أكرم القصاص

السيسى وماكرون .. القاهرة وباريس تفاعلات فى توقيت دقيق

الثلاثاء، 08 أبريل 2025 10:00 ص


كل خطوة من الزيارة التى قام بها الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، لمصر تحمل معنى مهما، وخطوة نحو انفتاح وتقاطع وتفاعل، تجاه الأحداث الجارية، حتى لو تجاوزنا المشهد الكبير فى الجمالية وحى الحسين، حيث اصطحب الرئيس عبدالفتاح السيسى، الضيف الفرنسى، فى جولة بحى الحسين رمز التعايش والعراقة المصرية، بعد أن زار ماكرون متحف الحضارات ثم المتحف الكبير، فى رحلة كاشفة عن إمكانية أن ينتقل السائح بين أهم المعالم السياحية فى ساعات من شرق القاهرة لغربها، ومن جنوبها لشمالها، مع حتى ترتيبات فتح الطرقات لضيف رئاسى، لكن شبكة الطرق أيضا تبقى طرفا ظاهرا فى خلفية الصورة، بل إن الصورة السيلفى لشابين مع الرئيسين تعبر عن معانى كثيرة، لهذا احتلت مكانها ضمن المواقع والوكالات، باعتبارها تعبيرا عن قيمة الزيارة والعلاقات والرسائل التى تحملها.

مع أهمية الزيارة وازدحامها بالتفاصيل السياسية والدبلوماسية الإقليمية، فإنها تحمل معنى ثقافيا لا يخفى على أحد، خاصة أن الرئيس الفرسى، إيمانويل ماكرون، كان ولا يزال يمثل طريقا لفرنسا نحو نوع من الاستقلال عن الخط الأمريكى، مع الأخذ فى الاعتبار التحالف الطبيعى بين أوروبا الغربية والولايات المتحدة، الذى يواجه تحولات مع الرئيس ترامب، وتقاطعات اقتصادية وتجارية، واختلافات تجاه الحرب فى أوكرانيا.
ماكرون كان أحد دعاة الوحدة الأوروبية والتقارب مع روسيا قبل اندلاع الحرب، وفى مناقشات قادة الدول السبع بباريس 2019، قال الرئيس الفرنسى ماكرون: «علينا أن نعيد التفكير بعلاقتنا مع روسيا.. منذ سقوط حائط برلين والعلاقة مع روسيا تقوم على عدم الثقة، وعلينا ألا ننسى أن روسيا فى أوروبا، ولا يمكننا أن نؤسس للمشروع الأوروبى للحضارة الذى نؤمن به من دون أن نعيد التفكير بعلاقتنا مع روسيا، ولا يجب أن تكون روسيا حليفا للصين، فروسيا مكانها فى أوروبا». كان هذا بالطبع قبل الحرب التى اندلعت بعد ذلك.  

الرئيس الفرنسى يسعى أيضا لإعادة بناء علاقات بلاده مع الدوائر التقليدية فى أفريقيا، وعلاقات فرنسا مع مصر لها تاريخ فى التعاون على مستويات عدة، ربما كان أبرزها مترو الأنفاق منذ المرحلة الأولى، التى افتتحت منتصف الثمانينيات وحتى المراحل الحالية، والقطارات الخفيفة وصناعات السيارات، وتوطين صناعة السيارات الفرنسية فى مصر، التى تمثل شراكة تجارية مهمة مع فرنسا، أيضا هناك التأثير الثقافى الفرنسى، وتعاون فى مجالات التعليم العالى والثقافة.

أيضا هناك التعاون فى مجال التسلح فى الطيران والبحرية والمترو والسكك الحديد، وصولا إلى طائرات الرافال، التى قال ماكرون فى تدوينته على أكس: إنها رمز التعاون المصرى الفرنسى، ودعمت مصر الثقة فى العلامة التجارية للرافال إقليميا، نفس الثقة التى تحظى بها القاهرة دائما إقليميا ودوليا كأحد أهم علامات الاستقرار، والنفوذ القائم على القوة والرشادة.

الدور المصرى فى القضية الفلسطينية وأزمة غزة يتمثل فى عقد قمة مصرية فرنسية أردنية لبحث الوضع الخطير فى القطاع، والجهود المصرية الرامية إلى وقف العدوان، واتفق الرئيسان السيسى وماكرون على أهمية استعادة الهدوء من خلال الوقف الفورى لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية، والقمة الثلاثية من أجل التوصل لحل للوضع الخطير فى غزة، وشملت زيارة ماكرون وصولا إلى نقطة لوجستية لتقديم المساعدات فى العريش والسعى لإنهاء الوضع الخطير.


مصر تسعى من خلال تقاطعات الدوائر إلى حشد جهود دولية وأوروبية لوقف الحرب، خاصة أن فرنسا طرف مهم وفاعل فى الاتحاد الأوربى، مع ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، ضمن مساعى حشد الجهود لمواجهة العدوان، وتمسك مصر بمواقفها ضد التهجير القسرى أو الطوعى، انطلاقا من خبرتها فى القضية الفلسطينية، وسعيها للدفع نحو إنهاء الحرب، والبدء فى إعادة الإعمار مع التمسك بحل الدولتين كطريق وحيد.


زيارة الرئيس ماكرون تأتى فى توقيت دقيق، وتحمل معانى مهمة، وتفاعلاتها قد تنتج مبادرات أو تحركات يمكنها مواجهة جنون الحرب وغرور القوة المجنونة من قبل المتطرفين فى إسرائيل وحلفائها.

p
 



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب