أصول السيرك بدأت في مصر منذ عام 2500 قبل الميلاد.. الفنانون المتجولون بأوروبا وأفريقيا وآسيا هم الأصل.. عروض النمور ظهرت لأول مرة بألمانيا عام 1831.. الألعاب تطورت من العروض التقليدية للفنون البهلوانية

الخميس، 03 أبريل 2025 07:00 م
أصول السيرك بدأت في مصر منذ عام 2500 قبل الميلاد.. الفنانون المتجولون بأوروبا وأفريقيا وآسيا هم الأصل.. عروض النمور ظهرت لأول مرة بألمانيا عام 1831.. الألعاب تطورت من العروض التقليدية للفنون البهلوانية السيرك

كتبت بسنت جميل

تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى، "فيديو" مخيف لنمر يهاجم أحد العاملين فى سيرك مقام بمدينة طنطا بمحافظة الغربية أثناء عرض أمام الجمهور، وتمت السيطرة على الأسد بشكل فورى، وتصدر الفيديو مؤشرات البحث على الانترنت، وفى خلال السطور التالية سوف نستعرض ما تريد معرفته عن السيرك وبدايته فى العالم وأهم العروض الفنية التي تقدم بداخله.

يعود أصل السيرك إلى زمن قريب نسبيًا، لكن بعض عناصره يمكن إرجاعها إلى روما القديمة، تعود كلمة السيرك إلى الكلمة اللاتينية التي تعني دائرة، والتي كانت تستخدم للإشارة إلى ساحات مخصصة لمباريات المصارعة، وسباقات العربات، وذبح الحيوانات، والمعارك الوهمية، وغيرها من رياضات الدم.

في أماكن أخرى، مارست الشعوب القديمة عروضًا مختلفة ترتبط بالسيرك الحديث، وربما تعود الألعاب البهلوانية، وعروض التوازن، والشعوذة إلى بداية وجود الإنسان نفسه، تشير السجلات إلى أن هذه الفنون كانت تمارس في مصر منذ عام 2500 قبل الميلاد، كما مارس الإغريق الرقص على الحبال، وانخرطت الحضارات الأفريقية المبكرة في  السيريكاسي، وهو مزيج من الرقصات الشعبية والألعاب البهلوانية. كذلك، مارس الصينيون القدماء الألعاب البهلوانية وعرضوها أمام أفراد البلاط الإمبراطوري، أما المهرجون، فقد وجدوا في كل فترة وحضارة تقريبًا، سواء كشخصيات في المسرحيات الهزلية أو كمؤدين مستقلين.

شكل لصورة السيرك
شكل لصورة السيرك

 

على مدى قرون، لم تكن هناك محاولات لتنظيم هذه العروض في شكل ترفيهي مميز، بل كان الفنانون المتجولون ، سواء أفرادًا أو فرقًا صغيرة يجوبون أوروبا وأفريقيا وآسيا، مقدمين عروضهم أينما اجتمع الناس، سواء في قاعات النبلاء، أو الاحتفالات المجتمعية، أو الأسواق، في القرن التاسع، يقال إن الملك ألفريد العظيم، ملك إنجلترا، كان يستمتع بعروض الوحوش البرية، بينما جلب ويليام الفاتح في القرن الحادي عشر فرقًا فنية من فرنسا تضم راقصي الحبال، والبهلوانات، ومؤدي الحركات البهلوانية.

لعبت المعارض دورًا مهمًا في تطوير التجارة في جميع أنحاء أوروبا من القرن السابع وحتى أواخر العصور الوسطى، حيث أصبحت وسيلة منتظمة لتبادل السلع. ومع مرور الوقت، تحولت المعارض إلى أماكن للترفيه أكثر منها أسواقًا تجارية، حيث تضمنت عروضًا للألعاب البهلوانية، والمهارات، والحيوانات المدربة، وغيرها من الفنون التي ارتبطت لاحقًا بالسيرك، ومع ذلك، بحلول أواخر القرن الثامن عشر، بدأ يُنظر إليها على أنها أنشطة غير مرغوب فيها، إذ أصبحت أماكن تجمع للنشالين واللصوص والمتشردين.

نشأ السيرك الحديث في إنجلترا عام 1768، عندما اكتشف فيليب أستلي، وهو رقيب سابق تحول إلى فارس ماهر، أن الجري في دائرة أثناء الوقوف على ظهر الحصان يساعده على الحفاظ على توازنه بفضل تأثير القوى الطاردة المركزية، وعلى الرغم من أن فكرة الحلبة الدائرية لم تكن جديدة تمامًا، إلا أن أستلي أجرى تجارب لتحديد الحجم الأمثل لها لضمان سلامة الفارس وتحسين رؤية الجمهور. كانت أول حلبة له بقطر 62 قدمًا (19 مترًا)، ثم استقر لاحقًا على المعيار الأكثر استخدامًا اليوم، وهو 42 قدمًا (13 مترًا)، وفقا لما ذكره موقع britannica.

بداية السيرك
بداية السيرك

في البداية، اقتصرت عروض أستلي على ركوب الخيل الاستعراضي، لكنه في عام 1770 استأجر مهرجا يدعى "السيد ميريمان" ، إلى جانب موسيقيين وفنانين آخرين، لتقديم عروض متنوعة تجذب الجمهور. بفضل هذه الابتكارات، ينسب إليه الفضل في تطوير السيرك الحديث، لاحقًا، بنى أستلي سقفًا فوق حلبته وأضاف مسرحًا للعروض الدرامية، مما ساعد في ترسيخ شكل السيرك كما نعرفه اليوم.

بدأ إدخال الحيوانات البرية إلى السيرك حوالي عام 1831، عندما دخل المدرب الفرنسي هنري مارتن قفصًا مع نمر أثناء عرض في ألمانيا، تبعه المدرب الأمريكي إسحاق فان أمبورغ، الذي يُقال إنه كان أول رجل يضع رأسه داخل فم الأسد، وعندما نقل عروضه إلى إنجلترا عام 1838، أثار إعجاب الملكة فيكتوريا الشابة لدرجة أنها كلفت الفنان السير إدوين لاندسير برسم صورة له مع قططه الكبيرة".

إلى جانب عروض السيرك، كان كل من مارتن وفان أمبورغ يقدمان عروضًا في المسارح العادية، حيث ظهرا مع حيواناتهما في مسرحيات ميلودرامية مثل حيدر علي (المعروف أيضًا باسم أسود ميسور) ومروض بومباي الوحشي. كما تضمنت مسرحيات أخرى في ذلك العصر عروضا لأفيال، ودببة، وقرود، وخيول، حيث لعبت هذه الحيوانات أدوارًا رئيسية في العروض المسرحية والسيركية على حد سواء.

في الولايات المتحدة، كانت الفيلة تعتبر عنصرًا أساسيًا في السيرك، كما قال منظم العروض الشهير بي. تي. بارنوم ذات مرة: الفيلة والمهرجون هما الأوتاد التي يعلّق عليها السيرك،  بدأ استخدام الفيلة في العروض منذ أوائل القرن التاسع عشر في سيرك أستلي، لكن بحلول مطلع القرن العشرين، وصل عدد الفيلة في بعض عروض السيرك الأمريكي، خاصة في العروض ثلاثية الحلقات، إلى 40 فيلًا أو أكثر، مما عزز مكانتها كأحد أبرز رموز السيرك.

 
ملصق السيرك
ملصق السيرك

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب