تمر، اليوم، ذكرى ميلاد الأديب الكبير يحيى الطاهر عبد الله، إذ ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1938م، وهو أحد أبرز الأصوات الأدبية التى أنجبها صعيد مصر، والذى حمل فى نصوصه نكهة الجنوب وسحر الحكاية الشعبية، ليصنع منها أدبًا خاصًا به، مشبعًا بالمشاعر والبساطة والصدق.
ولد يحيى الطاهر عبد الله فى قرية الكرنك بمحافظة الأقصر، وكان الثانى بين ثمانية أبناء، وتلقى تعليمه فى قريته حتى حصل على دبلوم الزراعة المتوسطة، وعمل لفترة قصيرة فى وزارة الزراعة، قبل أن يتجه نحو قنا عام 1959، حيث تعرف إلى الشاعرين الكبيرين عبد الرحمن الأبنودي وأمل دنقل، لتبدأ هناك صداقتهما الطويلة والمثمرة.
فى عام 1961 كتب أولى قصصه "محبوب الشمس"، وتلتها "حبل الشاي الأخضر"، ثم مجموعة "ثلاث شجيرات تثمر برتقالًا"، وهي التي أسست لمكانته ككاتب قصة قصيرة من طراز خاص.
كان للقائه بالأديب يوسف إدريس أثر كبير، إذ قدمه إلى مجلة "الكاتب" وفتح له باب النشر، ووصفه الكاتب الكبير يوسف إدريس بأنه "النجم الذي هوى"، في مقالة رثائية كتبها بعد رحيله المفاجئ، تعبيرًا عن تقديره لموهبته المتفردة ومسيرته القصيرة الحافلة.
كما دعمه الناقد عبد الفتاح الجمل في الملحق الأدبي لجريدة "المساء"، وبدأت شهرته تتسع، خاصة مع انتقاله إلى القاهرة عام 1964، حيث شارك في مشهد ثقافي نشط، وكتب أيضًا لمجلة الأطفال "سمير".
تزوج يحيى الطاهر من أخت الناقد عبد المنعم تليمة، وأنجب ثلاث أبناء "أسماء، هالة، ومحمد" الذي توفي صغيرًا، وتعمل ابنته أسماء حاليًا أستاذًا للمسرح بكلية الآداب بجامعة حلوان.
ترك يحيى الطاهر عبد الله إرثًا إبداعيًا يتميز بالروح الشفاهية وأسلوب الحكي الشعبي، فكتب "الطوق والأسورة" التي تحولت إلى فيلم شهير، "أنا وهي وزهور العالم"، "الحقائق القديمة صالحة لإثارة الدهشة"، "حكايات للأمير حتى ينام"، "الرقصة المباحة" والتى نشرت بعد وفاته، وقد صدرت أعماله الكاملة عن دار المستقبل العربي عام 1983، وأعيد طبعها عام 1993.
رحل يحيى الطاهر عبد الله في حادث سيارة يوم 9 أبريل 1981، على طريق القاهرة - الواحات، ودفن في قريته بالأقصر، لكنه ظل حيًا بنصوصه التي تدرس وتترجم إلى عدة لغات منها الإنجليزية، الألمانية، الإيطالية والبولندية.