عيد القيامة وشم النسيم.. تاريخ عريق يمتد من الفراعنة إلى اليوم.. السر وراء ارتباط العيدين وتأثير الحساب الفلكي وتغير المواعيد سنويًا.. سبب اختلاف الاحتفال بين الطوائف المسيحية.. وهذا موعدهما فى عام 2025

الخميس، 03 أبريل 2025 02:00 م
عيد القيامة وشم النسيم.. تاريخ عريق يمتد من الفراعنة إلى اليوم.. السر وراء ارتباط العيدين وتأثير الحساب الفلكي وتغير المواعيد سنويًا.. سبب اختلاف الاحتفال بين الطوائف المسيحية.. وهذا موعدهما فى عام 2025 احتفال المصريون القدماء بعيد شم النسيم
كتبت – بتول عصام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعد عيد شم النسيم من أقدم الأعياد المصرية التي تعود جذورها إلى الحضارة الفرعونية، حيث احتفل به المصريون القدماء في بداية فصل الربيع، وعلى الرغم من كونه عيدًا ذا طابع مصري خالص، إلا أنه ارتبط بشكل وثيق بعيد القيامة المسيحي، ما أدى إلى تغير موعده سنويًا وفقًا لحسابات فلكية معقدة.

أصل تسمية عيد شم النسيم

يظن الكثيرون أن اسم "شم النسيم" يشير إلى استنشاق الهواء النقي، إلا أن التسمية الحقيقية تعود إلى اللغة القبطية المصرية القديمة. فكلمة "شوم" تعني "بستان"، و"نيسيم" تعني "الزروع"، وعند دمجهما تصبح "شوم إن نيسيم"، أي "بستان الزروع"، ومع مرور الزمن تحولت الكلمة إلى "شم النسيم".

ارتباط شم النسيم بعيد القيامة

بعد انتشار المسيحية في مصر بحلول القرن الرابع الميلادي، واجه الأقباط مشكلة في الاحتفال بعيد شم النسيم، لأنه غالبًا ما كان يتزامن مع الصوم الكبير، وهو فترة من النسك والصلاة والتقشف تشمل الامتناع عن الأطعمة الحيوانية. وبما أن الاحتفال بشم النسيم كان يتميز بالأطعمة والمظاهر الاحتفالية، قرر الأقباط تأجيله إلى اليوم التالي لعيد القيامة، بحيث يمكن الاحتفال به بعد انتهاء فترة الصيام والقيود الغذائية، ومنذ ذلك الحين، أصبح شم النسيم يُحتفل به يوم الاثنين الذي يلي أحد القيامة مباشرة.

تغير موعد العيدين كل عام

يُحدد موعد عيد القيامة وفقًا لحسابات فلكية تُعرف باسم "حساب الأبقطي"، الذي يعتمد على دورة القمر والاعتدال الربيعي (21 مارس). وقد وضع هذا الحساب الفلكي العالم المصري بطليموس الفرماوي في القرن الثالث الميلادي خلال عهد البابا ديميتريوس الكرام، وتم اعتماده رسميًا من قبل جميع الكنائس المسيحية حتى القرن السادس عشر.
يعتمد هذا الحساب على ثلاثة شروط رئيسية لتحديد موعد الاحتفال بعيد القيامة:
- أن يكون الاحتفال يوم أحد، لأنه اليوم الذي قام فيه المسيح من بين الأموات.
- أن يأتي بعد الاعتدال الربيعي لضمان توافقه مع فصل الربيع.
- أن يكون بعد الفصح اليهودي، لأن قيامة المسيح حدثت بعد فصح اليهود بحسب الأناجيل.
ونظرًا لأن الفصح اليهودي يُحدد وفق التقويم القمري، فإن موعد عيد القيامة يتغير سنويًا، ويقع دائمًا بين 4 أبريل و8 مايو، وبالتالي يتغير أيضًا موعد شم النسيم تبعًا له.

سبب اختلاف موعد عيد القيامة بين الطوائف المسيحية

ظل موعد الاحتفال بعيد القيامة موحدًا بين جميع الكنائس حتى عام 1582م، عندما أدخل البابا غريغوريوس الثالث بابا روما عشر تعديلات على التقويم الميلادي عُرفت بـ"التقويم الغريغوري"، حيث قررت الكنائس الكاثوليكية الاحتفال بعيد القيامة بعد أول اكتمال للقمر يلي الاعتدال الربيعي، دون الالتزام بالفصح اليهودي، أدى هذا التغيير إلى اختلاف المواعيد بين الكنائس الغربية (الكاثوليكية والبروتستانتية) والكنائس الشرقية (الأرثوذكسية)، حيث يحتفل الغربيون أحيانًا بعيد القيامة في نفس يوم الشرقيين، وأحيانًا يسبقونه بفارق قد يصل إلى خمسة أسابيع، لكنه لا يأتي أبدًا بعدهم.

موعد عيد القيامة وشم النسيم لعام 2025

وفي صباح الأحد 20 أبريل 2025، تنطلق احتفالات "عيد القيامة المجيد"، وهو العيد الأكبر في المسيحية، الذي يُعلن انتصار الحياة على الموت، إذ يفرح الأقباط بقيامة المسيح، ويبدأون بقداس العيد، حيث تُرتل الترانيم المبهجة، وتُقرع الأجراس، وسط أجواء من البهجة، كما يأتي شم النسيم الاثنين 21 إبريل، ويحتفل به المصريون جميعًا، مسلمين ومسيحيين، في أجواء مليئة بالبهجة، حيث تُزين البيوت بالبيض الملون، ويتم تناول الفسيخ والرنجة، في مشهد يعكس وحدة الشعب المصري في أفراحه ومناسباته المختلفة.

يظل عيد شم النسيم تقليدًا مصريًا مميزًا، يجمع بين الأصالة الفرعونية والتقاليد المسيحية، ويتغير موعده سنويًا وفقًا لحسابات فلكية دقيقة مرتبطة بعيد القيامة، ورغم اختلاف مواعيد الاحتفال بعيد القيامة بين الطوائف المسيحية، يبقى هذا العيد رمزًا للفرح والتجدد، متصلًا بتاريخ طويل من العادات والطقوس التي تعبر عن هوية المصريين عبر العصور.

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة