"انظروا.. إنه دمي".. قصيدة محمود بلال في ملتقى بيت الشعر العربى الأول للنص الجديد

الإثنين، 28 أبريل 2025 05:00 م
"انظروا.. إنه دمي".. قصيدة محمود بلال في ملتقى بيت الشعر العربى الأول للنص الجديد الشاعر محمود بلال وبيت الشعر العربي

يستعد بيت الشعر العربي، بإدارة الشاعر سامح محجوب، على مدار يومي17 و18 مايو لتقديم (ملتقى بيت الشعر العربي الأول.. للنص الجديد)، ويدعو فيه 50 شاعرًا، تحت سن الأربعين من جميع ربوع مصر، وذلك للمشاركة في الملتقى، وسيقوم "اليوم السابع" بنشر قصائد الشعراء تباعًا:

ننشر قصيدة "انظروا.. إنه دمي"  للشاعر محمود بلال:

أقسِّمُ جسمي في جُسُوم كثيرةٍ...
عروة بن الورد 

(انظروا.. إنه دمي)


لصديقي بعضُ دَمي
لصديقي نصفُ دَمي
لصديقي
كلُّ الذي أكتبُ
شَرَكًا قد دخلتُ ولا مهربُ..

لصديقي بعضُ دَمي..
ريشةٌ في جناحيَ مَكسورةٌ
ودمٌ مُحتبَسْ؟
أَمْ كُهولةُ غَيمٍ يُصادرُ فيَّ النَّفَسْ؟
كنتُ طَيرًا فَحلّقتُ أَعلى
ولا شيءَ إلا الأمانْ
أستوي خارجًا عن حدودِ الزَّمانْ
داخلًا مُدنًا من دُخَانْ
حاملًا وردةً في يمينيَ لا صولجانْ
حالمًا بغدٍ
وَغَدٌ..
خَمرةٌ تشتهيها الدِّنانْ

وفَتحتُ قَميصي للرِّيح تَدخلُ آمنةً آمِنًا
حين رقَّ النَّشيجُ بصدري لها وأْتَنسْ
غَرسَ الليلُ في القلبِ في هدأةٍ نابَه
فانغرسْ
سالَ بعضُ دمي المُحتبَسْ
وعلى ورقٍ أبيضٍ
في جُيُوبِ الليالي
وملءَ حناجرِ مَن باركوه دُجًى
صار أغنيةً في نَهاراتِهم تُطرِبُ..
من قواريرهم تُسكبُ..
يا دَمي، يا دَمي
أيُّها الشَّجرُ الطيبُ..

لصديقي نِصفُ دَمِي:
"أنتِ، أيَّتُها القُلَّةُ الباردةْ
ارْتَوينا معًا
أنتِ بالنَّار حتى حبَلتِ بِقاتِلِها
وأَنَا بِالظَّمأْ…
وكِلانَا لِقاتلِه قدْ لَجَأْ
وكِلانا مِنَ الخَوفِ في شَرَكِ الصَّائدينَ اخْتَبأْ
لنظلَّ وَحيدَين
وَحْدِي أفرُّ
وَوَحدَكِ واقفةٌ
لا يُجيرُكِ مِنْ وَقفةٍ أملٌ في الصدأْ
أملٌ كاذبٌ
في الزمانِ الخطأْ
دورة تتكررُّ
كلٌ في فَلكٍ يتكررُّ
أيُّ المَواسمِ فيها انتهى يا صديقةُ!
أيُّ مَواسمِها قدْ بَدَأْ!"

 

هكذا قُلْتُ في لحظةٍ مِنْ تَعَبْ
سَاقَني الطَّيرانُ إلى شُرفةٍ أَستريحُ بها
فنظرتُ إلى جانِبي
قُلَّةٌ باردةْ
تَتَطَلَّعُ مثلي لِأَعْلَى
تُقاسِمُني النَّظرةَ الشَّاردةْ
وتُحدِّثُني عن ثَباتِ النُجوم
أحدثُها عن مدينتي البائدةْ
حيث روزا وأعينُها الساهدةْ
عن جِران العنبْ
وليالي الطربْ
حين رقَّ لعازفِه النايُ ناحَ القصبْ
هكذا كلما حن معنى إلى مِرودِ الدّمع
جرَّحني وانسكبْ
سال نصف دمي
سال محتشِدًا باللَّهبْ
هرعَ الظامئون إليهِ
تذكرتُ يوم الظمأْ
ونظرتُ إلى القلةِ الصامدةْ:
هل رأيتِ إذنْ
كيف أن مصائرَنا واحدةْ؟

محمود بلال
محمود بلال

 

ونظرتُ إلى الظامئينَ
وقلتُ: اشربوا.. اشربوا
يا دمي يا دمي، أيها الشجر الطيبُ..

لصديقي كل الذي أكتبُ
صورٌ من براويزِها أهربُ
صورةُ الوطنِ: الأرضُ والناسُ تحتَ العلمْ
صورةُ الفنِّ: عازفُ عودٍ تموتُ جُلودُ أناملِه
كي يعيشَ النَّغَمْ
صورة الحُبِّ: أنَّى منحتُ دَمِي للظماءِ
بوِردِ الظِّماءِ أَدُمْ
كلُّ شيءٍ إلى أصلِه يُنسبُ
يا دمي يا دمي.. أيها الشجر الطيبُ

 

محمود بلال عمر محمود


تخرج في كلية الآداب عام 2015 في قسم اللغة العربية
باحث ماجستير بذات الكلية بقسم الأدب
له تحت الطبع ديوانان شعر بالفصحى؛ "على أصابعه يصعد السلم"، وديوان "انظروا إنه دمي"
له تحت الطبع مسرحية نثرية بالفصحى بعنوان “العازف”
حصل مخطوط ديوانه الثاني "انظروا إنه دمي" على جائزة المجلس الأعلى للثقافة في الموسم الماضي عام 2024.

بيت الشعر العربي
بيت الشعر العربي

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب