أكدت الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، أن من أبرز أسباب التحديات النفسية والزوجية التى تواجه الشباب حديثى الزواج، هو الفجوة بين التوقعات الوردية التى تُرسم قبل الزواج، والواقع العملى المليء بالمسؤوليات والضغوط.
وقالت أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر الشريف، خلال حوار مع الإعلامية "مروة شتلة"، بحلقة برنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: "الناس بتقولك حلاوة البدايات، الأحلام الوردية، وكل طرف بيبقى متخيل أن الجواز رحلة مستمرة من الفسح والسفر والسعادة، وده سببه إننا بنتفرج على مسلسلات وأفلام، ونتابع محتوى السوشيال ميديا اللى بيرسم صورة مثالية غير واقعية للحياة الزوجية".
وأضافت: "مع أولى خطوات الحياة الزوجية، بيتفاجئ الطرفان بأن الفرح المؤقت انتهى، وبدأت مرحلة جديدة من المسؤوليات والواقع العملى، اللى ما حدش حضّرهم له".
وأكدت أن "المشكلة أن شباب الجيل الحالى اتربى على السوشيال ميديا، ودى أصبحت مصدر ثقافته الأساسى بدل من القراءة أو التجارب الواقعية، فبقى بيكوّن تصورات سطحية جدًا عن الزواج، وبيركّز على تفاصيل شكلية زى الفوتوسيشن والفستان الأبيض، من غير ما يخطط للميزانية أو شكل الحياة اليومية بعد الجواز".
وشددت على خطورة هذه الظاهرة، قائلة: "السوشيال ميديا بقت من العوامل اللى بتسبب إحباطات كبيرة فى الحياة الزوجية، لأن الناس بتشوف صور لحفلات واحتفالات وسفر، ويبدأوا يعتقدوا أن ده الطبيعى، وده اللى المفروض يحصل، ولما الواقع يختلف، بتيجى الصدمة".
وأكدت على أهمية نشر الوعى الواقعى حول الحياة الزوجية، وتجهيز الشباب نفسيًا وعقليًا للتعامل مع تحدياتها، وليس فقط التوقف عند لحظة "الزفاف" وكأنها نهاية الحكاية، بل بداية لمسؤولية وشراكة حقيقية تحتاج إلى نضج واستعداد.