تمر اليوم، الذكرى الـ 28 رحيل الموسيقار الكبير سيد مكاوي، إذ رحل عن عالمنا في 21 أبريل عام 1997، تركا خلفه إرثًا فنيًا كبيرًا ما بين التلحين والغناء كأحد أهم النوابغ المصرية ممن لم يتوقفوا أمام حاجز عدم البصر كونه كفيفا ليتمتع ببصيرة كبيرة عكسها ألحانه المميزة وأغانيه التي لا تزال تعيش بيننا إلى الآن.
ولد شيخ الملحنين سيد مكاوي في حي الناصرية بالسيدة زينب في شهر مايو من عام 1928 لأسرة شعبية وفقد بصره وهو في الثانية من عمره ولم تستطع الأسرة إنقاذه لضيق ذات اليد ما جعلها توجه نشاطه إلى حفظ القرآن وإتقان الإنشاد الديني.
ساعدته والدته في تنمية موهبته على الرغم من عدم تعليمها إلا أنها كانت تمتلك حاسة فنية وتذوقا رفيعا فقد توسمت فيه فنانا واعدا ما جعلها تشتري له أسطوانات لكبار المطربين آنذاك من بائع الروبابيكا وذلك لرخص ثمنها حيث كانت الحالة الاجتماعية لا تسمح بغير ذلك.
ذاع صيته وأصبح اسمه يتردد بين كبار المؤلفين وكتاب الأغاني ليقوم بتلحين أغنية لعبد المطلب (اسأل مرة عليا) ثم تلتها اغنية (مبروك عليك يا معجباني ياغالي) لشريفة فاضل لتكون هذه الخطوة علامة فارقة في حياة ومشوار مكاوي الفني.
كان له الفضل الأول في تأسيس وإرساء فكرة وضع مقدمات غنائية للمسلسلات الإذاعية والتليفزيونية وبالتالي أسند اليه وضع تصور لهذه الفكرة حتى قدم عشرات المقدمات لمسلسلات شهيرة مثل (شنطة حمزة رضا بوند، وعمارة شطارة).
لحن لكبار المطربين والمطربات المصريين والعرب فقدم للمطربة ليلى مراد لحنا شهيرا لأغنية (حكايتنا احنا الاثنين) ولدلوعة السينما المصرية الفنانة شادية لحن لها اغنية (هوي يا هوي ياللي انت طاير) ولنجاة الصغيرة (لو بتعزني) ولصباح (انا هنا يا ابن الحلال).
قدم سيد مكاوي بعد ذلك العديد من الألحان للإذاعة من أغان وطنية وشعبية. فقدم مثلاً محمد عبد المطلب أغنيتي "إتوصى بيا" و"قلت لأبوكي عليكي وقالي" وكذلك أغنية "كل مرة لما أواعدك" والتي غناها سيد مكاوي في الثمانينات ونالت شهرة واسعة.
بدأ سيد مكاوي في تقديم المسحراتي مع الشاعر فؤاد حداد الذي صاغها شعراً. وظل يقدم المسحراتي بنفس الأسلوب حتى وفاته وهو أسلوب على بساطته الشديدة يعتبر بصمة فنية هامة في الكلمات ومحطة من المحطات اللحنية المتفردة في التراث الموسيقي الشرقي.
اجتذب المسرح الغنائي هذا الملحن الموهوب. ففي عام 1969 كان بداية اشتراك سيد مكاوي بتقديم ألحانه للمسرح الغنائي والذي كان كثيراً ما يحلم به. فكان اشتراكه في أوبريت "القاهرة في ألف عام" والذي قدم على مسرح البالون من خلال الفرقة الغنائية الاستعراضية.
كرمته مصر بوسام العلوم والفنون من الدرجه الأولى، و اتوفى فى 21 إبريل 1997 وساب لمصر تراث فنى جميل وأصيل فإلي الآن سيد مكاوي اسم له تاريخ عريق.