هل فكرت يومًا في مدينة لا تُعرَف فقط بتاريخها، بل بأثرها الممتد في العلم والدين والفكر؟ مدينة حملت اسمها بين كتب الجغرافيا القديمة ومجلدات التفسير، وتحوّلت اليوم إلى نموذجا إنها المراغة، إحدى مدن محافظة سوهاج، التي تستحق عن جدارة أن تُلقب بـ"مدينة العلماء".
عُرفت المراغة في كتب التراث باسم "المرايغ" أو "المراغات"، وقال عنها المؤرخون إنها سُميت بذلك نسبة إلى قبيلة "المراغة" من الأزد الذين نزلوا فيها منذ قرون لكنها لم تكن مجرد منطقة بالصعيد الصعيد، بل كانت منبتًا لكبار علماء الأزهر الشريف، ومقصدًا لطلاب العلم من كل مكان فهنا وُلد الإمام الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي، شيخ الأزهر الأسبق، وواحد من أعلام النهضة الدينية في مصر الحديثة ومن هنا أيضًا خرج الشيخ أحمد المراغي صاحب التفسير الشامل للقرآن، والشيخ عبد العزيز المراغي الذي درس في لندن وعاد حاملًا ثقافة مزدوجة بين الشرق والغرب، والشيخ عبد الله المراغي وأبو الوفا المراغي وغيرهم كثير.
ولم يكن أهل المدينة وحدهم هم من نشروا العلم، بل اختارها علماء آخرون للإقامة فيها، منهم الشيخ محمد إبراهيم عيسى، والشيخ محمدين مهران، والشيخ أحمد عبد اللطيف إبراهيم الذي جاب بدعوته دولًا عربية وإسلامية وغربية، حتى لُقّب بـ"العالم المتجول".
لكن المراغة لم تقف عند حدود المجد العلمي، بل باتت اليوم نموذجًا حقيقيًا للتنمية الشاملة في صعيد مصر فقد استهدفتها مبادرة "حياة كريمة" بـ23 قرية و142 تابعًا، بإجمالي 113 مشروعًا تم تنفيذها أو يجري استكمالها، في مجالات تشمل الصرف الصحي، ومياه الشرب، والكهرباء، والصحة، والتعليم، والخدمات الحكومية. تم إنشاء محطة معالجة، وتطوير وحدات صحية، وبناء مستشفى مركزي، ورفع كفاءة الطرق الداخلية، فضلًا عن إقامة مراكز للشباب، ومجمعات خدمية وزراعية، ومراكز للأسرة والطفل.
في قطاعات كاملة مثل مياه الشرب والكهرباء والمراكز الصحية، وصلت نسب التنفيذ إلى 100%، وهو ما يعكس حجم الجهد المبذول لتغيير شكل الحياة اليومية في المدينة، وتحسين معيشة سكانها الذين طالما كانوا جزءًا من نسيج مصر العلمي والثقافي.
ولا يمكن الحديث عن مدينة المراغة دون التوقف أمام واحد من أعظم معالمها الدينية والتاريخية، وهو جامع باصونة الأثري، الواقع في قرية باصونة التابعة للمركز، والذي يُعد من أقدم المساجد الأثرية في محافظة سوهاج. يتميز الجامع بطرازه المعماري الإسلامي الأصيل، ونقوشه وزخارفه التي تعود إلى العصور الإسلامية الأولى، ويُعد شاهدًا على مكانة المدينة الدينية والعلمية عبر العصور. وقد احتضن هذا الجامع العديد من حلقات العلم والذكر، وكان مقصدًا لكبار المشايخ وطلاب العلم على مدار قرون، وما زال قائمًا إلى اليوم كواحد من الكنوز التراثية التي تروي تاريخ المراغة وأصالتها.
المراغة اليوم ليست مجرد مدينة في سجل الجغرافيا، بل كيان حي يتحرك نحو المستقبل بكل ما فيه من طموح، يحمل فى قلبه تراثًا عظيمًا، ويغزل بخيوطه مستقبلًا يليق بتاريخها وبأبنائها.

أسماء الله الحسنى

أشكال هندسية

الباب الرئيس للمسجد

الفن الإسلامى بالشبابيك

المسجد بكامل زينته الداخلية

المسجد من الخارج

الوحدة المحلية لمركز ومدينة المراغة

باب المسجد من الداخل

باب من أبواب المسجد

تمثال للشيخ المراغى

جانب من المسجد داخلى

درج السلم الخاص بالأذنة

رواق المسجد

شكل لحوائط المسجد

شكل هندسى داخل المسجد

صحن المسجد من الداخل

قبة المسجد من الداخل

قبة المسجد

مأذنة المسجد ثلاثية الأبعاد

محراب المسجد

مدينة المراغة بسوهاج

مكعبات بها أسماء الله الحسنى

منظر عام للمسجد من الخارج