الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.. كيف انتهت؟

الأحد، 06 أبريل 2025 09:00 م
الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.. كيف انتهت؟ رواندا
كتب محمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على غرار الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الحر، منتهكين جميع الحقوق الإنسانية والسياسية والدولية، حدثت إبادة جماعية أخرى شهدتها دولة رواندا من قبل، ففي مثل هذا اليوم 6 أبريل من عام 1994، وتحديدًا في الساعة الثامنة والنصف مساءً، سقطت طائرة بصاروخ أرض جو فوق العاصمة الرواندية كيغالي، ولقى جميع من كانوا على متنها حتفهم، ومن بينهم الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا، وهو من الهوتو وكان يدير نظامًا شموليا في رواندا منذ عام 1973، وكان قد استبعد جميع التوتسي من المشاركة، وتغير ذلك الوضع في الثالث من أغسطس عام 1993، عندما وقع هابياريمانا على اتفاقيات أروشا، التي أضعفت قبضة الهوتو على رواندا وسمح للتوتسي بالمشاركة في الحكومة، الأمر الذي أزعج المتطرفين الهوتو إلى حد كبير.

بعد الحادث لم يتنظر متطرفو الهوتو معرفة المسئول الحقيقي عن الاغتيال، فقبل التحقيق في الأمر وفي غضون 24 ساعة فقط كانوا قد استولوا على الحكومة وبدأوا في مذبحة جماعية، وقد بدأت عمليات القتل في العاصمة الرواندية كيجالي، وكان تنفيذ معظم عمليات القتل بالمناجل أو الهراوات أو السكاكين، وعلى مدى الأيام والأسابيع القليلة التالية، أقيمت حواجز على الطرق في جميع أنحاء رواندا.

في 7 أبريل، بدأ المتطرفون الهوتو تطهير الحكومة من خصومهم السياسيين، مما يعني مقتل المعتدلين من التوتسي والهوتو، وشمل ذلك رئيس الوزراء، وعندما حاول عشرة من قوات حفظ السلام البلجيكية التابعة للأمم المتحدة حماية رئيس الوزراء، قُتلوا هم أيضًا، وقد دفع هذا بلجيكا إلى البدء في سحب قواتها من رواندا.

وفي الأيام والأسابيع القليلة التالية، انتشر العنف بصورة أوسع حيث تم قتل الرجال والنساء والأطفال، وبما أن الرصاص كان باهظ الثمن، قُتل معظم التوتسي بالأسلحة اليدوية، غالبًا بالمناجل وكثيرون تعرضوا للتعذيب قبل قتلهم، كما تم منح بعض الضحايا خيار دفع ثمن الرصاصة حتى يموتوا بشكل أسرع.

وخلال أعمال العنف أيضًا، تم اغتصاب الآلاف من نساء التوتسي، وتعرضت بعضهن للاغتصاب ومن ثم القتل، بينما استُعبدت أخريات تعرضن للعنف الجنسي لأسابيع، كما تعرضت بعض النساء والفتيات من التوتسي للتعذيب قبل قتلهن.
حاول الآلاف من التوتسي الهروب من المذبحة بالاختباء في الكنائس والمستشفيات والمدارس والمكاتب الحكومية، هذه الأماكن، التي كانت تاريخياً أماكن للجوء، تحولت إلى أماكن للقتل الجماعي خلال الإبادة الجماعية في رواندا.
ولزيادة تدهور التوتسي، لم يسمح المتطرفون الهوتو بدفن موتى التوتسي. وتُركت جثثهم حيث تم ذبحهم، وتعرضت للعوامل الجوية، وأكلتها الفئران والكلاب.

وفي منتصف يوليو 1994، عندما سيطرت الجبهة الوطنية الرواندية بشكل كامل، توقفت الإبادة الجماعية أخيرًا.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة