"مدينة تاريخية قديمة، من أقدم المدن التي عرفها التاريخ، إنها ليست بنت قرن من القرون، أو وليدة عصر من العصور، وإنما هي بنت الأجيال المنصرمة كلها، ورفيقة العصور الفائتة كلها، من اليوم الذي سطر التاريخ فيه صحائفه الأولى إلى يومنا هذا" بهذه الكلمات تحدث المؤرخ المقدسي عارف العارف، عن غزة، تلك البقعة الساحلية العريقة، صاحبة التاريخ والمأساة على حدًا سواء.
تتواصل المأساة الإنسانية في قطاع غزة جراء الحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر2023، وتتضاعف يوميا دون أن يصل صوت أصحاب المعاناة إلى العالم سوى ما ترصده عدسات التصوير ووسائل الإعلام وشهود عيان.
لقد تغير اسمها عبر التاريخ بتبدل الأمم التي صارعتها، فقد كان العرب ولا يزالون يطلقون عليها: "غزة"، أو "غزة هاشم" في إشارة إلى جد نبي الإسلام "هاشم بن عبد مناف" الذي توفي فيها.
تبدل اسم "غزة" بتبدل الممالك والقوى التي استولت عليها، فقد كان الكنعانيون يسمونها "هزاتي"، والعبرانيون "عزة"، والفرس "هازاتو"، وسماها المصريون القدامى "غاداتو"، وفي المعجم اليوناني "أيوني"، وعند الأتراك "غزة"، وعند الإنجليز "غازا"، وسماها العرب المسلمون "غزة" أو "غزة هاشم".
فقد ارتبط اسم "غزّة" عند العرب، باسم هاشم بن عبد مناف الذي مات فيها، وهو عائد بتجارته منها نحو مكة عام 524م، إذ كانت غزة محط رِحاله، ومأوى ضريحه، ولم يغب عن أهل غزة تقدير ذلك الشرف، والرابطة بينهم وبين قريش ومكة، حيث تأوي مدينتهم ضريح الجد الثاني للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، وسموا أكبر مساجدهم باسمه.