- 15 % فقط من المصريين في إيطاليا عمالة غير شرعية
- إطلاق أكبر مشروع لتأهيل العمالة المصرية لسوق العمل الإيطالي قبل سفرهم من القاهرة والاتحاد الأوروبى قرر تنفيذه فى إيطاليا وإسبانيا واليونان
- نقص إمدادات الغاز الروسى لأوروبا أحدث تغيرات كبيرة فى سوق العمل وشركات خفضت الإنتاج والعمالة نتيجة ارتفاع الأسعار
- العمالة الآسيوية والإفريقية أبرز المنافسين للمصريين في إيطاليا وأصحاب المهن الحرفية مثل السباكين والنجارين وصيانة الأجهزة الكهربائية الأكثر طلبا في أوروبا
فى ظل التحولات الكبرى التى يشهدها سوق العمل الأوروبي، وتزايد التحديات التي تواجه العمالة المهاجرة، تظل العمالة المصرية في إيطاليا نموذجا للصمود والنجاح، فمع وجود أكثر من نصف مليون مصرى يعملون في مختلف القطاعات، استطاعت الجالية المصرية أن تترك بصمة واضحة في سوق العمل الإيطالي، رغم الأوضاع الاقتصادية المتقلبة والسياسات المشددة تجاه الهجرة.
الدكتور عيسى إسكندر، رئيس اتحاد العمال المصريين في إيطاليا، في هذا الحوار الخاص لـ"اليوم السابع"، يكشف لنا أوضاع العمالة المصرية هناك، والتحديات التي تواجهها في ظل المتغيرات الاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتأهيل العمالة الجديدة وضمان اندماجها في السوق الأوروبي، ومبادرات تسهيل سفر العمالة المصرية بشكل قانوني، وتطوير مهاراتها لتواكب متطلبات العصر، في ظل التنافسية المتزايدة وتأثيرات الذكاء الاصطناعي على فرص العمل.
• نص الحــوار:
- كم يُقدر عدد العمالة المصرية في إيطاليا حاليا؟ وما أبرز القطاعات التي يعملون بها؟
نحن كمصرين نعتبر من أوئل العمالة الاجنبية التى جاءت إلى إيطاليا منذ السبعينات، وتعتبر الجالية المصرية هنا فى إيطاليا أكبر جالية مصرية علي مستوى أوروبا ، حيث يصل عددنا إلى نصف مليون تقريباً وذلك للقرب الجغرافي بين البلدين، كما تشتهر العمالة المصرية فى قطاعات المطاعم والفنادق والبناء والتشييد وكذلك كرواد للأعمال.
- ما تأثير التشريعات الإيطالية الجديدة الخاصة بالهجرة على أوضاع العمال المصريين؟
إيطاليا يحكمها الآن حكومة ائتلافية يمينية متشددة مع الأجانب، وضمن برنامجها الانتخابي تنظيم الهجرة الشرعية ومحاربة الهجرة غير الشرعية، وقامت ببناء مراكز إيواء في دولة ألبانيا لكى ترحل فيها الذين يأتون إيطاليا بطريقة غير شرعية، ولكن العمالة المصرية المتواجدة علي الأراضي الإيطالية تعمل طبقآ للقانون، والذى يطبق أيضاً علي الإيطاليين، وطالما العامل المصرى يعرف واجباته وحقوقه فى إيطاليا فليس هناك مشاكل عليه من القوانين الجديدة .
- ما حجم انتشار العمالة غير الشرعية بين المصريين في إيطاليا؟ وما المخاطر التي يواجهها هؤلاء العمال؟
العمالة غير الشرعية والتى استطاعت الدخول لإيطاليا بالطرق البرية أو البحرية تعادل 15% من نسبة المصريين المتواجدين، وهم لا يستطيعون العمل عن طريق عقود عمل ولكنهم يزاولون نشاطات وأعمال بدون تأمينات، وللأسف كثيرون منهم يتم استغلالهم ويحصلون على رواتب ضعيفة جدا، وبعض منهم يقعون فى مصيدة تجار المخدرات.
- من وجهة نظرك.. هل نجحت جهود الدولة المصرية فى مواجهة الهجرة غير الشرعية فى الحد من تلك المشكلة؟
نحن نثمن دور الدولة المصرية والقيادة السياسية في محاربة الهجرة غير الشرعية، وأشيد بدورها الهام فى هذا الشأن حيث أن لم تخرج مركب هجرة غير شرعية من مصر منذ أكثر من عشر سنوات.
- هل هناك خطط مستقبلية بين اتحاد العمال المصريين فى إيطاليا والحكومة المصرية لتسهيل سفر العمالة بشكل قانوني؟
اتحاد العمال المصريين فى ايطاليا تم تأسيسة فى عام 1990 وسوف نحتفل فى شهر أكتوبر القادم بمرور 35 عاما على تأسيس الاتحاد، وعندما بدء نشاطه النقابي وهو فى تواصل مستمر مع الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، ولدينا دائما علاقة قوية مع الحكومة المصرية والتى من خلالها تم تنفيذ عدة مشروعات هامة جدا، حيث قمنا بتفيد مشروع لم الشمل وذلك بدعم من وزارة الهجرة والمصريين في الخارج وكانت الوزيرة في ذلك الوقت السفيرة نبيلة مكرم، ومع وزارة القوى العاملة وكان الوزير حينها محمد سعفان.
والآن نعمل على توقيع بروتوكول تعاون بين الاتحاد وبين وزارة الشباب والرياضة، وقمت بزيارتين والتقيت الوزير الدكتور أشرف صبحى والذى رحب بتأهيل العمالة التى يحتاجها سوق العمل الايطالي فى مراكز الشباب المنتشرة فى انحاء الجمهورية، وذلك لتسهيل سفر العمالة بشكل قانونى .
- ما تفاصيل مشروع تأهيل العمالة المصرية لسوق العمل الإيطالي؟
لدينا مشروع جديد يستهدف 350 من العمالة، وسوف نقوم بتنفيذه قريبا وهو بشراكة بيننا وبين الكنفدرالية الإيطالية للمهن الحرفية والمشروعات الصغيرة CNN والمتوسطة، وهم يحتاجون إلى أيدى عاملة ماهرة في مجالات مختلفة، ومنها: النجارين والحدادين وصيانة الأجهزة الكهربائية والتكييف واللحام وغيرها من مهن حرفية، وسيتم تأهليهم فى مصر قبل سفرهم إلى إيطاليا وكذلك سيتم تدريس اللغة الايطالية لمدة 120 ساعة، وأيضا توجد نسبة 30% مخصصة للبنات فى المشروع وسيخصص لهم أعمال تناسبهم مثل: العمل فى الفنادق ومصانع الحلويات والآيس كريم والتطريز والتمريض .
وتم توقيع بروتوكول تعاون مع معهد دون بوسكو الإيطالي في مصر لكى يقوم بمهام التدريب المهنى وتم الاتفاق مع معهد دانتى اليجييرى لتدريس اللغة الايطالية، وتم عقد لقاء مع السفير الإيطالي فى مصر ميكيلي كوارونى ومع القنصل العام الإيطالي فيديريكو نوڤيللينو، وذلك بما يخص باستخراج تأشيرات العمل وقد التقينا ايضا مع نائب مساعد وزير الخارجية والمصريين فى الخارج السفير وائل بدوى والذى رحب بالمشروع اثناء اجتماعنا معه، ومن خلال مكتب الاتحاد الموجود فى المعادى سوف يتم اختيار المشاركين فى المشروع ومتابعتهم إلى أن يحصلوا علي تأشيرة العمل .
.jpeg)
الدكتور عيسى اسكندر - رئيس اتحاد العمال المصريين فى إيطاليا
- هل المشروع سيمتد لأسواق عمل بدول أخرى غير السوق الإيطالى؟
مشروعنا حاز إعجاب الاتحاد الأوروبى، وهو ممول المشروع، وقرر أن تُشارك فيه دول أخرى مع إيطاليا، وهم أسبانيا واليونان.
- هل توجد قنوات تواصل بين الاتحاد والسلطات الإيطالية لحل المشكلات التي تواجه العمالة المصرية هناك؟
اتحاد العمال المصريين في ايطاليا قام بعمل اتفاقية توئمة مع إحدى أكبر اتحادات نقابات عمال إيطاليا، وهو: الويل UIL، وبمجرد توقيع الاتفاقية، ونحن نعمل جنبا إلى جنب ونشارك فى جلسات الحكومة الإيطالية الخاصة بالعمل والعمالة ونحن علي اتصال مباشر مع وزارة العمل ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية، وهذا يساعدنا فى حل الكثير من المشاكل التي تواجه العمالة المصرية.
- كيف ترى التحولات الحالية في سوق العمل الأوروبي؟ وهل أثرت على فرص العمل المتاحة للمصريين؟
سوق العمل الاوروبي يتغير كثيرا نتيجة الأزمات الاقتصادية العالمية، والحرب الحالية بين روسيا وأوكرانيا، وانخفاض كمية الغاز نظرا لعدم وصول الغاز الروسي إلينا، والذى كانت إيطاليا تعتمد عليه وقد تأثر بشكل كبير على سوق العمل بصفة عامة، وبالتالي علي العمالة المصرية حيث ان كثير من الشركات الإيطالية لم تستطع مواجهة الاسعار المرتفعة للطاقة وأغلقت خطوط إنتاجها او قللت من نسبة الإنتاج ثم العمالة .
- مع تصاعد التوجه نحو الأتمتة والذكاء الاصطناعي، هل تتوقع أن تتراجع بعض الوظائف التقليدية التي يعمل بها المصريون في إيطاليا؟
الذكاء الصناعي بدون شك مهم جدا بالنسبة إلى إيطاليا لكى تتماشى مع الوضع الحالي، ولكن هذا سوف يُحدث مستقبلا فجوة كبيرة لأن سيكون الطلب علي الأيدي العاملة قليلا وبالتالي سوف تتراجع الوظائف التقليدية ونحن نطالب بان تكون العمالة مؤهلة لاستخدام أحدث التقنيات الحديثة لكى يتماشوا مع متطلبات سوق العمل الجديد.
- هل أثرت الأزمات الاقتصادية أو التضخم في أوروبا على رواتب العمال المصريين وفرص العمل المتاحة لهم؟
الأزمات الاقتصادية العالمية وأزمة جائحة كورونا، أثرت بشكل كبير علي التضخم في إيطاليا وبالتالي علي الراتب وعلي فرص العمل، ولكن رويدا رويدا بدء أخيرا عجل الإنتاج يرجع بشكل جيد.
.jpeg)
الدكتور عيسى اسكندر - رئيس اتحاد العمال المصريين فى إيطاليا
- هل تواجه العمالة المصرية في إيطاليا منافسة قوية من جنسيات أخرى؟
العمالة المصرية معروفة بالمهارة العالية فى مجال البيتزا وبيع الفواكه والخضراوات، وظهرت فى السنوات الأخيرة منافسة من عمالة جديدة جاءت من الهند وبنجلاديش وباكستان، ومن بعض الدول الإفريقية.
- هل تتجه بعض الشركات الأوروبية إلى تفضيل العمالة المحلية على العمالة الوافدة؟
إيطاليا مثل جميع الدول الأوروبية بلدان عجوز يحتاجون إلى أيدى عاملة من الشباب، وأيضاً لدينا مشكلة كبيرة وهى عدم الإنجاب، ولذلك إيطاليا تحتاج إلي بديل للعمالة الإيطالية العجوز وإلي شباب متزوجون ومعهم أطفال.
- كيف يمكن للعمال المصريين تطوير مهاراتهم لضمان استمرار فرصهم في سوق العمل الأوروبي؟
لابد من أن تكون العمالة المصرية مدربة وعلي دراية كاملة بسوق العمل وتطوراته المستمرة، وأن تكون لديها خبرة فى السلامة فى العمل منعا لحدوث إصابات فى مقر العمل، وهذا سيدير فى استمرار فرصتهم في سوق العمل الإيطالي والأوروبي.
- هل هناك طلب متزايد على تخصصات معينة يمكن أن يستفيد منها المصريون الراغبون في العمل بأوروبا؟
لدينا فى إيطاليا حاجة مثل كل الدول الأوروبية إلى أصحاب المهن الحرفية، مثل: السباكين والنجارين وتصليح الأحذية والكاوتش واللحام وصيانة الأجهزة الكهربائية والتكييف، لآن الآن فى أوروبا هذه المهن علي وشك الاختفاء.
- ما الإجراءات التي تنصح بها العمالة المصرية قبل السفر إلى أوروبا لضمان حصولهم على فرص عمل مستقرة؟
انصح من يرغب فى السفر، بأن يتعلم جيدا لغة البلد التى يريد السفر إليها لأن هذا سيساعده على الحصول على فرصة العمل سريعا، وأيضاً على فهم ثقافة البلد وعادتها وتقاليدها، واحترام قوانين الدولة، وأن يختار السفر بالطرق الشرعية وعدم اللجوء إلى الطرق غير القانونية.