فى مثل هذا اليوم، 24 أبريل عام 1731، ولد الكاتب والصحفى الإنجليزى دانيال ديفو، صاحب واحدة من أشهر روايات المغامرة فى تاريخ الأدب العالمى "روبنسون كروزو"، التى أصبحت رمزًا للنجاة والإرادة الإنسانية فى مواجهة العزلة.
رواية روبنسون كروزو التى نشرت لأول مرة عام 1719، تحكى عن فتى متهور يعشق المغامرة، يهرب من عائلته لينضم إلى حياة البحارة، لكن القدر يلقي به على شاطئ جزيرة مهجورة، بعد نجاته وحده من غرق سفينة، وهناك في عزلته القسرية، يبدأ في مواجهة الطبيعة، ويكتشف ذاته، ويحاول النجاة بروح مليئة بالإصرار والتحدي.

روبنسون كروزو
ورغم نجاح الرواية الأسطوري واعتبارها من أعمدة الأدب الأوروبي، فإن هناك سؤالًا قديمًا طرح نفسه هل كانت "روبنسون كروزو" بالفعل أول رواية من هذا النوع؟ أم أن جذورها ضاربة في عمق التراث العربي؟
قبل أكثر من خمسة قرون من ولادة دانيال ديفو، كتب الفيلسوف الأندلسي ابن طفيل رواية حي بن يقظان، التى تحكى قصة إنسان يولد ويعيش في جزيرة معزولة دون بشر، ويتأمل فى الكون والطبيعة، ويصل إلى الإيمان بالله عبر التأمل العقلي والروحى.
رواية حى بن يقظان، التي حملت أبعادًا فلسفية وصوفية عميقة، سبق أن كتبها أيضًا ابن سينا، ثم أعادها شهاب الدين السهروردي، قبل أن يصيغها ابن النفيس برؤية جديدة.

حي بن يقظان
يرى بعض الباحثين أن دانيال ديفو قد يكون استلهم قصته من تجربة حقيقية تعود إلى بحار اسكتلندي يدعى ألكسندر سيلكيرك، الذي قضى سنوات في جزيرة مهجورة، لكن تشابه بنية الرواية مع قصة حي بن يقظان، خاصة في فكرة العزلة في جزيرة والاكتشاف العقلي والنفسي، يدفع إلى التساؤل عما إذا كانت روبنسون كروزو قد ولدت من رحم الأدب العربي.
ولعل تلك المقارنة بين حي بن يقظان وروبنسون كروزو وتفتح بابًا لإعادة اكتشاف النصوص العربية التي سبقت عصرها وربما سبقت الغرب ذاته فى رسم صورة الإنسان في وحدته أمام العالم أجمع.

دانييل ديفو