أكرم القصاص

مصر وحروبها ضد التهجير ومناورات تجار الحرب

الخميس، 03 أبريل 2025 10:00 ص


منذ بداية الحرب فى غزة كان واضحا أن الصراع هو بين تيارين الأول تجار الحرب داخل إسرائيل والإقليم، ومعسكر السلام القائم على العدل، والذى تقوده مصر من زاوية استراتيجية، وتجربة وخبرة مع كل الأطراف إقليميا ودوليا.


خاضت مصر ولا تزال حروبا داخل هذه الحرب فى مواجهة أكاذيب الاحتلال، ومزايدات أطراف ومنصات إقليمية تمول تجار الحرب ومخططات التهجير مباشرة أو من خلال وكلاء.


ومن هنا يمكن تفهم الحملات التى واجهتها مصر طوال أكثر من 16 شهرا، كانت كافية لكشف نيات وتوجهات كل طرف من الأطراف التى تساقطت أمام الإرادة والتحرك المصرى الحاسم فى مواجهة المناورات.


طوال شهور الحرب بقيت مصر وقيادتها وقواتها المسلحة، قادرة على اتخاذ مواقفها ضد مخططات التهجير التى أطلقها الاحتلال فيما بدا أنه ينتظر 7 أكتوبر وعملية طوفان الأقصى، التى اتخذها نتنياهو والتيار المتطرف داخل إسرائيل ذريعة لبدء حرب دمار شامل هدفها الإبادة وجعل غزة غير قابلة للحياة، وتم تدمير أغلب المبانى والمستشفيات والبنى التحتية.


وعلى مدار شهور الحرب، واجهت مصر حروبا وأكاذيب، من الاحتلال المتطرف، مسنودا من قنوات التمويل الصهيونى فى الخارج، والتى كانت تحارب مصر فى نفس جبهة إسرائيل، وبهدف تمرير مخطط التهجير، والمفارقة أن بعض مواطنينا - بسذاجة أو تبعية - وقعوا فى فخ الدعاية وتجار الحرب كانوا يرددون مزاعم إسرائيل ويدعمون خطتها، ويدعون مصر لفتح المعابر حتى يخرج الفلسطينيون من غزة، كان الادعاء إنسانيا، بينما الهدف إسرائيليا، وصمدت مصر على كل الجبهات، وشنت حروبها بكل احتراف، لم تتورط فى حرب كانت فخا أطاح بكل من تورط فيها، وتجارة لهؤلاء الذين يبيعون النضال ويتاجرون بالقضايا وما زالوا.


وبقى موقف مصر واضحا وحاسما مسنودا بالحق، وبالقوة العاقلة التى صمدت فى مواجهة الكثير من الفخاخ، فى حرب أطاحت بكل من أصابه غرور القوة، وتكشفت تفاصيل تحالف تجار الحرب من خلال قضايا الفساد التى وصلت إلى مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لتمويل حملات ضد مصر فى منصات ممولة تتبع تنظيم الإرهاب الدولى، بهدف تشويه الدور المصرى، مقابل التغطية على أطراف تلعب مع الجميع ضمن تجارة الحرب، ومن هنا يمكن تفهم حملات الأكاذيب التى شنها نتنياهو ضد مصر مباشرة أو من خلال منصات التحريض، ووصلت إلى حد التلويح باغتيال أو غيره وهى أكاذيب تصدت لها مصر ببراعة وواجهت المناورات بالمزيد من المواجهة الفعالة، بينما تساقطت تنظيمات وقوى اندفعت من دون إدراك لحجم التحولات التى يفرضها شكل المواجهة طوال الشهور الماضية، ولا تزال تمثل تحديا مختلفا فى الشكل والمضمون.


واجهت مصر حروبا  فى مواجهة مخططات الاحتلال وحلفائه وتداخلات وتقاطعات إقليمية، ومناورات أطراف تستغل القضية الفلسطينية ضمن تجارة النفوذ أو ألاعيب الصفقات، بينما مصر تمسكت بمواقف ثابتة ترفض التهجير بكل صوره، أو الإدارة وتدعم فى الوقت نفسه جهود المصالحة بهدف تفويت الفرصة على أطراف تتربح من الانقسام، وفى نفس الوقت رفضت مصر التلويح أو التهديد وقدمت البديل الوحيد للتهجير بالإعمار فى وجود سكان غزة مع التمسك بمسار حل الدولتين، والذى ينتهى بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية باعتبار هذا هو الحل والمسار الذى يضمن الاستقرار.


وأعلنت مصر دائما أن الحقوق الفلسطينية غير قابلة للتصرف، وحذرت من التهجير واعتبرته «جريمة»، يمكن أن تثير صراعا لا يتوقف، وكارثة، كان الموقف المصرى ثابتا منذ البداية يقوم على قراءة وتفهم لكل المواقف والزوايا، من واقع خبرة بكل الأطراف خاصة تجار الحرب داخل إسرائيل وفى الإقليم، وبقى الموقف المصرى رسميا وشعبيا يعبر عن موقف حاسم ينطلق من فهم ومسؤولية تجاه فلسطين وشعبها، بعيدا عن أى أهداف غير الصالح الفلسطينى، فى المقابل انكشفت كل الأطراف التى سعت لتوظيف القضية الفسطينية ضمن صفقات إقليمية ومقايضات دولية، ضمن تجار الحرب داخل الصف وخارجه.


وتواصل مصر بشكل واضح، تحركاتها فى مواجهة تجار الحرب داخل إسرائيل، بقيادة نتنياهو وتحالف اليمين المتطرف، مستغلا ضوء أخضر أمريكى، مصر تسعى لاستعادة اتفاق وقف إطلاق النار الذى خرقه الاحتلال ، والبدء فى خطة الإعمار، وإنهاء مخطط التهجير، الذى يبدو الآن أنه الهدف إلى اتفق عليه تجار الحرب داخل وخارج إسرائيل.

p
 



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب