أحمد التايب

زيارة ماكرون للقاهرة.. هل ستنجح في صياغة دور أوروبي جديد فى الشرق الأوسط؟

الإثنين، 07 أبريل 2025 12:26 ص


تأتى زيارة الفرنسي ماكرون إلى القاهرة فى توقيت مهم وحساس للغاية تمر به المنطقة، خاصة فيما يحدث في الشرق الأوسط وقطاع غزة على وجه الخصوص، واللافت والمقدر في نفس الوقت، أن جدول زيارة الرئيس الفرنسي يعكس عمق العلاقات وأواصر المحبة بين الشعب المصرى والفرنسى، والتي تجلت في بدء زيارته بجولة مهمة في المتحف المصرى الكبير، ثم اصطحاب الرئيس السيسى في جولة لمنطقة خان الخليلى والجمالية، حيث هتف المواطنون من المارة وأصحاب المحلات التجارية، للرئيس السيسى، والتقاط الصور التذكارية مع الرئيسين،  وكذلك الجلوس فى أحد المقاهى التاريخية، فى مشهد يؤكد عظمة مصر وتمتعها بالأمن والاستقرار، رغم محيطها الإقليمي الملتهب والمضطرب، ويعكس رسائل مهمة تمت بعبقرية حقيقية.

إضافة إلى أن هذه الزيارة تحمل أبعادًا استراتيجية تتعلق بمستقبل الحرب فى غزة، ودور أوروبا في صناعة الحل السياسي بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة أن هناك توافقا مصريا فرنسيا متناميا حول ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وبدء مرحلة إعادة الإعمار المشروطة بترتيبات سياسية وأمنية تضمن عدم الانزلاق إلى حرب جديدة، وكذلك عودة الاستقرار في منطقة البحر الأحمر وتأمين الملاحة الجوية، إضافة إلى التوافق في ملفات ليبيا وسوريا ولبنان.

لذا، كلنا أمل، أن ينتج عن زيارة الرئيس ماكرون للقاهرة توافقات مهمة من شأنها فتح الباب أمام تحول أوسع في الموقف الأوروبي من القضية الفلسطينية وقضايا الشرق الأوسط، خاصة أن الرئيس ماكرون أبدى اهتمامًا بالخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، وبدأت أصوات داخل الاتحاد الأوروبي تطالب بموقف أكثر توازنًا تجاه الصراع الفلسطينيى الإسرائيلى، وكذلك أصوات تطالب بتقليل التبعية للسياسة الأمريكية التي فشلت في فرض تهدئة دائمة حتى الآن في الشرق الأوسط.


لذلك، أعتقد، أن هذه الزيارة ستعمل على بناء مظلة دعم أوروبي واضحة للخطة المصرية بشأن إعمار غزة، وذلك من خلال  تعزيز التنسيق الفرنسي المصرى الأردني ولإقناع إسرائيل أن الحل العسكري لم يعد خيارًا مقبولًا ، إضافة إلى أنها ستعمل على تدشين توجه ينتج عنه صياغة دور أوروبي جديد في الشرق الأوسط، يعتمد على الاعتراف بدور مصر كمرجعية سياسية وإنسانية، ويساهم في عودة الاستقرار إلى المنطقة في ظل حالة الاضطراب التي قد تعصف بها.


وأخيرا.. مؤكد أن هذه زيارة الرئيس الفرنسي  للقاهرة في ظل الظروف الراهنة بمثابة فرصة واعدة على مستوى العلاقات الثنائية سياسيا واقتصاديا وثقافيا وتنمويا وتوظيفا للاستفادة من الفجوة الآخذة في الاتساع بين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة بسبب تباين المواقف في الحرب الروسية الأوكرانية وفى قضية الرسوم الجمركية..




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب