العمل السياسي يقوم على أمر جامع، يتمثل في تقديم كل ما يفيد الجمهور، ويفي بمتطلباته، ويحاول أن يصل إلى تطلعاته، عبر آليات، وخطط طموحة، ورؤى سديدة، تنسجم وتتناغم مع رؤية واستراتيجية الدولة بكل تأكيد؛ لذا باتت الأحزاب السياسية أدوات فاعلة في مجتمعاتها، إذا ما تبنت الفكر البناء، والإيجابية في العطاء.
المنتسبون للراية الحزبية، يعملون من أجل غاية أصيلة، تتمثل في أن توصل صوت هذا الشعب العظيم للقيادات التنفيذية، التي تبذل قصار الجهود، من أجل تحقيق النهضة المستدامة، والحياة الكريمة، لهذا الشعب الأبي، صاحب العزة والكرامة، والصولات والجولات، على مر تاريخه الغائر، الذي يحمل في طياته الشرف والبطولات.
وساطة الأحزاب بين الشعب والدولة بمؤسساتها الرسمية، تؤكد على أن المسار الديمقراطي في أرقى صورة له، ويحقق المنشود منه، ويشير أيضًا إلى أن البيئة الديمقراطية أضحت جاذبة، خاصة لفئة الشباب، الذي يُعد عماد النهضة وقاطرتها، كونه قادر على العطاء، ولديه مقومات يمكن من خلالها أن يحدث نقلات نوعية، في العديد من المجالات، وعلى مختلف الساحات السياسية وغير السياسية.
الكيانات الحزبية تستطيع أن تشارك في تنمية المجتمع، عبر برامجها التي تتضمن استهداف الواقع، والكشف عما به من فجوات، وهذا يجعلنا نقيم فعاليات الأحزاب، في ضوء ما تقوم به من ممارسات على الأرض؛ فالسياسة لا تقوم على شعارات رنانة، لا تخدم إلا المتشدقين بها، وأصحاب المصالح الضيقة؛ فإذا ما تباين القول مع العمل، فسد المناخ؛ ومن ثم تنهار كثير من القيم المجتمعية النبيلة، ويحل محلها فلسفة تقوم على الفساد والإفساد، التي تذهب بمقدرات الشعوب دون مواربة.
في ظل التقدم المتسارع لمجالات التنمية المستدامة، أضحت الكيانات الحزبية، تبحث عن آليات مبتكرة، تستطيع من خلالها أن تقدم ما يفيد المجتمع، ويحقق مطالبه، التي باتت متغيرة، كما تتماشى مع تطلعاته التي تعبر عن طموح مشروع، في ضوء التقدم التقني الرهيب، الذي نعيش فيه، وعبر مفرزاته، التي كادت أن تشعر الإنسان بمستويات من الرفاهية غير المتوقعة.
خدمة المجتمع عبر الكيانات الحزبية، نرصدها في الميدان دون شك؛ فالرضا المجتمعي تراه في مطالب تم تحقيقها وتلبيتها للجمهور، والقاعدة الشعبية للأحزاب باتت تتكون جراء مخالطة أجندة تلكم الأحزاب بهموم المجتمع، وما يعانيه من مشكلات، ويواجهه من تحديات، تتجدد مع متغيرات تحكمها الساحة، الإقليمية، أو العالمية، جراء أحداث لا تتوقف؛ ومن ثم تجد ممثلي الأحزاب، يعبرون على الدوام عن نبض مجتمعاتهم، بكل مصداقية وشفافية.
يضطلع بالكيانات الحزبية مهمة رئيسة، تتمثل في تعزيز مستويات الوعي السياسي لدى الجمهور، عبر ما تقوم به من فعاليات على مدار متصل، وبصورة تتسق مع مجريات الأحداث، والمتغيرات المتجددة، وهنا نتحدث على تعظيم قيمة الاستقرار المجتمعي، جراء إدراك صحيح لما يجري في الساحتين الداخلية والخارجية على حد سواء؛ كي يصطف الشعب بكافة طوائفه حول غايات الوطن الكبرى، ويقدم كل ما من شأنه يعضد مسيرة النهضة والإعمار، بربوع هذا الوطن الغالي القدر والمقدار.
شائعات أصحاب الأجندات، التي تستهدف تقويض مسارات التنمية، وإضعاف القدرات البشرية، عبر بوابة تصدير السلبية، يجعل الكيانات الحزبية متيقظة؛ كي تعمل بكل طاقتها على دحر الشائعات، من خلال تصويب المغلوط والمشوب، الذي تطلقه منابر الجماعات الممولة، وهذا ما يؤكد ضرورة العمل الممنهج؛ من أجل استنارة عقول الشباب على وجه الخصوص، وفتح الأبواب مفتوحة على مصراعيها؛ بغية المشاركة الشبابية في خدمة الوطن، ومحبة العمل العام وخاصة التطوعي منه.
بقدر ما تقدمه الكيانات الحزبية للدولة، ومؤسساتها الوطنية؛ إلا أنها أداة رئيسة، يتكئ عليها كل محتاج، أو ضعيف، أو مظلوم، أو مهمش؛ كي يحقق مطلبه الذي شرعه له دستور البلاد، التي تنص مواده على العدل والمساواة، وحق المواطن على الدولة، وصور رعايتها له؛ ومن ثم يستطيع أن يصل صوته إلى الجهات المعنية دون وساطة، أو حائل يمنع ذلك؛ وبناءً على ذلك يتم التحرك المؤسسي الرسمي وغير الرسمي؛ من أجل تقديم ما يلزم؛ ليستشعر المواطن الصالح ماهية كرامة العيش، في بلد بات آمنا مستقرًا.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.