<< أحمد صرصور يخطب لينا قبل الحرب بيوم وينتظر 15 شهرا لإتمام زفافه
<< خطوبة تستمر لأسبوع ليعقد قران العروسان قبل تجدد القصف الإسرائيلي
<< أكثر من 540,000 امرأة في سن الإنجاب في غزة
<< ربع الولادات تتم عن طريق العمليات القيصرية بسبب عدم الحصول على الرعاية الصحية
<< شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية تقيم مخيمات للأزواج الجدد لتخفيف الأعباء عليهم
<< عريس فلسطيني يضطره للنزوح من خيمته بعد أسابيع من زفافه
<< مأذون فلسطيني: عقد قران خاطبين كانا الناجيين الوحيدين من عائلتيهما
زينة العامودي، مواطنة تعيش في شمال غزة، حضرت زفاف شقيقتها في 30 يناير الماضي، بعدما تأجل عام كامل، حيث كان من المقرر له في 23 يناير 2024، ليأتى العدوان ويهدم كل خطط العائلة لإقامة الفرح وإقامة منزل الزواج، وتظل العائلان منتظران حتى وقعت الهدنة المؤقتة لتتم إجراءات الزواج سريعا.
تواصل لم ينقطع بين العروسان رغم الحرب
هنا تؤكد زينة العامودي، لـ"اليوم السابع"، أن العائلة فكرت عدة مرات بإمكانية عقد قران شقيقتها في المنزل خلال بداية الحرب لإدخال الفرحة إلى الأسرة التي أصبحت حزينة طوال الوقت نتيجة لمشاهد الدمار والقتل التي يشاهدونها يوميا ولكن مع صعوبة الوضع وتزايد الاقتتال واقتحام القوات الإسرائيلية للعديد من المدن بريا صعب الأمور كثيرا مما جعل زفافهما مع بداية العدوان أشبه بالمستحيل، إلا أن التواصل بين العريس والعروس استمر خلال العدوان، خاصة أن كلاهما يعيشان في الشمال وكل يوم يمر يزداد الشوق إلى اليوم الذي يجمعهما مكانا واحدا سواء منزلا أو خيمة.
وتتحدث "العامودي" عن طبيعة حفل قران شقيقتها، والتي أكدت أنه كان في منزل أسرتها واقتصر على الأقارب من الدرجة الأولى فقط، ولم يكن هناك تصوير خلال الفرح نظرا لأن عائلة زوجها فقدت بعض الأحبة خلال الحرب ولذلك لم تكن هناك مشاهد صخب.
عريس يصر على إقامة حفل زفافه في قاعة أفراح
لكن على النقيض، أصر أحمد صرصور، على إقامة حفل زفافه في صالة أفراح بإحدى مدن شمال غزة، بعدما قرر مع عروسته أن يكون الزواج بعد وقف إطلاق النار مباشرة خاصة أنه تأجل لفترات عديدة نتيجة الحرب الإسرائيلية، لكنه لم يكن يعلم بعودة القصف مرة أخرى بعد أسابيع قليلة من زفافه.
خطوبة قبل الحرب بيوم والزفاف بعد وقف القتال
الملفت أن خطوبة أحمد صرصور على لينا شراب، كانت في 6 أكتوبر 2023، أي قبل الحرب بيوم واحد، ولم تستمر فرحتهما إلا لساعات قليلة، حتى اندلع طوفان الأقصى، ما لبث إلا وشن الاحتلال أطول حرب له في تاريخه على القطاع، اضطرت "صرصور" وعائلته للنزوح للجنوب بينما شريكة حياته ظلت بالشمال مع أسرتها مثلما حدث مع بعض الحالات التي تحدثنا معها خلال السطور الماضية ويظل محروما من رؤيتها على مدار سنة وثلاثة أشهر، ليكون خبر وقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي هو الأسعد في حياته، حيث سيتمكن من لقاء خطيبته لأول مرة منذ أن ودعها في حفل الخطوبة وما لبث إلا وأعلن سرعة زفافهما، إلا أن هذه الفرحة لم تدم طويلا مع عودة العدوان الإسرائيلي من جديد.
عامر أبو عمرو، الصحفي الفلسطيني وزوج شقيقة أحمد صرصور يوضح في تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أنه رغم أن أغلب الأفراح في القطاع خلال الفترة الأخيرة بدون أي أغانى وفي الخيام أو المنازل إلا أن العريس فضل أن يكون حفل زفافه في صالة أفراح ليجمع كل عائلته وكذلك كل عائلة زوجته في مكان واحد بعد أن شتتهما الاحتلال طوال فترة الحرب، مشيرا إلى أن قرر عقد قرانه على خطيبته بعد أسبوع فقط من لقائهما.
واقع أليم.. انعدام الأمن الغذائي وفقدان 80٪ من المواطنين مصادرهم للغذاء
رغم الواقع الأليم الذي يعيشه القطاع مع الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال ضد سكانه رغم وقف إطلاق النار إلا أن الإقبال على الزواج لم يتوقف، هذه الانتهاكات التي كشف عنها المكتب الإعلامى الحكومي في غزة في 17 مارس الماضي، بعد منع المساعدات وإطباق الحصار وإغلاق المعابر، حيث باتت تداعيات هذه الجريمة على المستوى الإنساني والمعيشي والصحي واضحة، وأصبح المواطنين يعيشون في أولى مراحل المجاعة، بعد انعدام الأمن الغذائي.
وأكد المكتب في بيانه، انعدام الأمن الغذائي وفقدان 80% من المواطنين مصادرهم للغذاء سواء بتوقف التكيات الخيرية أو توقف صرف المساعدات من الجهات الإغاثية لعدم توفر المواد التموينية والغذائية، وخلو الأسواق من هذه السلع، بجانب تدني كميات الخبز المتوفرة للمواطنين بعد توقف 25% من مخابز قطاع غزة عن العمل، وقرب توقف أعداد أخرى بسبب نفاد الوقود.
وأوضح أن هناك شح كبير وأزمة خانقة في مياه الاستخدام المنزلي وأزمة أكبر في مياه الشرب، بسبب منع الوقود الذي تُشغل به الآبار ومحطات التحلية، وبات 90% من سكان غزة لا يجدون مورد مياه واضطرار البلديات لتقنين تشغيل الآبار، ووقف بعض الخدمات الأخرى، حفاظا على ما هو متوفر من وقود، ولضمان إيصال المياه للمواطنين أطول فترة ممكنة، بجانب توقف برامج فتح الشوارع وإزاحة الركام ورفع النفايات في غالبية البلديات للاستفادة من كميات الوقود في تشغيل آبار المياه، ما يعني معاناة مضاعفة للمواطنين ومكاره صحية وبيئية ستترك أثرا كارثيا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة حاليا وقرب حلول فصل الصيف.
وعدد المكتب الإعلامي الحكومى الصعوبات التي يواجهها سكان غزة ومنها استخدام الحطب بدلا من غاز الطهي، مع ما يسببه ذلك من أثر صحي وبيئي خطير وازدياد الإصابات بأمراض الجهاز التنفسي، بجانب تراجع أعمال إنشاء مخيمات الإيواء الجديدة، ووقف إمداد النازحين بالخيام كمأوى مؤقت، لعدم توفر الاحتياجات اللازمة لها، وزيادة معاناة نحو 150 ألف من المرضى المزمنين والجرحى الذين لا يجدون الدواء أو المستهلكات الطبية لمداواتهم، و ظهور أعراض فقر الدم وسوء التغذية وتسجيل مئات الحالات سيما بين الأطفال وكبار السن، وتوقف شبه تام لحركة النقل والمواصلات وصعوبة تنقل المواطنين ووصولهم لقضاء مصالحهم، بما فيهم وصول المرضى أو الجرحى للمستشفيات والمراكز الطبية.
ومن الكوارث أيضا التي يتعرض لها القطاع خلال الفترة الراهنة بعد وقف القتال، انتشار البعوض والحشرات الضارة، من فوق أكوام النفايات والركام، ووجود تهديد بغرق المناطق المحيطة ببرك التجميع، بسبب ارتفاع منسوب المياه فيها، فضلا عن غرق منازل مواطنين بمياه الصرف الصحي التي طفت بسبب دمار الشبكات.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومى، أن هذه المعاناة الإنسانية الكارثية يضاف إليها مواصلة خرق وقف إطلاق النار، وارتكاب جرائم ميدانية ممنهجة ضد المدنيين العزل، بينها إعدام جيش الاحتلال ثلاثة مواطنين كانوا يجمعون الحطب شرق المحافظة الوسطى، ليرتفع عدد الشهداء منذ بدء سريان وقف إطلاق النار إلى أكثر من 155 شهيدًا، بينهم نحو 50 شهيدًا خلال الأسبوعين الماضيين.، بجانب تعمد إسرائيل تبرير جرائمها، بممارسة التضليل والكذب ونسج روايات زائفة، وكيل اتهامات كاذبة لضحايا جرائمها.
الخوف من استئناف العدوان يدفع بعض العائلات إلى تعجيل الزفاف
الحرب والخوف من إطالة أمدها من جديد دفع بعض العائلات إلى تعجيل الزفاف بعد فترة قصيرة للغاية من الخطوبة، وهو ما تشير إليه رفيدة سحويل، الفنانة التشكيلية الفلسطينية، والتي تزوجت صديقتها التي تعيش في شمال غزة بعد أسبوع واحد من خطوبتها، قائلة لـ"اليوم السابع"، إنه رغم قصر فترة الخطوبة إلا أنها وشريك حياتها قررا أن يكون عقد القران سريعا قبل تجدد القصف الإسرائيلي.
أعداد كبيرة من الشباب أقبلت بالفعل على الزواج في غزة منذ العدوان، هكذا يؤكد إكرامى سالم مدير دائرة الإعلام بوزارة الأوقاف الفلسطينية، الذي يوضح في تصريح لـ"اليوم السابع"، أن مجلس القضاء الشرعي عقد قران الكثير من الأزواج، والإحصائيات الخاصة بحفلات الزفاف ليست قليلة رغم ظروف الحرب وتداعياتها على القطاع.
معدلات زواج عديدة خلال الحرب وبعدها
كثرة عقد قران الكثير ونسب السيدات الحوامل خلال الشهور الماضية يكشف حجم إقبال الفلسطينيين على خلال العدوان، حيث إن الأرقام التي كشفها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في 7 أبريل الماضي، توضح وجود أعداد كبيرة من النساء الحوامل، حيث أقام أكثر من 540,000 امرأة في سن الإنجاب في غزة، بمعدل أكثر من 5000 ولادة تتم شهريا، كما أنه وفقا لبيانات المسح الفلسطيني متعدد المؤشرات 2019-2020 فإن حوالي ربع الولادات تتم عن طريق العمليات القيصرية بسبب عدم الحصول على الرعاية الصحية، بما في ذلك خدمات الصحة الإنجابية وإجراء العمليات دون إمدادات طبية أساسية أو تخدير خلال عام 2024، ومن دون أي رعاية ما بعد الولادة تعرضت حياة الحوامل للخطر وزادت فرص تعرضهن لمضاعفات أثناء الحمل أو الولادة، وهذا تسبب في ارتفاع في وفيات الأمهات.
وأكد المركزى للإحصاء الفلسطيني خلال تقريره، تسجيل مئات حالات الإجهاض والولادة المبكرة نتيجة الذعر والهروب القسري، في ظل المعاناة للوصول إلى المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي ومنتجات النظافة المحدودة مما يساهم في تعريض النساء والأطفال للأمراض المختلفة ويهدد حياتهم.
منظمات أهلية تقدم مساعدات للمتزوجين وتوفر خيام
المنظمات الأهلية الفلسطينية من ناحيتها تسعى لتقديم مساعدات للأزواج الجدد سواء من توفير خيام أو وصول الطرود الغذائية لهم خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع، لذلك تحاول العديد من الجمعيات الخيرية تخفيف الأعباء على الأسر الفلسطينية العامة والعرسان الجدد خاصة.
أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، يؤكد في تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن حفلات الزفاف بشكلها المعهود لا تنتشر في القطاع منذ بداية الحرب وحتى الآن، حيث لا يوجد حفلات واسعة بل تكون بسيطة للغاية ومحدودة من حيث حضور الأقارب مراعاة الظروف النفسية السيئة التي يمر بها الشعب الفلسطيني.
ويضيف "الشوا"، أنه لم يشهد حتى الآن حفلات زفاف على نطاق واسع لأن أغلب الأفراح تتم إما داخل الخيم أو المنازل المنهارة وتشهد فقط تجمع لأسرة العريس والعروس لذلك لا يلاحظها أحد من الجيران، خاصة في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان القطاع عامة والشباب بصفة خاصة الذي تدمر منزل منازلهم خلال تلك الحرب.
ويتحدث مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، عن حضوره لزفاف لأحد الشباب الفلسطيني والتي لم تشهد أي مظاهر لفرح، بل كان حفل بسيط للغاية شهد عقد القران فقط، متابعا :" هذا لا يعني أننا لا نريد الفرح ولكن هناك مراعاة بأن المنازل مدمرة وأن هناك جيران وأقارب لديهم وضع إنساني صعب وهناك أحباء استشهدوا وبالتالي لا يوجد رؤية مشاهد رقص أو أغاني صاخبة في هذا الوقت".
ويشير إلى أن المنظمات الأهلية تقدم مساعدات سواء للأزواج الجدد أو الأسر التي تعود لمنازلها في غزة أو تعيش فوق الركام، سواء من خلال توزيع الخيام أو توصيل المياه سواء مياه الشرب أو الاستخدام اليومي وإيصالها للمناطق والأحياء المختلفة كي يتمكن العرسان من العيش بشكل طبيعي ولا يفتقدون أي مقوم من مقومات الحياة وهم يستقبلون حياتهم الزوجية.
صعوبة إيجاد السكن مع هول الدمار وانهيار المباني
تظل مشكلة إيجاد سكن للعروسين من أبرز التحديات التي واجهها المقبلين على الزواج، وهو ما أشار له المكتب الإعلامي الحكومى في غزة خلال بيانه الصادر بتاريخ 17 مارس الماضي، عندما حذر من انهيار مئات المباني الآيلة للسقوط جراء قصفها أو حرقها من قبل الاحتلال خلال الحرب، بما تشكله من خطر داهم على حياة آلاف المواطنين الذين يعيشون داخلها أو في محيطها، وأبرزها انهيار مبنى في منطقة الفاخورة بمعسكر جباليا يتكون من ثلاثة طوابق.
وأكد خلال بيانه متابعة الطواقم الفنية لوزارة الأشغال العامة والإسكان والدفاع المدني، فحص المباني والأبراج المقصوفة، حيث تم تحديد 220 مبنى آيل للسقوط حتى الآن، وجرى إخلاء ساكنيها وتحذير المحيطين بها، موضحا أن استمرار الحصار ومنع إدخال المعدات والآليات الثقيلة، وتأخر عملية إعادة الإعمار، يعيق مساعي تحييد خطر هذه البنايات، ويؤخر جهود توفير المأوى البديل لساكني هذه البنايات؛ ما يضطر المواطنين للبقاء في هذه المباني، رغم كونها مهددة بالانهيار في أي لحظة.
انهيار مبنى يهدد عوائل تعيش في منازل آيلة للسقوط
نفس الأمر يذهب له المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل، الذي يؤكد أن حادثة انهيار مبنى منطقة جباليا الفاخورة فجر يوم 17 مارس الماضي والمكون من ثلاثة طوابق تهديد خطير لحياة آلاف من المواطنين يعيشون بمنازل آيله للسقوط، موضحا أن مئات المنازل في قطاع غزة مهددة بالانهيار نتيجة ما تعرضت له من قصف وحرق خلال الحرب على قطاع غزة، وآلاف العوائل تعيش في ظروف مأساوية وخطيرة ومهددة بالموت نتيجة تواجدهم في منازل آيلة للسقوط.
وبعدها بيوم وبالتحديد خلال مجزرة ليلة 18 مارس، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني بقطاع غزة محمود بصل، أن قوات الاحتلال قصفت أكثر من 100 مكانا في لحظة واحدة على مستوى القطاع، حيث تم تركيز القصف على منازل مأهولة بالسكان ومراكز إيواء وخيام نازحين، ونتج عن هذه المجازر أكثر من 400 شهيد منهم أكثر من 170 طفل وأكثر من 80 امرأه وعدد من العائلات التي مسحت من السجل المدني وقرابة 600 مصاب منهم حالات حرجة.
وأوضح أن طواقم الدفاع المدني والطواقم الطبية عملت بكامل قدراتها رغم انعدام المعدات والأدوات، والعجز عن الوصول لكافة الأماكن المستهدفة نتيجة إنعدام المعدات الثقيلة والمركبات، حيث تُعد هذه المجزرة من أبشع المجازر التي حدثت وقتل فيها هذا العدد الكبير من الشهداء في يوم واحد منذ شهر مايو الماضي لعام 2024، مطالبا بضرورة الوقوف في وجه الاحتلال وإيقاف هذه المجازر التي ترتكب بحق الأبرياء والمدنيين العزل في القطاع.
هذه المجازر بالتأكيد زادت من شعور الخوف لدى المتزوجين الجدد، خوفا من انهيار أحلامهم في استمرار هذا البيت السعيد الذي سعوه لتأسيسه من شهور، والبعض يستعد لاستقبال مولوده الأول وسط تلك المجازر التي يشهدها القطاع.
عريس فلسطيني يتزوج في خيمة إيواء بعد تدمير الاحتلال لمنزله وتجدد القتال يضطره للنزوح بعد أسابيع من زفافه
الصحفى الفلسطيني عمر عرفات، أحد عرسان قطاع غزة الذين لم يتهنون بزفافهم سوى أسابيع قليلة، حتى تجددت الحرب من جديد، استغل فترة وقف إطلاق النار الذي بدأت في 19 يناير الماضي ليعقد قرانه في منتصف فبراير الماضي، بعد أكثر من عام على الانتظار، وتحدى تدمير الاحتلال لمنزل الزوجية خلال العدوان ليقرر الزواج في إحدى خيم مراكز النزوح ليفاجئ بعودة القتال مجددا .
العريس عمر عرفات
كان عمر عرفات يمنى النفس بأن يصبح وقف الحرب دائم، وبدأ بالفعل يخطط لمستقبله بعد الزواج ويبحث إمكانية ترميم منزل الزوجية أو انتظار إعادة الإعمار حتى يجد منزلا جديدا يأوى فيه أسرته، لكن انتهى هذا الحلم بمجرد عودة القصف الإسرائيلي من جديد على القطاع.
ويقول عمر عرفات في تصريحات لـ"اليوم السابع"، إنه قرر أن يتزوج في خيمة إيواء بشرق خان يونس بعد أن دمر الاحتلال المنزل الذي كان يستعد ليعيش فيه بجانب دمار منزل عائلته، موضحا أنه يعمل مراسلا في قناة فلسطين التي تبث من الضفة الغربية مراسل.
ويضيف الصحفى الفلسطيني، أنه ظل منتظر عقد الزفاف طوال فترة الحرب وكان ينتظر بفارغ الصبر وقف القتال، لذلك قرر بعد عقد الهدنة أن يتزوج مباشرة لتستمر حياته السعيدة مع زوجته حتى عادت الحرب من جديد.
ويكشف عمر عرفات أنه اضطر خلال الأيام الراهنة للنزوح مرة أخرى هو وزوجته بعد تجدد العدوان، متابعا :"الأمور صعبة للغاية وكارثية وربنا يهون علينا ونتمنى أن تنتهى هذه الحرب على خير".
نسب الزواج زادت خلال الحرب وما بعدها ومن لم يجد منزل عاش في خيمة
حاولنا أن نقف على الجهود التي يبذلها المجلس القضاء الشرعي الفلسطيني في عقد القران في تلك الظروف الصعبة التي تحيط بغزة، وهو ما يكشفه الشيخ محمود مقاط القاضي الشرعي في القطاع، والذي يؤكد أن المقبلين على الزواج لم يكترثوا لأصوات الطائرات الحربية الإسرائيلية التي لا تغادر سماء المدينة فأقاموا الحفلات والأفراح داخل القطاع بحضور عشرات من المبتهجين والمتفائلين بمستقبلهم رغم تحديات العدوان والحصار والتي استمرت خلال فترة طويلة.
ويقول محمود مقاط في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن قاضي القضاة الفلسطينيين الدكتور محمود الهباش أصدر تعميما رقم "6" بتاريخ 8 يناير 2025 للتخفيف عن كاهل المواطنين وتضمن التعميم عدم تحصيل أي رسوم للمعاملات والحجج التي تجريها المحاكم الشرعية في المحافظات الجنوبية وكان هذا القرار له أثر كبير في الإقبال على الزواج.
وبشأن أعداد المقبلين على الزواج، يوضح أنها كانت في بداية الحرب أعداد محدودة وبعد ذلك أخذت نسبة الزواج في الازدياد للوصول إلى الأعداد التي كانت تعقد سنويا حسب أخر التصريحات الصادرة من الجهات الرسمية، لافتا إلى ضرورة التفريق بين أعداد الزواج في المناطق الوسطى والجنوبية والتي كانت مرتفعة مقارنة بمدينة غزة والشمال وذلك بسبب تصعيد الاحتلال وزيادة العمليات العسكرية بهذه المناطق والذي كان قائما خلال هذه الفترة.
"طول الحرب كانت أكبر تحدي عند الشباب للزواج والظروف القائمة هي التي فرضت عليهم الزواج"، حسبما يشرح محمود مقاط أبرز ما شجع الفلسطينيين على الزواج في تلك الفترة، لافتا إلى أن طول فترة الخطبة كانت تجبر الأهالي على إتمام الزواج خلال فترة الحرب، كما أن شكل حفلات الزفاف اختلفت خلال العدوان وبعده عن ما كان قبله، حيث اقتصرت على درجة القرابة الأولى دون إقامة أي حفلات أو مظاهر فرح.
حديث محمود مقاط عن طول الحرب وبشاعتها يتحدث عنه إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي، والذي يؤكد ارتكاب الاحتلال عشرات المجازر على مستوى القطاع من خلال القصف الجوي المكثف لمنازل المواطنين الآمنين راح ضحيتها أكثر من 400 شهيد في 18 مارس الماضي ممن وصلوا إلى المستشفيات، حيث قتل الاحتلال 174 من فئة الأطفال، و89 من فئة النساء، و32 من فئة المسنين، و109 من فئة الرجال.
وأوضح أن هذا يعني أن نسبة الضحايا الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات من فئات (الأطفال والنساء والمسنين بلغ 73% من إجمالي عدد الشهداء الذين ارتقوا) وهذا يؤكد أن الاحتلال لديه النية المبيتة لاستكمال جريمة الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة.
ونعود للشيخ محمود مقاط، وبخصوص أماكن السكن التي كانت تتوفر خلال الحرب للمتزوجين، يوضح أن من كان له منزل أو لعائلته خلال الحرب كان يعيش فيه أما بخصوص النازحين كانوا يتزوجون في خيمة حسب المتوفر في هذه الحالة غير العادية خلال الحرب والمحظوظ من يجد له فصل مدرسي يأويه لإتمام مراسم الزواج .
وحول أكثر ما استوقفه خلال عقد قران المتزوجين خلال فترة الحرب وما بعدها، يقول الشيخ محمود مقاط: "استوقفني العديد من المشاهد المؤلمة خلال إجراء عقود الزواج خلال فترة الحرب ولكن من أشدها ألما كان الخاطبين الناجين الوحيدين من عائلتيهما".
عريس الجنة.. استشهاد شاب فلسطيني جراء قـصف الاحتلال بعد 24 ساعة من عقد قرانه
انتظر محمود الشوبكى 15 شهرا من أجل لقاء حبيبته تحت سقف واحد، خطبها قبل بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، وظل محروما من رؤيتها طيلة فترة الحرب حتى جاء وقف إطلاق النار، فبدأت عائلته مع عائلته خطيبته الترتيب لحفل الزفاف ليقررا أن يكون عقد القران في 18 مارس الماضي.
عريس الجنة محمود أحمد الشوبكى
ظل محمود – الشاب العشريني - ينتظر هذا التاريخ بفارغ الصبر، كان يمنى النفس أن يحمل ابنه أو ابنته على يديه ويكبر في أذنها، كان يحلم يوميا بأن يجد أولاده يلعبون أمامه، أقصى أمانيه أن يمع كلمة بابا، في كل لحظة كان يتمنى أن يأتي اليوم الذي يجمع شمله مع حبيبة عمره وشريكة حياته ويجمعهما خيمة واحدة بعد أن دمر الاحتلال منزل العائلة، لم يكن يعلم أنه بعد عقد قرانه بـ24 ساعة فقط سيتجدد العدوان وسيكون هو أحد ضحايا ليسقط شهيدا إثر غارة إسرائيلية على شمال القطاع في 19 مارس، بحسب ما يؤكد الشيخ محمود مقاط لـ"اليوم السابع".
غارة إسرائيلية هدمت حلم عمر محمود أحمد الشوبكي، فلم يعش مع عروسته سوى 24 ساعة فقط، ليزف عريسا في الجنة، ويترك زوجته وحيدة، ويهدم الاحتلال سعادة عائلة بهذا الزفاف وأسرة كانا يسعيان لتكوينها في المستقبل، إلا أن هذه الواقعة المؤسفة تأتى ضمن آلاف القصص المأساوية التي يعيشها سكان القطاع يوميا بعد تجدد القصف.