كيف احتفل المصريون القدماء بشم النسيم؟.. اليوم يمثل بداية الخلق والزرع والخصوبة.. الفسيخ يرمز للخلود والطاقة والبصل يطرد الأرواح الشريرة.. الطقوس تقام في المعابد .. الفرق الموسيقية تنشر في الساحات

احتفالات شم النسيم عادة فرعونية قديمة ترجع إلى آلاف السنين، حيث كان له طقوس خاصة عندهم يتم من خلالها إقامة الاحتفالات، وتوارث الأجيال هذه العادة حتي اليوم، وتوضح الدكتورة نيرمين عاطف مدير إدارة الوعي الاثري بمنطقة آثار الفيوم، طبيعة هذه الاحتفالات والطقوس لدي المصريين القدماء.

وتقول الدكتورة نيرمين عاطف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن شم النسيم هو عيد مصري قديم يرجع تاريخه إلى حوالي 2700 سنة قبل الميلاد، أي في عهد الدولة القديمة. وكان يُعرف وقتها باسم “عيد شمو”، وهي كلمة مصرية قديمة تعني “بعث الحياة” أو “تجديد الحياة”.

ولفتت إلي أن المصريون القدماء كانوا يعتقدون أن هذا اليوم هو بداية الخلق وبداية موسم الزرع والخصوبة، ويرتبط بالفصل الذي يشهد فيه النيل الانتعاش والسماء الصفاء والأرض الخضرة.

وأكدت مدير إدارة الوعي الأثري أن شم النسيم كان له  يأتي في يوم الانقلاب الربيعي، تحديدًا عندما تتساوى ساعات الليل والنهار، وغالبًا ما يكون في نهاية مارس أو بداية أبريل

أما عن الطقوس والعادات في مصر القديمة أشارت الدكتورة نيرمين عاطف أنها كانت تشمل الخروج للطبيعة، حيث اعتاد المصريون القدماء الخروج إلى الحدائق وعلى ضفاف النيل والمزارع لاستقبال الشمس عند شروقها، كما كانت  المنازل تُغلق ويذهب الجميع للاحتفال في الهواء الطلق، وكانت تقدم بعض لأطعمة الرمزية في هذا اليوم مثل السمك المملح (الفسيخ) ويرمز للخلود والطاقة، وكان يتم تمليحه بطريقة دقيقة، والخس وكان نبات مقدس عند المصريين القدماء، ويرمز للخصوبة والبصل وكان يُستخدم لطرد الأرواح الشريرة، وكان يُعلق على الأبواب، والبيض الملون ويرمز إلى خلق الحياة وبدايتها، وكان يتم تلوينه بالألوان الطبيعية وكتابة الأمنيات عليه .

وأضافت مدير إدارة الوعي الأثري الي أنه كانت هناك طقوس دينية تقام في المعابد، تمجّد الآلهة وتطلب البركة للموسم الجديد، وكانت هناك فرق موسيقية ورقصات شعبية تقام في الساحات والمعابد وكان استخدام الزهور والنباتات العطرية  من الطقوس الهامة واستمر المصريون في الاحتفال بشم النسيم وظل  عادة مصرية شعبية يحتفل بها المصريون من كل الديانات حتى يومنا هذا.