مع استعداد الأسواق المالية الأمريكية لموجة بيع محتملة أخرى، واستمرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب فى تحديه بفرض رسوم جمركية شاملة، حذّر جيمى ديمون، الرئيس التنفيذى لبنك جى بى مورجان تشيس، المستثمرين من أن الحروب التجارية قد تُهدد التحالفات الاقتصادية التى جعلت الولايات المتحدة أقوى دولة فى العالم.
ورفع جان هاتزيوس، كبير الاقتصاديين فى جولدمان ساكس، احتمالات حدوث ركود اقتصادى فى الولايات المتحدة إلى 45%. وحتى بيل أكمان، ملياردير صناديق التحوّط وأحد أكبر مؤيدى ترامب فى وول ستريت، حذّر من أن قدرة الرئيس على إدارة المعركة التجارية ستضعف إذا استمرت الأسواق فى التدهور.
وقالت صحيفة "بوليتكو" الأمريكية أن القاعدة الأساسية فى وول ستريت للرئيس دونالد ترامب كانت أنه سيُقلل من سياساته التجارية العدوانية إذا انهارت الأسواق أو بدأ الاقتصاد بالتعثر. لكن هذا لم يعد صحيحًا.
وقالت الصحيفة إن انهيار سوق الأسهم الذى أفقد وول ستريت تريليونات الدولارات من ميزانياتها العمومية وحسابات التقاعد والمعاشات التقاعدية العامة الأسبوع الماضى استمر الاثنين، حيث أدرك المستثمرون أن البيت الأبيض مُصرّ على قلب الاقتصاد العالمى رأسًا على عقب باسم العدالة. تراجعت أسهم آسيا خلال الليل.
وافتتح مؤشر S&P 500، الذى ارتفع عقب انتخاب ترامب، منخفضًا بأكثر من 20% عن أعلى مستوى قياسى سجله قبل ستة أسابيع فقط. كما أن مؤشرى ناسداك وداو جونز الصناعى، اللذين يُركزان على التكنولوجيا، مُعرّضان لخطر خسائر فادحة، وعلى عكس ما يحدث عادةً فى الأسواق، يتخلص المستثمرون أيضًا من الأصول الآمنة المعتادة مثل الدولار الأمريكى والذهب.
ويقول ترامب أن شركاء الولايات المتحدة التجاريين، وكثير منهم يحققون فوائض، يعاملون الشركات الأمريكية بشكل غير عادل من خلال الحواجز الجمركية وغير الجمركية. كما يريد الضغط على المزيد من الشركات لتصنيع منتجاتها فى الولايات المتحدة.
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تعليقا على تداعيات رسوم دونالد ترامب الجمركية على الأسواق العالمية، أن وول ستريت لم يهدأ خلال الأيام الماضية، وكان هناك الكثير من الغضب والقلق والإحباط والخوف، فى انتظار المزيد من الفوضى.
وأوضحت الصحيفة أن الغضب نابع من ما وصفته الصحيفة بفرضه المتهور والفوضوى للرسوم الجمركية، والذى أدى إلى محو تريليونات الدولارات من قيمة سوق الأسهم فى يومين.
أما القلق، فبشأن وضع قطاع الاستثمار الخاص وصناديق الاستثمار الضخمة الأخرى ذات الاستثمارات العالمية، بينما كان الإحباطٌ بين نخبة وول ستريت من عجزهم المفاجئ عن التأثير على الرئيس ومستشاريه. وخوفٌ مما قد يأتى لاحقًا.
وأشارت إلى أن صناديق التحوّط قامت بحصر خسائرها، وتفاخرت بأنها لم تخسر سوى القليل. مزق المصرفيون والمحامون جداول أعمالهم المتناثرة أصلًا لعقد الصفقات، مُعتقدين أن أى رئيس تنفيذى لن يُخاطر باندماج كبير أو طرح عام قريبًا. قامت البنوك الكبرى بمحاكاة سيناريوهات طوارئ لتخمين ما إذا كان أحد العملاء أو الآخر سيفشل فى ظل الآثار المتتالية لحرب تجارية دولية.
وفى محادثات مع صحيفة نيويورك تايمز خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال المصرفيون والمديرون التنفيذيون والتجار إنهم شعروا بذكريات الأزمة المالية العالمية 2007-2008، وهى الأزمة التى أطاحت بعدد من عمالقة وول ستريت. وبغض النظر عن ذعر السوق الوحشى، ولكنه قصير الأمد نسبيًا، والذى اندلع فى بداية جائحة فيروس كورونا، فإن سرعة انخفاض السوق الأسبوع الماضى - حيث انخفضت الأسهم بنسبة 10% فى غضون يومين فقط - لم تفوقها سوى موجات البيع التى جاءت مع انهيار ليمان براذرز فى عام 2008.
وقدّر أحد المستثمرين المغامرين، الذى تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه لم يُخطر مستثمريه رسميًا، أن محفظته الاستثمارية قد خسرت 1.5 مليار دولار. هذا إذا كان من الممكن بيع استثماراته قليلة التداول أصلًا.