الآثار
 
شرح نقوش وكتابات معبد الرمسيوم للسياح
شرح نقوش وكتابات معبد الرمسيوم للسياح
 
مناقشة خطط تطوير معبد الرمسيوم بالأقصر
مناقشة خطط تطوير معبد الرمسيوم بالأقصر



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب