تحرك دبلوماسي أوسع.. قمة ثلاثية تجمع مصر وفرنسا والأردن لصياغة مبادرة سياسية لوقف الحرب على قطاع غزة وإرساء مبدأ حل الدولتين.. وسياسيون: خطوة مهمة لإعادة ترتيب أولويات المجتمع الدولي

الأحد، 06 أبريل 2025 05:30 م
تحرك دبلوماسي أوسع.. قمة ثلاثية تجمع مصر وفرنسا والأردن لصياغة مبادرة سياسية لوقف الحرب على قطاع غزة وإرساء مبدأ حل الدولتين.. وسياسيون: خطوة مهمة لإعادة ترتيب أولويات المجتمع الدولي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
كتبت: سمر سلامة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتجه أنظار العالم إلى القمة الثلاثية المرتقبة التي ستجمع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والتطورات المتلاحقة على الساحة الدولية، خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة. وتأتي هذه القمة في توقيت بالغ الأهمية، حيث تعكس تنسيقًا دبلوماسيًا عالي المستوى بين الأطراف الثلاثة، وسعيًا مشتركًا لتعزيز الاستقرار في المنطقة، والدفع نحو حلول سياسية عادلة وشاملة تحفظ الحقوق وتضع حدًا للصراعات المستمرة.

 

زيارة ماكرون للقاهرة تؤسس لتحرك دبلوماسي أوسع بشأن وقف الحرب على غزة

 

وفي هذا السياق أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة وعقد قمة ثلاثية مرتقبة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، تمثل نقلة نوعية في مسار التحركات السياسية والدبلوماسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وتعكس في الوقت ذاته حجم الثقة الدولية في الدور المصري كضامن للاستقرار في المنطقة.

 

وقال "محسب "، في بيان له، أن توقيت الزيارة بالغ الحساسية، حيث تأتي في ظل تصاعد الأوضاع في قطاع غزة، واستمرار العدوان على المدنيين، وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، مشيراً إلى أن القاهرة تتحرك على أكثر من صعيد لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات، وضمان التهدئة، وهو ما يحظي بدعم وتقدير دوليين، خاصة من دول الاتحاد الأوروبي.

 

وأضاف عضو مجلس النواب، أن الرئيس السيسي نجح خلال السنوات الأخيرة في ترسيخ مكانة مصر كفاعل إقليمي رئيسي، قادر على التفاوض والتواصل مع كافة الأطراف المعنية، موضحا أن استضافة القاهرة لقمة ثلاثية تجمع مصر وفرنسا والأردن يؤكد التنسيق العميق بين هذه الدول الثلاث في الرؤية تجاه مستقبل القضية الفلسطينية، ويعزز من إمكانية الدفع نحو مبادرة سياسية جديدة تستند إلى مبدأ حل الدولتين.

 

وأشار "محسب"، إلى أن مشاركة الرئيس الفرنسي في هذه القمة تؤكد رغبة باريس في لعب دور أكثر فاعلية في الشرق الأوسط، خاصة في ظل غياب واضح للقوى الدولية تجاه ما يحدث في غزة، موضحا أن مصر والأردن يمتلكان علاقات مباشرة ومفتوحة مع الفلسطينيين، وهو ما يجعل من هذه القمة منصة مؤثرة لصياغة رؤية عملية تضع حدا للأزمة الممتدة.

وأكد "محسب"، أن القمة الثلاثية ستكون لها انعكاسات مهمة، سواء في تحريك المياه الراكدة دبلوماسياً، أو في حشد الجهود الدولية لدعم المبادئ الأساسية التي تتبناها مصر وعلى رأسها وقف إطلاق النار فوراً، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وإطلاق عملية سياسية شاملة قائمة على احترام قرارات الشرعية الدولية.

وشدد وكيل لجنة الشئون العربية، على أن العلاقات المصرية الفرنسية تشهد تطورا كبيرا على مختلف الأصعدة، سواء في مجالات الدفاع والطاقة والاستثمار، أو في التنسيق السياسي حول قضايا المنطقة، لافتا إلى أن اللقاء المرتقب بين السيسي وماكرون سيشمل أيضاً بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ودعم المصالح المشتركة في إطار من التفاهم والاحترام المتبادل.

وثمن النائب أيمن محسب التحركات الدبلوماسية التي يقودها  الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستعادة الأمن والاستقرار، سواء على المستوى العربي أو الدولي، مؤكدا أن مصر باتت رقماً صعباً في معادلة المنطقة، ولا يمكن تجاوزها في أي حل سياسي للقضية الفلسطينية.

القمة الثلاثية خطوة مهمة لإعادة ترتيب أولويات المجتمع الدولي بشأن غزة
 

ومن جانبه قال المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر، وعقد قمة ثلاثية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، تمثل نقطة تحول مهمة في جهود احتواء الأزمة المتصاعدة في قطاع غزة، مشيراً إلى أن هذا التحرك يكتسب ثقلا خاصا بالنظر إلى الأطراف المشاركة فيه والدور المركزي الذي تلعبه القاهرة في إدارة الملف الفلسطيني.

وأوضح "الجندي"،  أن القمة تأتي في مرحلة شديدة التعقيد، إذ لم تعد الأزمة الإنسانية في غزة تحتمل المزيد من التأجيل أو التباطؤ، مضيفا أن المجتمع الدولي بدأ يدرك تدريجيا أن استمرار الصراع دون تدخل جاد يعرض المنطقة برمتها لانفجارات متتالية، وهو ما دفع فرنسا إلى تبني موقف أكثر انخراطا عبر التنسيق مع مصر والأردن.

وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن القمة الثلاثية بمثابة فرصة حقيقية لصياغة خريطة طريق مشتركة، تجمع بين الرؤية العربية والتأثير الأوروبي، للدفع باتجاه وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق عملية سياسية تضع الأسس لحل الدولتين، مؤكدا أن التحرك من القاهرة يعزز مصداقية الطرح ويمنحه شرعية أكبر على المستوى الإقليمي والدولي.

ونوه "الجندي"، بأن  مشاركة العاهل الأردني في القمة تضيف ثقلا عربيا مهما، بالنظر إلى علاقات الأردن التاريخية مع القضية الفلسطينية، ودوره في رعاية المقدسات، مما يجعل من هذه القمة نواة لتحرك عربي-أوروبي مشترك قادر على الضغط السياسي والإنساني في اتجاه التهدئة.

وأشار النائب حازم الجندي، إلى أن فرنسا رغم بعدها الجغرافي، تُدرك تماما أن أمن أوروبا يرتبط باستقرار الشرق الأوسط، وأن أي انفلات للأوضاع في غزة ستكون له تداعيات مباشرة على الأمن الإقليمي والعالمي، مشددا على أن ماكرون يراهن على دور مصر في بناء جسور الثقة بين الأطراف، وفتح آفاق لتسوية سياسية تخرج الجميع من دائرة العنف.

وشدد " الجندي"، على أن مصر تدير هذا الملف بحكمة واتزان، وتتمسك بثوابت الموقف العربي الداعم للحقوق الفلسطينية المشروعة، مؤكداً أن هذه القمة قد تكون بداية لمسار جديد يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والسياسية تجاه الشعب الفلسطيني، ويؤسس لتحرك أوسع يُعلي صوت العدالة ويوقف نزيف الدم في غزة.

وأكد النائب حازم الجندي،  أن العلاقات المصرية الفرنسية تمر بأحد أقوى مراحلها، وأن هناك توافقا استراتيجيا حول ملفات كثيرة، أبرزها مكافحة الإرهاب، ومواجهة الهجرة غير الشرعية، والتنسيق الأمني والعسكري، مشيراً إلى أن زيارة ماكرون تمثل أيضا فرصة لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتعليم والطاقة.

 

زيارة ماكرون نقلة نوعية في العلاقات المصرية الفرنسية وسط تصاعد أزمات المنطقة
 

وفي ذات الصدد ، قال اللواء الدكتور رضا فرحات،  أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر تمثل نقلة نوعية في مسار العلاقات المصرية الفرنسية، وتعكس توافقا استراتيجيا متناميا بين القاهرة وباريس بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية مشيرا إلى أن توقيت الزيارة يعكس وعيا فرنسيا بدور مصر المحوري في الشرق الأوسط وأفريقيا، خاصة في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة، والتحولات الجيوسياسية المتسارعة التي تشهدها المنطقة.

وأضاف الدكتور فرحات أن زيارة ماكرون للقاهرة تحمل دلالات سياسية وإنسانية متعددة، و تبرهن على رغبة فرنسية واضحة في تعزيز الشراكة مع مصر على مختلف المستويات، لا سيما في ظل تحديات معقدة تتطلب تنسيقا دبلوماسيا وأمنيا رفيع المستوى بين البلدين لافتا إلى أن اللقاءات المرتقبة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي ستتناول ملفات محورية، في مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية، والوضع الإنساني في قطاع غزة، والأزمات الإقليمية في ليبيا والسودان، إلى جانب قضايا مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، والتعاون الاقتصادي والثقافي.

ولفت فرحات إلى أن زيارة ماكرون لمدينة العريش وإعلانه عن إرسال مساعدات إنسانية إلى غزة تمثل بعدا إنسانيا مهما في السياسة الفرنسية، وتدل على إدراك باريس لأهمية الجهود المصرية المتواصلة في إدارة الأزمة الفلسطينية، سواء عبر المسارات السياسية والدبلوماسية، أو من خلال التحرك الإغاثي على الأرض وهذا التوجه يعكس حرص فرنسا على دعم الدور المصري كقوة إقليمية فاعلة، قادرة على التأثير الإيجابي في مسار الأزمات، و حليفة يمكن التعويل عليها في منطقة تتسم بتعدد التفاعلات الدولية وتشابك المصالح.

وأكد أستاذ العلوم السياسية أن زيارة ماكرون تمثل فرصة لتجديد الدعم الفرنسي للثوابت المصرية تجاه القضية الفلسطينية، وعلى رأسها ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل وعادل يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني كما تعكس الزيارة إيمان فرنسا بأهمية الشراكة مع مصر كنموذج ناجح للتعاون الدولي المتوازن، الذي يجمع بين حماية المصالح وتحقيق القيم الإنسانية، ويعزز من فرص الاستقرار الإقليمي والسلام المستدام في الشرق الأوسط خلال المرحلة المقبلة.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة