محمود عبدالراضى

البساطة في زمن الزيف.. شجاعة لا يملكها كثيرون

الثلاثاء، 22 أبريل 2025 10:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في هذا الزمن الذي أصبح فيه "التفاخر" واجبًا اجتماعيًا، و"التظاهر" نوعًا من اللباقة، باتت البساطة عملة نادرة، وشجاعة لا يُتقنها إلا الأقوياء.

أن تمشي دون أن تتعثر في ماركة، أن تضحك دون فلاتر، أن تحزن دون إعلان، أن تحب دون استعراض، وأن تعيش كما أنت لا كما يريد "الترند"، هو فعل مقاومة صامتة في وجه ضجيج الكذب.

لقد تحولنا، دون أن نشعر، إلى ممثلين هواة في مسرحية طويلة اسمها: "من يبدو الأفضل؟

أصبحت الجلسات استعراضًا، والمناسبات مسابقة في التكلّف، حتى الكلمات صار لها "فوتوشوب شعوري" يجعلنا نمدح ما لا نحس، ونُظهر ما لا نملك.

في عصر "الانستجرام"، لم يعد يكفي أن تكون سعيدًا، بل يجب أن تبدو سعيدًا، بألوان مشبعة، ومقاطع مختارة بعناية، وأصدقاء قد لا تراهم إلا في التعليقات.

لكن في وسط هذه المعركة المسمّاة زيفًا بـ"التواصل الاجتماعي"، يخرج من يُقرر أن يعيش ببساطة، يرتدي ما يُريحه، لا ما يُلفت الأنظار، يتحدث بصوته الحقيقي، لا بما يُرضي الجمهور، يحب لأن قلبه أراد، لا لأن الناس تنتظر "بوستًا" مُعبّرًا، هؤلاء ليسوا سُذّجًا، بل أبطال من نوع خاص.

أن تختار أن تكون "نفسك" في عالم يحاول صبغك بألوانه، هو شجاعة لا تُدرّس في المدارس، بل تنبع من ضمير يعرف أن القيمة لا تُقاس بعدد المتابعين، ولا بنوع السيارة، ولا بلغة المظهر.

فالبساطة ليست ضعفًا، بل وضوح، ومن اختار أن يكون صادقًا، في زمن الأقنعة، فقد انتصر في معركة لا تُمنح فيها أوسمة، بل راحة بال.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة