خالد دومة يكتب: قوة الإعلام

السبت، 05 أبريل 2025 11:45 م
خالد دومة يكتب: قوة الإعلام خالد دومة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

للإعلام قوة لا يُستهان بها في عصرنا الحاضر، بل الإعلام هو في الحقيقة الذي يوجه حركة التاريخ، الذي نعيشه، وفي الإمكان أن يقلب القضايا، وأن يحول الحق باطل، والباطل حق، ويلبسه زي الحكمة والتعقل، فمن ملك زمامه، فهو لا محالة منتصر في معاركه وحروبه، فهو الذي يوجه الرأي العام، إلى ما يريده ويرغبه، وله التأثير الأكبر في كل مجال وحركة، سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو إقتصادية أو ثقافية، فماذا نحن فاعلون تجاهه؟ وماذا قدمنا له من خطط ودراسات؟ يستحقها منا، فنحن الأن مغلبون في ساحته، بما نقدم وبإستهانتنا لدوره، بل نحن نستخدمه الأستخدام الذي يضرنا، عن وعي أو عن غير وعي، فقضايانا نعالجها بعشوائية، وقد نسيء إليها عندما نقدمها بصورة غير سليمة، ولا نعطيه من الاهتمام ما يستحق، فهناك مشكلات، تقف عائق تجعلنا نحجم، ولا نقف منها موقف الذي يريد حلها، والتغلب عليها، وتوطيد سبل تخطيها، وأولها مصارحة أنفسنا بتخلفه وجموده، فالإعلام يرتبط بكل مناحي الحياة، ولا مناص من الاعتماد عليه في نشر الثقافة، والتغيرات السياسية والاجتماعية، وأن يكون له اليد الطوال في حركته وتطوره، وأن يكون للدولة دور كبير في تنميته، فمؤساسات الدولة كثيرة ومتنوعة؛ لتساهم بدورها فيه، من خلال الصحف، والقنوات الفضائية، والإذاعة والمسرح والموسيقى والسينما والدراما، وإنتاج أعمال تساهم في ترسيخ القيم الاخلاقية، ونبذ التعصب، والتشجيع على العمل والبناء.

فلا شيء أشد تاثيرا من الإعلام في السيطرة على البيئة، وتوجيه نشاطه إلى نفع المجتمع، فالإعلام سلاح ذو حدين، قد يساعد في إنهيار المجتمع، وهدم الأسس التي بُنى عليها، أو يساعد في البناء الصحيح، وتشييد بيئة صالحة، ومجتمع قوي ثقافيا واجتماعيا وساسيا واقصاديا، فهو يوقظ الوعي عند الجماهير، ويحدد المشكلات، ويعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها .....فإنتشار ثقافة العنف في الدراما، لم تساهم في الحد منه، إنما كانت النتيجة عكسية، فأفرزت لنا جيل، يقتدي به، وأظن أنه لولاه، لما تفتحت أعين النشأ علي أساليب، لم يكن ليعرفها لولا أن شاهدها على شاشات التلفاز، وأعطت لهم صور جديدة مبتكرة، في سلوك طريق الفساد، وأهدرت طاقاته الجسدية والروحية في العمل على إعتناقها، والتشبث بها، فما معنى أن يكون الإنسان بلطجي وجدع، لص لا يسرق إلا الإغنياء مثلا، ويساهم في بناء مدرسة أو جامع، إنها أشياء لا تعني سوى خلل في تركيب الإنسان النفسي والشعوري أو هي أشبه بأمراض تحتاج إلى العلاج، الذي يعيد إليها إتزانها وسلوكها السوي، إن الإعلام الموجه إلى المجتمع والناس، يحتاج إلى وقفة صحيحة، ونية صادقة، في الوقوف على المنهج الصحيح، الذي يأتي بثمرته الناضجة في المعالجة ..فما نراه ونشاهده ونستمع إليه، يتعارض مع قيمنا الدينية والأخلاقية، التي يمليها علينا، فمحاربة الفساد الأخلاقي والديني، بالحض على القيم النابعة منهما، وما تدعوا إليه، ويحتاج إلى من تكل إليه هذه الأمور، ممن يعلمها علما جيدا.

فالكتابة للسينما أو التليفزيون أو الإذاعة تحتاج إلى الدراية والدربة، ودراسة متانية، حتى يكون إخراجها للناس، على مستوى راقي تؤدي مهمتها في البناء المجتمعي، والتطور الفكري والثقافي للجمهور، ويكتسب وعيا يساعده على التمييز بين ما هو صحيح، وما هو فاسد، وليس أقدر من هذه الوسائل في الوصول للأهداف، التي ينشدها كل صاحب ضمير يقظ، يحب بلاده، ويتمنى لها الخير، ولأهلها المكانة الرفيعة.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة